ديترويت – خاص «صدى الوطن»
لم تعد جرائم العنف وحوادث السير القاتلة تتصدر الاسباب التي تؤدي الى وفاة آلاف المواطنين الاميركيين كل عام بل اصبحت اساءة استعمال العقاقير والادوية الطبية التي يصفها الاطباء وتلك التي تباع في الصيدليات دون وصفات طبية والتي تتسبب بقتل عشرات الآلاف من البالغين والمراهقين في الولايات المتحدة الاميركية كل عام. وقد سلطت حادثة وفاة الممثل الاميركي الشاب هيث ليجرز الشهر الماضي الاضواء على هذه المشكلة التي اصبحت تواجه المجتمع الاميركي ومعظم مجتمعات العالم جنبا الى جنب مع مشاكل استخدام الكحول والمخدرات كالكوكايين والهرويين والماريوانا. وبين المركز الفيدرالي لمراقبة والوقاية من الامراض ان حالات الوفيات التي سببها تناول الادوية والعلاجات ازداد من 12186 حالة وفاة عام 1999 الى 20850 حالة وفاة في العام 2005.
وفي الوقت الذي كشف فيه رجال الامن والمباحث الاميركيين في شقة الممثل الاميركي الشاب ليجرز حبوبا منومة وادوية منشطة واخرى مسكنة للآلام. ركزت الاجهزة الاعلامية في تفاصيل تقاريرها عن حادثة الوفاة على عدم وجود مواد مخدرة كالكوكايين والهرويين وغيرها في شقة القتيل، وقالت ان الادوية التي وجدت بجانب سرير نومه ومنها الحبوب المنومة غير مؤذية، الا ان التقارير الطبية اثبتت ان الوفاة ناتجة عن تناول كميات كبيرة من هذه الادوية.
ويقول احد خبراء صناعة الادوية الاميركيين ان العلاجات الدوائية الموصوفة من قبل الاطباء، خاصة الحبوب المسكنة والمزيلة للآلام والحبوب المنومة اصبح من السهل الحصول عليها وهي من اكثر العلاجات الدوائية رواجا.. ويصف المسؤول كيفية اساءة استخدامها من قبل الشبيبة والبالغين بقوله.. انهم يقومون بخلطها مع ادوية اخرى ومن ثم طحنها وتناولها مع الماء او مع المشروبات الروحية.
وقدر استطلاع اجراه مركز البحوث المتعلقة بالادمان التابع لجامعة ميشيغن في اناربر عدد الذين اساءوا استخدام الادوية والعقاقير اكثر من مرة في حياتهم ممن تتراوح اعمارهم بين الثانية عشرة والاربعين سنة بستة وثلاثين مليون اميركي.
واظهر الاستطلاع ان عدد المراهقين ممن تتراوح اعمارهم من اثنتي عشرة سنة الى تسع عشر سنة بلغ نحو مليونين وسبعمئة الف مراهق، في الوقت الذي وصل فيه عدد البالغين الذين تتراوح اعمارهم من ثمانية عشر عاما الى خمسة وعشرين عاما وصل الى نحو سبعة ملايين شخص كانوا قد حاولوا اساءة استخدام هذه الادوية والعقاقير مرة في حياتهم.
وتضيف دراسة اجراها مركز مراقبة المستقبل التابع لنفس الجامعة في اناربر ان اكثر من عشرة بالمئة من طلبة الثانوية في المدارس الاميركية اساءوا استخدام الادوية المخدرة والمسكنة على الاقل مرة في حياتهم.
وتتعدد طرق واساليب الحصول على هذه الادوية ومنها «الانترنت» والتي تباع الادوية من خلالها باسعار رخيصة، وتزوير الوصفات الطبية، او بواسطة السرقة.. او استخدام الادوية التي تعود الى مريض داخل البيت.
ويحذر الدكتور علاء جمال حداد الوالدين من ان ظهور علامات واشارات غير مألوفة على تصرفات وسلوك ابنائهم المراهقين، كالتغيير المفاجئ في المزاج والافراط في النوم او عدمه، التشتت الذهني وعدم التركيز، الغضب السريع والاسترخاء المستمر والابتعاد المفاجئ عن هوايات او عادات يومية كانوا يمارسونها او ظهور اصدقاء جدد لا يوفرون معلومات كافية عن شخصياتهم كلها قد تكون مؤشرات لاساءة استخدام الادوية.
واضاف الدكتور حداد قائلا ان الانفتاح الذي يعرف عن المجتمع الاميركي ساهم في ظهور هذه الاساءات على السطح في الوقت الذي تعاني منه المجتمعات المغلقة وخاصة العربية من هذه المشاكل التي لا احد يتجرأ على بحثها او التحدث عنها او حتى اكتشافها.
Leave a Reply