على الرغم من وفاته عام 2003، يتعرض الكاتب الأميركي العربي البارز الراحل إدوارد سعيد، الذي نجح في مخاطبة المجتمع الأميركي بشأن تظلمات العرب والفلسطينيين، لحملة تبشيع قوية من اليمين الأميركي والمدافعين عن إسرائيل في الولايات المتحدة وصلت حد وصفه بـ«الدجل» و«انعدام الأمانة». حيث خصصت مجلة «ناشيونال ريفيو» الأميركية، التي تعبر عن أراء اليمين والمحافظين الأميركيين، في عددها الأخير هذا الإسبوع اربعة أعمدة كاملة للتنديد بالكاتب العربي، الذي توفي عام 2003، والذي ارق أصدقاء إسرائيل في أميركا بشكل غير مسبوق نتيجة كتاباته التي لاقت رواجا لم يحظ به مفكر مدافع عن العرب والفلسطينيين على الإطلاق بين الأميركيين.ويخشى أصدقاء إسرائيل واليمين الأميركي من انتشار وجهات نظر وحجج إدوارد سعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار الغربي للأراضي العربية ويحاولون عدم تكرار بروز شخصيات عربية لها مصداقية في الولايات المتحدة ويسعون إلى عدم اعتماد وجهات النظر المضادة لهم في الجامعات أو الإعلام.يذكر أن كتاب ادوارد سعيد «الاستشراق» الذي يقول فيه أن المستشرقين من الغرب كانوا يعملون كمقدمة فكرية ودعائية تحمس على الغزو والاستعمار الغربي للشرق وينتقد فيه النخبة والأثرياء العرب لتتلمذهم على يد الاستعمار قد اوجع المروجين للتفوق الغربي على العرب. حيث هاجمت المجلة، التي تروج بين المحافظين الأميركيين، هاجمت ارث وتاريخ إدوارد سعيد الثقافي في مقال كتبه انتوني دانيلز هذا الإسبوع، قال فيه «إن مأساته (أي سعيد) هي أنه …حول نفسه إلى دجال، وهو ما يعادل في الأدب بائع لأدوية تحميها الملكية الفكرية».وقال «ان دجله يظهر في كتاباته المطولة وهي الكتابات التي يخفي فيه افتقاده للأمانة وحججه السيئة في كتابات معقدة وكلمات ليس لها طائل».واستمر الهجوم على إدوارد سعيد رغم وفاته فقال الكاتب «كان سعيد موهوبا من حيث أن الشهرة كانت اهم له من الحقيقة». وتوقع الكاتب أن «تندثر كتاباته». يأتي هذا المقال بعد نشر كتاب أخر، عن دار نشر بروميثيس، لشخص يخفي نفسه تحت اسم صوري هو «ابن وراق» اسمه «دفاعا عن الغرب، نقد كتب ادوارد سعيد الإستشراق»، يحاول فيه المؤلف، الذي يتخذ اسما غير حقيقا، ان يضحد افكار إدوارد سعيد المنتقدة لإسرائيل والاستعمار الغربي.ومن المعروف أن ادوارد سعيد قد نجح في كتابه الاشهر «الإستشراق» ان يقول ان المستشرقين، تماما كما يقوم الإعلام الغربي اليوم، عن طريق كتاباتهم عن العرب والمسلمين والشرق عموما ونقلها للقارئ الغربي، قد نجحوا في التبرير المسبق لحملات الاستعمار التي تمت ضد الدول العربية والشرقية بوجه عام، وهي الفكرة التي تفزع انصار إسرائيل في أميركا حتى الآن.غير ان ابن وراق، الناشط المناهض للإسلام وصاحب كتاب «لماذا انا لست مسلما»، الذي يعدد فيه اسباب عدم كونه مسلما وازدرائه للدين الإسلامي، يقر في كتابه الجديد بنجاح وجهة نظر إدوارد سعيد هذه ولهذا يسعى لضحدها حتى بعد وفاتة أملا في ان يتوقف تدريس كتب سعيد في بعض الجامعات.يذكر أن ابن وراق شارك في مؤتمر العام الماضي يجمع عددا من المسلمين والعرب غير المسلمين ومشاهير اللادينيين المقربين من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. ناقش المؤتمر «التفسيرات العلمانية للإسلام والحاجة لنقد القرآن» وتم المؤتمر بمشاركة عدد من قادة الاستخبارات الغربيين والإسرائيليين السابقين.هذا ويقول ابن وراق في هجومه ان ادوارد سعيد انحدر لكل نوع من «انعدام الأمانة» عن طريق تعمد إساءة فهم المستشرقين والكتاب الغربيين وعدم دقة الاستشهاد بهم. ودلل ابن وراق على ان الغرب افضل من الحضارات الأخرى لانهم لم يدمروا الحضارات التي احتلوا على عكس، وفق ما يقوله، الحضارة الإسلامية، التي دمرت الحضارة الجاهلية التي سبق ظهور الإسلام.يذكر أن شخصية الكاتب المسمى ابن وراق الحقيقة مجهولة لكن يعتقد انه من أصل مسلم هندي ولن تظهر له صورة الا في العام الماضي حيث كان يتخفى ولم يظهر بشخصيته الحقيقة ابدا.وينتمي ابن وراق لفئة من النشطاء تشمل إيان هيرسي علي وارشاد مانجي ودانيل بايبس وغيرهم.
Leave a Reply