د. وليد ابو حمور: الجمعية تشارك في تعزيز الأوضاع الصحية للبلدان العربية
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
تتميز الجالية العربية الاميركية عن غيرها من الجاليات الاثنية في المجتمع الاميركي بهذا الكم الهائل من الاطباء المختصين في جميع المجالات، وبأنها ساهمت برفد مجتمع الولاية الطبي بالالاف الأطباء الذين بدورهم ابدعوا في تخصصاتهم وتبوأوا مكانة مرموقة واثروا في مجتمع الولاية الطبي بخبراتهم وبحوثهم التي ساهمت وتساهم في ارتقاء حقل الطب الاميركي لمستوى القمة.
فما من مستشفى او مركز صحي، او معهد طبي اميركي الاّ وبين صفوفه أطباء عرب اميركيون يستجيبون لحاجات المواطنين الصحية في جميع فروع ومجالات الطب. لكنهم قليلون، اولئك الأطباء العرب الذين يبرزون كقياديين يسخرون الكثير من اوقاتهم الاضافية لخدمة مجتمعاتهم الانسانية من خلال تداخلهم وتفاعلهم في الحقول المتعددة، من بينهم الدكتور الاميركي الاردني الأصل وليد ابو حمور رئيس الجمعية الوطنية للاطباء العرب الأميركين في ميشيغن.
يعمل الدكتور وليد ابو حمور الذي جاء الى الولايات المتحدة عام 1992 رئيساً لقسم طب الأطفال في مركز هيرللي التابع لمستشفى جامعة ميشيغن ستايت.
تخرج الدكتور ابو حمور من كلية الطب الجامعة الاردنية عام اربعة وثمانين وتابع دراساته في نفس الجامعة حيث حصل في العام سبعة وثمانين على اجازة تخصص في طب الاطفال حيث مارس الطب في الاردن.
اجتاز فحص التأهيل لممارسة مهنة الطب في الولايات المتحدة الأميركية عام اثنين وتسعين، درسّ ودرس في جامعة وين ستايت في ديترويت وعمل ولايزال كمساعد بروفيسور في كلية الطب في جامعة ميشيغن ستيت، له العديد من الدراسات والبحوث كما شارك الدكتور ابو حمور في العديد من المؤتمرات الطبية التي عقدت في الولايات الأميركية والدول العربية والاوروبية اضافة الى نشاطاته التطوعية وعضويته في العديد من الهيئات والمنظمات الأميركية والعربية الأميركية من بينها تسلمُه رئاسة الجمعية الوطنية للأطباء العرب الأميركين في ولاية ميشيغن.
في ديترويت التقينا الدكتور وليد ابو حمور، وكان هذا الحديث:
– حدثنا عن الجمعية الوطنية للاطباء العرب الأميركيين، متى تأسست والهدف من تأسيسها؟
– الجمعية الوطنية للأطباء العرب الأميركيين هي جمعية تعليمية، طبية تطوعية تعنى بشؤون وقضايا ومصالح العاملين في المجالات الطبية في الولايات المتحدة، هي جمعية غير نفعية، اي لا تهدف الى جني الربح المالي. تأسست في ولاية كاليفورنيا في عام 1975 وبعد خمس سنوات انتشرت فروعها في تسع وعشرين ولاية أضافة الى كندا. الجمعية هي عضو فعالُ في المجلس الطبي المجاز للتعليم المستمر في اميركا،
Accreditation Council for Continuing Medical Edcaltion
والجمعية توفر الفرص لأعضائها للتواصل فيما بينهم والتعرف على بعضهم البعض والاستفادة من الخبرات والتجارب، كما انها توفر المحيط الايجابي لعائلات وأصدقاء الأطباء للتعارف.
– المعروف ان الحكومة الأميركية تدعم الهيئات والمنظمات والجمعيات التطوعية غير النفعية، هل تتلقون اي دعم رسمي من الحكومة الأميركية؟
– من الحكومة مباشرة لا اظن. اعتقد ان في المجتمع الأميركي الكثير من المؤسسات العريقة التي تشجع وتدعم الدراسات والبحوث والنشاطات الطبية وغيرها اذا كان لها فائدة للمجتمع، فعلى سبيل المثال تستطيع الجمعية التقدم لمثل هذه المؤسسات اذا كان عندنا مشروع دراسة او بحث موسع عن أمراض القلب او السكري او اي دراسة نرغب في اجرائها عن قضية صحية بحاجة الى دعم مالي لا نستطيع نحن توفيره او المستشفيات او المراكز الصحية التي نعمل فيها، قد نلجأ بطلب الدعم لمثل هذه المؤسسات العريقة.
– حدثنا عن أهم نشاطات الجميعة؟
– للجمعية نشاطات متعددة من أهمها، النشاطات التعليمية التي تتمثل في المؤتمرات الطبية التي نعقدها داخل وخارج الولايات المتحدة، وفي هذه المؤتمرات تقدم دراسات واوراق عمل وبحوث لعدد من الأطباء. كما ان الجمعية تستقبل وترعى وتدعم طلبة الطب الدارسين في الجامعات الأميركية وتوفر لهم فرص التدريب والتعرف على مجالات العمل في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة. كما ان الأطباء، اعضاء الجمعية يتطوعون في كثير من الأحيان لتوجيه وارشاد الأطباء الجدد ومساعدتهم .
منذ تأسيسيها عقدت الجمعية واحداً وعشرين مؤتمراً دولياً في معظم الدول العربية اضافة الى كندا، كما عقدنا تسعة وعشرين مؤتمراً في الولايات الأميركية.
للجمعية نشاطاتُ تساهم من خلالها في توعية وتثقيف العرب الأميركيين صحياً حيث نشارك في الندوات والمؤتمرات المصغرة التي تقام في النوادي والمؤسسات العربية الاميركية الاجتماعية والدينية فيتحدثُ أطباؤنا للقادمين الجدد من المغتربين العرب الى الولايات الأميركية عن كيفية الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض وأهمية الفحوص الدورية لصحة المغترب. ونتواصل مع أفراد الجالية ايضاً من خلال المحطات الاذاعية والتلفزيونية ومنها محطة «مع الجالية» حيث أعمل مع مجموعة من الأطباء لتخصيص ساعة إذاعية شهرية من خلالها لتكون ساعة صحية للجمعية تتواصلُ مع أبناء الجالية وتبثُ بشكل منتظم. وفي العام الماضي رعت الجمعية مؤتمراً صحياً مصغراً بالتعاون مع دائرة الصحة العامة في المجلس العربي الأميركي والكلداني شارك فيه أكثر من الف عربي أميركي استمعوا الى الأطباء محي الدين الصراف احد اشهر أطباء الأمراض السرطانية في العالم والدكتور سامر بلوز والدكتور حكمت جميل واخرين.
وتشارك الجمعية في دعم المجتمعات العربية التي هي بحاجة للمساعدة كالعراق وفلسطين وتزويد المحتاجين بالمواد والمعدات الطبية، وفي حالات كثيرة ساعدنا الكثير من المرضى الذين لديهم حالات صحية مستعصية من دول عربية واحضارهم الى المستشفيات الأميركية. ولكننا واجهنا خلال السنوات الثلاث الماضية ضغوطاً جمة بعد ان وصلتنا الالافُ الطلبات من عدد من الدول العربية.. طلباتُ عجزنا عن الأستجابة لها وندعم بشكل رسمي، وبالتعاون مع المستشفيات والجمعيات الخيرية، المسيرات الجماهيرية التي تنظمُ لتوعية المواطنين حول عدد من الأمراض ومنها امراضُ سرطان الثدي، وسرطان الرئة وامراض القلب والتبرع بالاعضاء ومحاربة استخدام الكحول والمخدرات وغيرها. للجمعية حضور دائم في نشاطات الجاليات العربية واحتفالاتها الدورية.
تعمل الجمعية على استمرارية التواصل بين اعضائها من خلال نشرات دورية أهمُها المجلة الطبية المعروفة باسم «الحكيم» التي تنشر المقالات الطبية والبحوث التي يجريها الاطباء اضافة الى أخر ما توصل اليه الطب الأميركي من انجازات في جميع المجالات الصحية. كما ان المجلة تخصص زوايا ادبية للقصة والقصيدة والرواية حيث يساهمُ عددُ من الأطباء العرب الأميركيين أصحابَ المواهب الأدبية في نشر انتاجَتهم بشكل منتظم.
– كيف ومتى أصبحت رئيساً للجمعية ؟
– انتخبت رئيساً للجمعية في ولاية ميشيغن من قبل مجلس ادارة الجمعية التي عادة ما يجتمع لأختيار رئيس من بين مجموعة من المرشحين لمنصب الرئاسة. ترشحت مع مجموعة من الزملاء الأطباء واختارني مجلس الأدارة بالاقتراع وكان ذلك في نهاية العام الماضي 2007.
– ما هي الفترة الزمنية التي يخدم فيها الرئيس؟ وهل تحدد فترة الرئاسة؟
– تحدد الفترة الزمنية للرئيس لسنة واحدة.
– هل سنة واحدة كافية لتحقيق برنامج عمل متكامل؟
– طبعاً لا، نحن نعمل على تمديد فترة رئاسة الجمعية وربما أصبحت سنتين في المستقبل القريب.
– هل طرحت برنامج عمل، أنُتخبت على أساسه للرئاسة؟
– بالتأكيد، برنامج عملي لهذا العام يتضمن:
تفعيل دور الجمعية في ميشيغن، والوصولُ الى ولايات ليس للجمعية فروعُ فيها. وأنجاز البحث الموسع الذي اشرفت عليه بنفسي وهو البحث المتعلق بتدخين النرجيلة Water Pipe Smoking، هذه الظاهرة التي تنتشر بشكل كبير في المجتمع الأميركي. البحث هو الأولُ من نوعه في الولايات المتحدة وقد شاركني وساعدني فيه مجموعة من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية العرب الأميركيين، وقد تم قبول البحث في المؤتمر الطبي للدراسات والبحوث الاكاديمية لطب الاطفال الذي سيعقد في هنولولو في ولاية هاواي الأميركية في شهر آيار القادم.
وبرنامجي يتضمن أقامة مؤتمرين مصغرينَ لبحث ودراسة الوقاية الصحية للعرب الأميركيين، يجري البحث في الوقت الحاضر لتعاون وانجاح هذين المؤتمرين بالتعاون مع المجلس العربي الأميركي والكلداني والمركز العربي للخدمات الاقتصادية (اكسس) ومعاهد تعليمية أميركية كجامعة ميشيغن وجامعة وين ستايت في ديترويت. وسأعمل على تعزيز التعاون بين الجمعية ومجتمع الجالية العربية في ميشيغن والولايات الاخرى.
– أين سيعقد مؤتمركم السنوي هذا العام؟
– في مصر
– معظم، ان لم تكن جميع، المنظمات والهيئات العربية الأميركية تدعو وتهدف الى بناء جسور مع الوطن العربي.. هل تتبنون مثل هذه الدعوات وكيف برأيكم يتم تطبيقها؟
– تحرص الجمعية الوطنية للأطباء العرب الأميركين على بناء وتمتين جسور التواصل مع الاقطار العربية، من خلال المؤتمرات السنوية التي تعقد هناك، خلال هذة المؤتمرات يتم تبادل الخبرات، عقد ورشات العمل الطبية، بحث ونشر آخر المستجدات الطبية من الناحيتين التشخيصية والعلاجية وعلى سبيل المثال قمنا بعمل ورشات ووضعنا برامج مشتركة
لـ(Pediatric Advanced Life Support (PALS
Advanced Cardiac Life Support (ACLS)
– هل لديكم اي نوع من التعاون الطبي مع الأردن؟
– طبعاً وبشكل مستمر، فقد أقامت الجمعية بالتعاون مع كلية الطب في الجامعة الاردنية في العاصمة عمان المؤتمر الاول للأطباء الأردنيين المزاولين للطب العام Primary Care Physicians كما ان هناك لجنة من الأطباء الأميركيين الأردنيين تعملُ كحلقة وصل بين الجمعية والمؤسسات والهيئات الطبية الأردنية أضافة الى التعاون مع كليات الطب في الجامعة الاردنية. ونحن نعمل على ترتيب المؤتمر الثاني للأطباء الاردنيين المزاولين للطب العام في الأردن.
– هل تتواصل مع الوطن الاردن، وكيف؟
– ازور الأردن كلما تهيأت الفرصُ. كنت في عمان قبل أشهر وانا أتابع أخبار الاردن من خلال الصحف اليومية، الرأي والعرب اليوم، ومن خلال الانترنت والعالم كما تعلم اصبح قرية صغيرة والخبر ينتشر بسرعة كبيرة، وعليه فأنا كما جميع المغتربين نتواصل بأستمرار ولاشيء يمنع هذا التواصل.
– دكتور وليد ابو حمور، رئيس الجمعية الوطنية للأطباء العرب ألأميركين في ولاية ميشيغن، شكراً لكم. ونتمنى لكم النجاح والتوفيق باذن الله.
د. ابو حمور: شكراً .
Williams@myacc.org
Leave a Reply