أوباما يطلب دعم النقابات العمالية للوصول إلى البيت الأبيض
واشنطن – يسعى باراك أوباما الطامح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية لاستمالة النقابات العمالية، في الوقت الذي أعلنت منافسته هيلاري كلينتون بقاءها في السباق رغم نجاح أوباما في تقليص الفارق -على صعيد استطلاعات الرأي- في ولاية بنسلفانيا التي تختار مرشحها الديمقراطي في 22 نيسان (أبريل).وألقى باراك أوباما الأربعاء خطابا أمام ممثلي الاتحاد الجامع لنقابات العمال الأميركية المعروف باسم «اتحاد العمل الأميركي ومؤتمر المنظمات المهنية» الذي يضم عشرة ملايين عضو، ويعتبر رافدا ماليا للحزب الديمقراطي في مواجهة الجمهوريين.وجدد أوباما في خطابه عزمه على وضع خطته لتوفير فرص العمل للأميركيين على رأس أولوياته في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، وذلك في إطار محاولاته لكسب تأييد أكبر تجمع نقابي أميركي، مستغلا لذلك سياسات إدارة الرئيس جورج بوش بالنسبة لتمويل الحرب على العراق وآثارها على الاقتصاد ومعدلات البطالة.وكان أوباما قد انتقد في لقاءات سابقة مع الناخبين الديمقراطيين في بنسلفانيا إدارة بوش التي تنفق عشرة مليارات دولار شهريا في الحرب على العراق، طالبا منهم أن يتخيلوا لو أنفقت هذه الأموال على ترميم الطرق والجسور والمدارس وتوفير فرص العمل للمواطنين. ولم ينس أوباما أن يرد على مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين واصفا إياه «بأنه أمي في مجال الاقتصاد» وأن فوزه في انتخابات الرئاسة يعني التمديد لسياسات الرئيس بوش لأربع سنوات إضافية.يشار إلى أن الاتحاد العمالي لم يدعم أيا من المرشحين الديمقراطيين، لكنه سمح للنقابات الـ56 التي يتألف منها بإبداء رأيها بشكل منفرد.مع العلم أن استطلاعات الرأي الأخيرة في ولاية بنسلفانيا أكدت نجاح أوباما في تقليص الفارق مع منافسته هيلاري كلينتون إلى خمس نقاط فقط، قبل بدء الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لاختيار المرشح الديمقراطي في الولاية. وفي سياق آخر قال باراك أوباما إنه إذا تم انتخابه رئيساً، فإنه لن يبقي في العراق سوى عدد من الجنود يكفي لحماية السفارة الأميركية في بغداد. وقال أوباما في مؤتمر صحفي عقده في مانهايم بولاية بنسلفانيا في الجزء الشرقي من الولايات المتحدة «سيكون لنا جنود لحماية سفارتنا على غرار ما لدينا في كل مكان. لدينا جنود في فرنسا. ولدينا جنود في بريطانيا. ولدينا جهاز عسكري لحماية دبلوماسيينا». كما أن أوباما ينوي، إذا أصبح رئيساً، سحب القوات الأميركية من العراق في غضون 16شهراً بعد تسلمه مقاليد السلطة. وأضاف أن القوات التي يريد الاحتفاظ بها لمحاربة القاعدة يمكن أن تكون في العراق أو في مكان آخر في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يختلف كثيراً عن القول إنه سيكون لدينا احتلال دائم في العراق. كما انتقد أوباما المرشح الجمهوري جون ماكين الذي يريد، كما قال، إبقاء الجنود الأميركيين في العراق طوال 100 عام أخرى. وحين لفت نظره أحد الصحفيين إلى أن ماكين لم يتحدث عن بقاء القوات المقاتلة طوال قرن في العراق، لكنه يتصور بالأحرى الوجود العسكري الأميركي على المدى البعيد على غرار الوجود العسكري في ألمانيا أو اليابان، تمسك أوباما باتهاماته. وقال «اعتقد أني لم اكن مخطئاً على الإطلاق»، مكرراً تصريحات ماكين. وأضاف أوباما أن المشكلة التي نواجهها مع ماكين وجورج بوش هي أننا لا نفهم تعريفهما للنجاح. ولهذا السبب تشكل الحرب في العراق خطأ استراتيجياً كبيراً». وذكر أوباما أن ماكين يعتبر انسحاب الجنود الأميركيين من العراق «استسلاما». وقال إن «هذا يعني أن علينا أن نبقى في العراق فترة أطول مما يعتقد أنها ضرورية».من جهتها، قالت هيلاري كلينتون إنها «ستلتزم وتشارك بصورة كاملة» في الشرق الأوسط كرئيسة للولايات المتحدة وستحتفظ بوجود دائم في المنطقة لدفع عملية السلام. وأضافت كلينتون التي قام زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بدور شخصي في مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية انتهت دون اتفاق إن إدارة الرئيس جورج بوش ارتكبت «خطايا الإهمال والاتكال» من خلال عدم القيام بدور أكبر. وقالت «اعتقد ان من المهم للولايات المتحدة أن تحتفظ بدور نشط ومشارك». وتابعت «أعتقد أن من بين أسباب ما نراه الآن هناك من وضع بالغ الخطورة أن ادارة بوش أحجمت عن المشاركة المستمرة وفي الحالات التي شاركت فيها أتى الكثير من نصائحها ومقترحاتها بنتائج معاكسة».باقية حتى النهاية وكانت كلينتون قد عرضت الثلاثاء الماضي في خطاب أمام الاتحاد العمالي في ويلكس بار شمال شرق بنسلفانيا، خطة تقضي بتوفير ثلاثة ملايين وظيفة بفضل زيادة الاستثمارات على مدى عشر سنوات في البنى التحتية، وإنشاء صندوق طوارئ من عشرة مليارات دولار لترميم الجسور والطرقات السريعة.وأكدت أيضا بقاءها في السباق الرئاسي حتى النهاية رغم مطالبات الديمقراطيين لها بالانسحاب لصالح أوباما، الذي يتغلب عليها على الصعيد الوطني وبأصوات المندوبين. وفي حديث لصحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، قالت السيدة الاولى السابقة: «أعرف أن هناك أشخاصاً يريدون إنهاء الامر، وأعتبر أنهم على خطأ»، مضيفة «ليست لدي أي نية في التوقف قبل أن نكمل ما بدأناه، وإلى أن نرى ماذا سيحدث في الجولات العشر المقبلة، وحتى نحلّ مسألتي فلوريدا وميشيغن.. وإذا لم نتوصل إلى تسوية، فإن المؤتمر العام هو الذي سيحسم الامر». وكانت كلينتون فازت في هاتين الولايتين، ولكن النتيجة لم تحتسب بسبب خلاف بين الهيئات المحلية والقيادة الوطنية للحزب الديموقراطي. ومن المقرر ان ينعقد المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، المكلف رسميا اختيار المرشح الذي سيواجه على الارجح الجمهوري جون ماكين في تشرين الثاني المقبل، بين 25 و28 آب المقبل في دنفر. وفي هذا الإطار يرى المراقبون أن كلينتون إذا فازت في ولاية بنسلفانيا -التي يتجاوز عدد الناخبين الديمقراطيين فيها أربعة ملايين- ستكون قد حققت
فوزا في جميع الولايات الكبرى المؤثرة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل.مع العلم أن أوباما فاز الأربعاء بتأييد لي هاملتون العضو السابق في الكونغرس والشخصية البارزة في مجال العلاقات الخارجية والأمن القومي، والمفتاح الانتخابي المؤثر في الحزب الديمقراطي.ويأتي تأييد هاملتون -الذي شارك في رئاسة اللجان التي حققت في هجمات 11 أيلول، وقدمت المشورة للرئيس جورج بوش بشأن الحرب على العراق- دفعة قوية تعزز فرص أوباما للفوز في الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في السادس من أيار المقبل في ولاية إنديانا.وبدا لافتا حرص السيناتور السابق هاملتون على إبداء تأييده لأوباما حين وصفه بأنه يتبنى «سياسة الإجماع وليس الانقسام الحزبي» معربا عن ثقته الكبيرة بخبرته في مجال الشؤون الخارجية.وفي هذا الإطار قال هاملتون -الرئيس الديمقراطي السابق للجنة الشؤون الخارجية والمخابرات في مجلس النواب- إن سياسة أوباما تتسم بالنهج العملي وتعكس رؤية قوية.يشار إلى أن هاملتون كان عضوا بمجلس النواب طوال الفترة من عام 1965 وحتى العام 1999، ويتولى حاليا منصب مدير مركز «وودرو ولسون الدولي للباحثين».بدوره، رأى الرئيس الديموقراطي السابق لمجلس الشيوخ طوم داشلي، ان انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة «سيعيد الاعتبار لمصداقية واشنطن في العالم». وأضاف داشلي وهو احد مستشاري حملة اوباما، ان «اوباما سيعيد ترسيخ مصداقيتنا وموقعنا واعادة خلق نوع من التقارب لتقويم سياستنا الخارجية». في هذا الوقت، أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة «ان بي سي» التلفزيونية، ان هيلاري كلينتون تتأخر عن منافسها باراك أوباما في ما يتعلق بالثقة. وقال حوالي 20 في المئة من المشاركين إن رأيهم سلبي جدا في كلينتون، في مقابل 15 في المئة لأوباما. وفي دراسة لمعهد «بيو» للأبحاث، قال 29 في المئة من الناخبين الديموقراطيين أن كلينتون «دجالة» في مقابل 14 في المئة قالوا الشيء ذاته عن أوباما.
Leave a Reply