واشنطن – للمرة الأولى، اعترف رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الأميركي بن برنانكي الأسبوع الماضي بأن الاقتصاد الأميركي «ربما يدخل فترة ركود»، متأثرا بصفعات قوية تلقاها جراء أزمة الائتمان والرهون العقارية.وقال برنانكي الأربعاء الماضي أمام لجنة من الكونغرس «الركود وارد، وتقديراتنا حاليا تشير إلى أن هناك تحسنا طفيفا، لكن بشكل عام ربما يحصل تقلص مع نهاية النصف الأول من العام الجاري».والركود هو أن يستمر اقتصاد دولة في التراجع لأكثر من ستة أشهر متتالية، لكن برنانكه قال «الركود مصطلح تقني، وأنا لست مستعدا الآن للقول إن اقتصاد الولايات المتحدة دخل فعلا تلك المرحلة».ورغم أن الكثير من الخبراء يرون أن الاقتصاد الأميركي دخل فعلا أول فترة ركود له منذ سبع سنوات، وحتى لو قال برنانكه عكس ذلك، فما تزال أزمة الإسكان تؤرق ملاك العقارات والعاطلين عن العمل والمستثمرين، ما يعني أنها أيضا تؤرق الكونغرس الأميركي والمرشحين للرئاسة أيضا.وفي محاولاته لمواجهة الأزمة، دأب مجلس الاحتياطي الفدرالي على خفض الفائدة منذ بداية العم الجاري، لتحفيز الأفراد والشركات على الإنفاق، ما عبر عنه برنانكي بقوله «إننا نحارب بعكس اتجاه الرياح».ورغم مخاوف كثيرين من أن خفض الفائدة المستمر قد يؤدي إلى رفع نسب التضخم في البلاد عبر رفع الأسعار، إلا أن برنانكي قال إنه «يأمل أن يتراجع التضخم في الربع الثاني من العام الجاري»، لكنه عبر عن «مخاوفه إزاء ارتفاع أسعار الطاقة التي جعلت الصورة ضبابية».ويعتقد خبراء أن مجلس الاحتياطي الفدرالي سيخفض من الفائدة مجددا خلال اجتماعه المقبل نهاية الشهر الجاري، ويتوقع محللون أن تصل نسبة الفائدة إلى 1,5 بالمئة، متراجعة من نسبتها الحالية 2,25 بالمئة.ويقول برنانكي «اتخذنا الكثير من الإجراءات الاقتصادية والمالية الضرورية، وسياستنا النقدية أيضا تسير في طريقها الصحيح، وستصل إلى نمو يبدأ في النصف الثاني من العام الجاري والعام المقبل».
برنانكي لا يستبعد ركوداً اقتصادياً
وحث برنانكي الكونغرس الأميركي على اتخاذ خطوات إضافية لتخفيف آثار أزمة الإسكان، ومساعدة الناس الذين على وشك أن يخسروا بيوتهم، لكنه رفض أن يعطي أي توصيات فيما يتعلق بالأزمات الأخرى.وعلى إثر تصريحات برنانكه، هبطت أسواق المال بشكل مبدأي قبل أن ترتد بشكل طفيف، وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي متراجعا بنحو 45 نقطة، ليغلق عند مستوى 12,608 نقاط.
Leave a Reply