رايس تعلن استمرار المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية
القدس المحتلة – شهدت الساحة الفلسطينية الأسبوع الماضي تطورات أمنية وسياسية بارزة. أمنيا وبعد «محرقة» غزة التي قامت بها إسرائيل والتي أودت بحياة حوالي 130 فلسطينيا ردت المقاومة بعملية نوعية في قلب القدس الغربية سقط فيها عشرة اسرائيليين في مدرسة دينية، في الوقت الذي استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية في القطاع بنجاح ما أسفر عن قتل وجرح عدد من الجنود الإسرائليين وإعطاب عدد آخر من الاليات العسكرية. أما سياسيا وقبل ان تجف دماء الشهداء الفلسطينيين توجهت وزيرة الخارجية الأميركية الى الأراضي المحتلة حيث أعلنت عن استكمال المفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني دون الالتفات الى مطلب التهدئة الذي اشترطه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأوضحت رايس، التي التقت المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع وصائب عريقات، أن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قد يجلسان الأسبوع المقبل، «على الأرجح الخميس»، بحضور الجنرال الأميركي وليام فرايزر الذي كلفه الرئيس جورج بوش في كانون الثاني الماضي متابعة تطبيق «خريطة الطريق». وأعلنت رايس أن مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش يزور القاهرة للتباحث «حول الوضع في غزة»، مشددة على أن واشنطن «لا تقوم بأي نوع من الوساطة» لإرساء وقف لإطلاق النار.
وبعد تصريحات رايس، أصدر مكتب عباس بيانا لم يكرر شرطه بوقف العدوان من أجل استئناف المفاوضات. وأفاد البيان بأن رايس تبذل جهدا «من أجل تعزيز الهدوء المتبادل» موضحا «أن عملية السلام خيار استراتيجي، ولدينا العزم على استئناف عملية السلام والمفاوضات».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «الرئيس يؤكد أن لدينا النية لاستئناف عملية السلام والمفاوضات» وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني «لقد ابلغني الطرفان انهما ينويان استئناف المفاوضات وهما على تواصل لتحقيق هذا الامر». واكدت ان التوصل الى تهدئة ليس شرطا لاستئناف المفاوضات كما كان اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق.
وكان عباس صرح في رام الله بالضفة الغربية ان «المفاوضات يجب ان تستأنف بالتأكيد ولكن بعد ان تحصل تهدئة».
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان القوات الاسرائيلية لن تهاجم قطاع غزة اذا اوقفت حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة الاخرى اطلاق الصواريخ عبر الحدود.واشار اولمرت الى استعداد اسرائيل لوقف اطلاق النار. وكان يتحدث بعد ان صرح مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الامنية للجيش بالقيام بحملة عسكرية لوقف اطلاق الصواريخ من غزة وتقويض سيطرة حماس على القطاع. وقال اولمرت للصحفيين «ثمة أمر ينبغي أن يكون واضحا.. اذا لم تطلق اي صواريخ من نوع القسام على اسرائيل فلن تشن اسرائيل هجوما على غزة. نحن لا نستيقظ في الصباح لنفكر في طرق لمهاجمة غزة».
هجوم القدس الغربية
جاء منفذ الهجوم من منطقة جبل المكبر في القدس الشرقية، وتسلل إلى مقر المدرسة بعد الغروب، وقام بإطلاق النار عشوائيا وبشكل كثيف داخل المدرسة، قبل أن يقوم ضابط إسرائيلي يسكن في الجوار بإطلاق النار عليه مما أدى إلى استشهاده ومقتل 8 إسرائيليين وجرح 35 آخرين 15 منهم في حالة خطرة.
من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم على المدرسة الدينية اليهودية، فيما اعتبرته «حماس» ردا على «المجازر» الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط تنديد دولي واسع بالعملية واجتماع طارئ لمجلس الأمن.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الرئيس محمود عباس يدين هجوم القدس الذي نفذه فلسطيني بالرصاص داخل المدرسة، ويؤكد مجددا إدانته لكل الهجمات التي تستهدف المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي المقابل اعتبرت حركة «حماس »على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري أن الهجوم الذي وقع بحي كريات موشيه «رد فعل على جرائم الاحتلال والمجزرة ضد المدنيين في قطاع غزة». كما باركت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس العملية باعتبارها «ردا على ضخامة الإجرام الصهيوني».
أما على الجانب الآخر، فصرح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية آري ميكيل بأن تل أبيب ستواصل محادثات السلام، رغم هجوم القدس. وأضاف ميكيل أن «هؤلاء الإرهابيين يحاولون تدمير فرص السلام، لكننا بالتأكيد سنواصل المحادثات».
وبدوره أدان الرئيس الأميركي جورج بوش الهجوم، ووصفه بالبربري، مجددا دعم بلاده لإسرائيل. كما اعتبرت الخارجية الأميركية الهجوم «عملا إرهابيا».
وجاءت كل تلك المواقف وردود الأفعال فيما أعلن في نيويورك أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا عاجلا يركز على التطورات في الشرق الأوسط خاصة بعد الهجوم على المدرسة الدينية اليهودية.
وفي سياق آخر كشفت أرقام نشرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن أن ما يصل إلى 234 فلسطينيا استشهدوا منذ مطلع العام الجاري جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية وذلك مقارنة بـ301 خلال عام 2007 بأكمله.
Leave a Reply