دخل المتنافسون على الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض سباق الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر)، معركة حول العراق والاقتصاد وهما القضيتان الرئيسيتان اللتان تطغيان على حملة الانتخابات التمهيدية. واصبحت الانتخابات التمهيدية الديموقراطية اكثر ضبابية بعد ان استبعدت ولاية فلوريدا اعادة الاقتراع فيها والذي جرى في كانون الثاني (يناير) وفازت به هيلاري كلينتون، ولكنه لم تحتسب نتائجه لان الولاية انتهكت قوانين الحزب بتقديمها موعد التصويت.
واكدت كلينتون ان خطتها لسحب القوات المقاتلة من العراق ستمثل نصرا للدبلوماسية الاميركية وليس كما يقول مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين، هزيمة على ايدي القاعدة.
كما هاجمت كلينتون السياسة الاقتصادية للرئيس الاميركي جورج بوش في الوقت الذي تعاني الاسواق المالية من انخفاض شديد بعد الدعم الحكومي لبنك «بير سيترنز» الذي عانى من ازمة مالية كبيرة.
الا ان منافسها باراك اوباما اتهمها بـ«الوقاحة» لمهاجمة خططه للانسحاب من العراق بعد ان صوتت في عام 2002 على دعم الحرب على العراق، فيما يقول مساعدو ماكين ان كلينتون، السناتور عن ولاية نيويورك «تشن هجمات غير نزيهة فكريا».
وقبل ايام من الذكرى الخامسة للحرب على العراق، قالت كلينتون ان تكاليف الحرب يمكن ان تزيد عن ترليون دولار – اي ما يزيد عن المبلغ المطلوب لاحداث تغيير شامل في قطاع الرعاية الصحية والتعليم في الولايات المتحدة. وقالت كلينتون في كلمة في واشنطن «لنكن واضحين: الانسحاب ليس هزيمة».
واضافت «ان الهزيمة هي الاحتفاظ بالقوات في العراق لمدة 100 عام، والهزيمة هي ارهاب حلفائنا وخسارة مركزنا في العالم، والهزيمة هي استنفاد مواردنا وتحويل الانتباه عن مصالحنا الرئيسية».
اما جون ماكين فقد هاجم كلينتون اثناء زيارته بغداد قبل ان يتوجه الى الاردن واسرائيل واوروبا.
وصرح لشبكة «سي ان ان» قبل كلمة كلينتون «ان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق يثبت نجاحه» مضيفا ان الانسحاب سيعني «ان القاعدة فازت». واتهم لي فاينشتاين مدير الامن القومي في حملة كلينتون، اوباما باطلاق الرسائل المختلطة بشان العراق وقال ان «حالات طارئة» غير محددة هي التي ستملي على كلينتون سير خطتها.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت كلينتون ستقوم بسحب القوات خلال 60 يوما من توليها منصبها بغض النظر عن اي تصاعد في العنف او نصائح من القادة العسكريين، قال هوارد ولفسون المتحدث باسمها ان «الجواب هو نعم». وتعقيبا على ذلك قالت سوزان رايس مستشارة السياسة الخارجية لاوباما انه زمن الضروري ان توضح السناتور كلينتون ما اذا كانت تتفق مع فانشتاين او ولفسونس، مشيرة الى ان كلينتون تعتمد «النفاق السياسي».
اما اوباما فقال في مقابلة مع تلفزيون «بي بي اس، ان» معارضته للحرب لم تتغير طوال الوقت، وسخر من مزاعم كلينتون بانها صوتت لصالح ممارسة المزيد من الدبلوماسية وليس الحرب. وقال «اعني ان هذه انسانة صوتت لصالح الحرب وتواصل عدم رغبتها في الاعتراف بانها صوتت بارسالنا الى الحرب».
واضاف «ولذلك اعتقد ان السناتور كلينتون لديها الكثير من الوقاحة، كما يقولون، بان تزعم انني انا صاحب المواقف غير الواضحة بشان العراق، رغم انني عارضت هذه الحرب منذ البداية».
وقالت كلينتون انه «لا يمكن الفوز في الحرب في العراق» مؤكدة ان ماكين مصمم على مواصلة «سياسة بوش الفاشلة» اذا ما فاز بالرئاسة.
واكدت ان اوباما الذي يتفوق عليها في السباق للحصول على ترشيح الديموقراطيين في مؤتمر الحزب في اب (اغسطس)، لا يمكن الوثوق بقدرته على الانسحاب من العراق. وقالت «لقد قال السناتور اوباما ان الكلمات لا تهم. وانا اوافق على ذلك بشدة. ولكن القاء الخطابات وحده لن ينهي الحرب، وكذلك اطلاق الوعود الانتخابية التي لا يمكن الوفاء بها».
Leave a Reply