أجرى محادثات مع رايس وولش وعدد من المسؤولين الأميركيين
واشنطن – خاص «صدى الوطن»
بدأ الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية سمير جعجع الأسبوع الماضي زيارة الى الولايات المتحدة قد تستمر لعدة أسابيع يعقد خلالها سلسلة اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية. وكانت أولى محطات جعجع في العاصمة الأميركية واشنطن حيث اقام السفير اللبناني في الولايات المتحدة انطوان شديد عشاء على شرفه والوفد المرافق، حضره مساعد مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا اليوت أبرامز، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى روب دانن، مدير مكتب الشرق الاوسط في البنتاغون جيمس اندرسون، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية داني روبرت، رئيسة مكتب لبنان في وزارة الخارجية الاميركية آن سومرست وعضو الكونغرس الاميركي من اصل لبناني نيك رحال اضافة الى ممثلين عن قوى 14 آذار وممثل «القوات اللبنانية» في الولايات المتحدة جوزف جبيلي.
استهل الحفل بكلمة ألقاها السفير شديد مرحبا بجعجع وبالوفد المرافق، منوها بـ«العلاقات الجيدة التي تربط لبنان والولايات المتحدة»، لافتا الى ان الولايات المتحدة «تولي لبنان اهمية كبرى».
وأكد «ان النظام الاميركي هو نظام ديموقراطي ومنفتح وبالتالي الجميع مرحب به معلنا انه مهما انتجت هذه الديمقراطية فإن لبنان سيستفيد حكما من خزان نوايا حسنة كبير».
وألقى أبرامز كلمة قال فيها: «نحن جميعا في واشنطن نذكر كثيرا كلامك حين كانت السفارة اللبنانية عبارة عن مكتب صغير للسفارة السورية. انه لأمر رائع ان نشهد عودة السفارة اللبنانية كرمز للوطنية اللبنانية. اذا اردنا ان نكون متفائلين حيال لبنان وجميعنا يرغب في ذلك يمكننا ان نفكر بالشخصيات الرائعة التي زارتنا في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية خلال العامين الماضيين، وهم من كتلة الرابع عشر من آذار، ان صح التعبير يمكننا القول انها الحركة الداعية الى انشاء دولة حرة مستقلة ذات سيادة. اثار اعجابنا الزعيم تلو الآخر بولائهم ووطنيتهم، وفي رغبتهم للعمل من اجل بلدهم لكننا افتقدنا شخصا واحدا. فمع تتالي قدوم الزعماء، كان علينا انتظار هذه الزيارة لكما، لعلكما آخر قادة من 14 آذار تزورون واشنطن».
أضاف «يسعدنا التعرف عليك شخصيا واستضافتكما هنا بعد غياب طويل جدا، حيث انك كما ذكرت كنت مرتبطا بشؤون أخرى وعاجزا عن زيارة واشنطن. أعتقد انك قلت ان المطلوب هو الايمان والمثابرة والجهد. هنا اختلف معك قليلا. ان المطلوب هو ما برهنته انت من ايمان ومثابرة وجهد والشجاعة التي لا توصف. لذا، فإنني احييك على هذا، ويشرفني أن ارحب بكما وبعودتكما مجددا الى واشنطن».
كما عقد جعجع والوفد المرافق له، الذي يضم الوزير جو سركيس والنائب ستريدا جعجع ومستشار العلاقات الدولية ايلي خوري، عدة اجتماعات في وزارة الخارجية الأميركية، فالتقى مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية كريستين سيلفربرغ، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ولش، وعقدت طاولة مستديرة ضمت ممثلين عن كافة وكالات الإدارة الأميركية المهتمة بالشأن اللبناني. وبعد الاجتماعات التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات كان لجعجع حوارا مع الصحافيين، اشار فيه الى انه بحث مع المسؤولين الاميركيين إلى الكثير من المواضيع ومن أهمها مسألة توطين الفلسطينيين في لبنان «حيث سمعت من جديد كلاماً مطمئناً وواضحاً بهذا الخصوص وكل ما يقال عدا ذلك فهو غير صحيح لأنه ليس هناك مخطط من قبل اي طرف لتوطين الفلسطينيين في لبنان ولا سيما الولايات المتحدة». أضاف جعجع: «ناقشنا موضوع مزارع شبعا بشكل واضح وصريح كما تطرقنا إلى موضوع الأسرى اللبنانيين في السجون السورية والإسرائيلية وجرى طرح احتمال أن ينقل الملف إلى الأمم المتحدة، فضلاً عن إمكانية تشكيل لجنة خاصة للبحث عن المفقودين في السجون السورية والإسرائيلية ومحاولة حل أوضاعهم». وتابع جعجع: «تناول البحث ايضاً الأزمة الرئاسية، القمة العربية القادمة في دمشق والمبادرة العربية اضافةً الى مواضيع اخرى».
وعن موقف الإدارة الأميركية من القمة العربية في دمشق اذا لم يتمثل لبنان في هذه القمة، أجاب: «لم أسأل عن موقف معين من الإدارة بل أبلغتهم موقفنا نحن، ونحن لسنا مع انعقاد القمة في دمشق إذا استمرت دمشق في عرقلة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وأنا أتمنى على جميع الملوك والرؤساء العرب أن يأخذوا بالاعتبار وضع لبنان وأن لا يحضروا إلى قمة دمشق في حال استمر تعطيل انتخابات الرئاسة في لبنان». وأكد أن الملف اللبناني هو موضوع إجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وأعلن أنه لا يبحث عن حلّ غربي بل يريد الدعم للحل الذي يملكه، واعتبر أن وجود الدويلات والجزر في لبنان هي التي ترفض تأسيس دولة لبنانية وتعرقل تطبيق قوانين مجلس الامن الدولي.
وأكد جعجع، بعد لقائه وولش وعددا من المسؤولين الاميركيين، موقف الولايات المتحدة الداعم للحكومة اللبنانية، مشددا على أن الازمة اللبنانية بأيدي اللبنانيين وحدهم، واتهم جعجع البعض بربط قراره بقرار الآخرين.
وتبع جعجع نشاطه في واشنطن خلال الأسبوع الماضي وعقد اجتماع عمل موسعاً في البيت الابيض مع مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي ستيفن هادلي، ومستشار الأمن القومي لنائب الرئيس جون هانا، للبحث في المشكلة اللبنانية. ومن المواضيع التي طرحها جعجع والوفد المرافق له مساعدة الحكومة الاميركية الحكومة اللبنانية وخصوصاً المساعدات الاقتصادية والعسكرية، والحفاظ على استقلال لبنان الفعلي وسيادته، وابقاء لبنان بعيداً من كل الصراعات الدائرة في المنطقة بحسب بيان صادر عن «القوات اللبنانية».
وأفاد مصدر قريب من الوفد «القواتي» ان الحديث تشعب الى تفاصيل مشكلة مزارع شبعا ووضعها تحت سلطة الامم المتحدة وموضوع الاسرى اللبنانيين في السجون السورية والاسرائيلية حسب وصفه. كما جرى بحث موسع في وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وضرورة ان يكون للادارة الاميركية موقف واضح من هذا الامر. ونقل المصدر عن الوفد موقفه الرافض لاي توطين فلسطيني في لبنان بغض النظر عن الحلول النهائية لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
وأجرى جعجع محادثات مع وكيل وزير الدفاع أريك أدلمان، عرض خلالها لملف تسليح الجيش اللبناني. وطرح جعجع إمكان النظر في تسريع إيصال المساعدات التي سبق أن أقرت للجيش، وإمكان زيادتها لتشمل كل النواحي الضرورية التي يحتاجها الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لمواجهة التحديات الامنية والعسكرية التي تواجه لبنان.
واستقبلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جعجع على مدى قدم خلالها جعجع لرايس عرضا سريعا للملفات التي بحثها مع مساعديها.
وشددت رايس خلال اللقاء على أنه «لا يمكن بعد الآن التعاطي مع لبنان ككيان تابع». وأكدت «أن أي تعاط أميركي مع أي طرف كان في الشرق الأوسط والعالم لا يمكن أن يكون إلا على هذا الأساس، وبالتالي لا مجال لأي صفقة أو تسوية على حساب الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة والمصالح الحيوية للشعب اللبناني».
ولم يتضح بعد إذا ما كان جعجع سيقوم بجولة على الجالية اللبنانية خارج واشنطن حيث تتركز في ولايات كاليفورنيا وميشيغن وأوهايو.
Leave a Reply