القدس المحتلة – أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الاربعاء غداة لقائه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، ان السلطة ترفض «الحلول الجزئية» مع اسرائيل كما ترفض الحدود المؤقتة «للدولة الفلسطينية المنشودة». وقال عباس خلال لقائه بوفد من فعاليات مدينة الخليل في مقر الرئاسة في رام الله ان السلطة الفلسطينية «ترفض اي حلول جزئية» مضيفا «سنرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة التي تتحدث عن هدنة لمدة 15 عاما، نريد حلا عادلا ونهائيا بحدود 1967 وليس بحدود مؤقتة ينتهي بمعاهدة سلام، ليحصل الجميع على حقوقهم».
واضاف عباس، في اشارة الى المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، «بدأنا بمفاوضات المرحلة النهائية، ونشعر بالتفاؤل والامال، ونرجو الله الا ينتهي هذا العام الا وقد حققنا لاهلنا الاستقلال والتخلص من الاحتلال والعيش بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم».
أما عن حماس، التي سيطرت عسكريا على قطاع غزة في منتصف حزيران (يونيو) 2007، فقال الرئيس الفلسطيني «حماس جزء من الشعب الفلسطيني ولا احد يستطيع ان ينكر وجودهم، اختلفنا معهم واحتربنا، ونتمنى الا يتكرر الاحتراب» ودعا الحركة إلى التراجع عن الاعمال التي قامت بها، للوصول الى الحل المنشود».
تقارير شهرية
من جهته، أشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إلى أن السلطة الفلسطينية ستقدم، الى موفد أميركي، تقارير شهرية تعرض اي انتهاك اسرائيلي للالتزامات الواردة في اطار عملية السلام. وقال فياض في لقاء مع الصحافيين في رام الله ان التقارير التي سترفع الى الموفد الاميركي وليام فرايزر، المكلف الاشراف على تطبيق خارطة الطريق، ستعرض ايضا التدابير التي تتخذها السلطة الفلسطينية لالتزام خطة السلام الدولية المذكورة. واوضح ان «هذه التقارير ستعرض ما نفذته اسرائيل وما لم تنفذه من التزاماتها، وفق ما نلاحظه». ومن الانتهاكات المحتملة التي اوردها، بناء مساكن جديدة في مستوطنات يهودية او اقامة حواجز جديدة في الاراضي المحتلة. ولفت إلى ان «الجانب الاخر من هذه التقارير سيتناول تطبيق التزاماتنا التي نصت عليها خارطة الطريق»، واكد ان هذه التقارير التي ستكون معلنة، سترفع الى فرايزر مرة كل شهر.
وتلحظ خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) خصوصا وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية ووقف الهجمات على اسرائيل من جانب الفصائل الفلسطينية المسلحة.
واكد فياض انه، رغم الوعود المتكررة منذ تولي حكومته مهماتها قبل 8 اشهر، لم تتخذ اسرائيل اي خطوة لتحسين الوضع في الضفة الغربية حيث يبقي جيشها اكثر من 500 حاجز تحول دون التنقل بين المدن المختلفة. وقال «عشنا ثمانية اشهر من المعاناة اليومية في محاولة لتغيير الوضع على الارض».
اعلان الاستقلال
على صعيد متصل، رأى مسؤول فلسطيني الأربعاء الماضي أن على الفلسطينيين أن يعلنوا الاستقلال من طرف واحد «كما فعلت كوسوفو»، نتيجة غياب التقدم في المفاوضات مع إسرائيل التي يفترض أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.
وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لوكالة فرانس برس «من حق شعبنا إعلان استقلاله كشعب كوسوفو ونحن شعب محتل قبل كوسوفو».
وأضاف «لا بد من اتخاذ خطوات لإعلان الاستقلال من طرف واحد كما فعلت كوسوفو وعلى العالم أن يتولى إزالة الاحتلال عن أرضنا».
وأكد أن الفلسطينيين مضطرون لذلك لأنه «لم يتم تحقيق أي تقدم على الإطلاق» في المفاوضات مع إسرائيل التي أعيد إطلاقها في تشرين الثاني (نوفمبر) ابان مؤتمر انابوليس في الولايات المتحدة.
«حماس» تدين
من ناحيتها دانت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» استمرار اللقاءات بين محمود عباس واولمرت.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان الحركة «تحذر من الاستمرار في اللقاءات بين رئيس السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي لما فيها من نتائج كارثية على الحقوق والثوابت الفلسطينية».
واضاف ان هذه اللقاءات «تأتي بعد كل جريمة يرتكبها الاحتلال ضد ابناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من اجل التغطية على هذه الجرائم».
Leave a Reply