بوش وماكين: تحالف حذر بين خصمين سابقين

واشنطن – التقى المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين الاربعاء الماضي في البيت الابيض الرئيس الاميركي جورج بوش لاقامة تحالف غير مريح مع خصم سابق. واستقبل الرئيس، سناتور اريزونا على مأدبة غداء قبل ان يتوجه الى الصحافيين الى جانب المرشح الذي يأمل ان يسلمه مفاتيح المكتب البيضاوي في كانون الثاني (يناير) 2009.

وأعلن جورج بوش دعمه الرسمي لسناتور اريزونا الذي فاز بترشيح الحزب الجمهوري من خلال فوزه بالانتخابات التمهيدية الاربع التي نظمت الثلاثاء في تكساس (جنوب) واوهايو (شمال) وفرمونت (شمال شرق) ورود ايلند (شمال شرق). وهذه البادرة ستكون مهمة بعد ثماني سنوات على تواجه الرجلين في معركة طاحنة للفوز بترشيح الحزب خلال الحملة الانتخابية الشرسة التي انتهت بهزيمة ماكين.

وفي العام 2000 عندما كان الرجلان يتواجهان في الانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية سرت شائعات مفادها ان ماكين اب لطفلة سوداء غير شرعية. ونفى معسكر بوش ان يكون هو مصدر هذه الادعاءات.

وفي العام 2004 دعم ماكين بوش في حملة اعادة انتخابه وبدا وكأنهما وضعا خلافاتهما جانبا. وفي وقت لاحق اصبح ماكين المحارب السابق في فيتنام احد اكبر انصار الاستراتيجية الاميركية غير الشعبية في العراق بعدما انتقد ادارة الرئيس بوش للحرب. وفي خطاب النصر الثلاثاء بعدما جمع 1191 مندوبا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري وعد ماكين بالكفاح من اجل تحقيق الانتصار في الحرب في العراق في رد ضمني على منافسيه الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما. وقال ماكين «سادافع عن قرار القضاء على نظام صدام حسين (في العراق) كما انتقدت فشل التكتيكات التي استخدمت لفترة طويلة، لتوفير الظروف التي تسمح لنا بمغادرة هذا البلد مع صون مصالح امتنا وشرفنا». واعتمد المرشح الجمهوري موقفا مختلفا كذلك حول التخفيضات الضريبية التي اعتمدها بوش في حين كان يعتبر سابقا انها مفرطة. واحاط نفسه كذلك بمستشارين كانوا سابقا ضمن فريق حملتي بوش الانتخابيتين في 2000 و2004.

ورغم هذا التقارب مع بوش، على المرشح الجمهوري للبيت الابيض ان يقرر بنفسه الى اي حد يريد الظهور الى جانب رئيس يعاني من تراجع كبير في شعبيته اذ تظهر استطلاعات الرأي ان نسبة التأييد له لا تتجاوز 30 بالمئة.

وفي حين تتواجه هيلاري كلينتون وباراك اوباما في معركة محتدمة، قال الديموقراطيون انهم سيستغلون التحالف بين بوش وماكين لمهاجمة المرشح الجمهوري.

وفي حين يمكن للرئيس ان يساعد ماكين للحصول على دعم المحافظين المشككين في التزامه قيم الحزب الا ان هذا التحالف قد يبعد ناخبين مستقلين سئموا من حرب العراق المستمرة منذ خمس سنوات تقريبا.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الشهر الماضي ان مستشاري حملة ماكين ينوون القول للبيت الابيض والاطراف الجمهورية المانحة انهم لا يريدون ان يشارك الرئيس بوش في الكثير من اللقاءات الانتخابية مع المرشح الجمهوري.

وقال جورج بوش انه سيساعد ماكين لاستمالة الناخبين المحافظين مع انه اقر ان على سناتور اريزونا ان يثبت قناعاته المحافظة. وقال الرئيس لمحطة «فوكس نيوز» التلفزيونية الشهر الماضي «انا اعرفه جيدا. واعرف قناعاته. واعرف المبادئ التي يرتكز عليها. ولا شك لدي انه محافظ حقا». لكنه اضاف ان على جون ماكين «ان يقنع بانه محافظ صلب. وساكون سعيدا بمساعدته في حال حصل على ترشيح الحزب».