البغدادي «يعفو» عن عناصر «الصحوة» التائبين
بغداد – مزقت سلسلة من الانفجارات خلال الأسبوع الماضي الهدوء النسبي الذي كانت تنعم به المدن العراقية وخاصة بعقوبة والرمادي والموصل وكركوك، بالإضافة إلى بغداد، وأدت إلى مقتل وإصابة المئات.وجاءت هذه التفجيرات بعد إعلان «أمير دولة العراق الإسلامية» أبو عمر البغدادي اتفاقا مع العشائر السنية، يعفو بموجبه عن عناصر «الصحوة» التائبين، ويعودون إلى صفوف «المجاهدين» لقتال قوات الاحتلال الأميركي ومن يساندها. وتذكر سلسلة الانفجارات، التي أشار الاحتلال الأميركي إلى أنها تشبه الهجمات التي تشنها القاعدة، باستمرار حالة عدم الاستقرار في المناطق السنية في العراق، في الوقت الذي كانت القوات الأميركية والعراقية تركز ضغطها على ميليشيا «جيش المهدي» في الجنوب والعاصمة. وكان قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بتراوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر أشارا، خلال مداخلاتهما، أمام الكونغرس، إلى خطر القاعدة، في مقابل تركيزهما على «الجماعات الخاصة» التي تسلحها وتمولها إيران. واعتبر الاحتلال الأميركي، في بيان، أن «الهدف من هذه الأفعال إثارة الفزع بين السكان، وهو مثال آخر على قسوة التمرد المناهض للعراق… إلا أنها لا تعتبر دليلا على الوضع الأمني». البغدادي وكان البغدادي قد هاجم مطلع الأسبوع الماضي في تسجيل صوتي بعنوان «البنيان المرصوص» بث على موقع إسلامي على شبكة الانترنت، «الصحوات». وقال «لم نقتل قط إلا عميلا للاميركيين من الشرطة والجيش والصحوات الذين هم أصل المشكلة»، معتبرا أن من انتسب من السنة إلى القوات الأمنية «لا يزيد عن 5 في المئة فقط لا أكثر»، مؤكدا أن «معظم أبناء العشائر مع المجاهدين، أو مؤيدون لهم». وأعلن البغدادي اتفاقا مع العشائر السنية، يتضمن «تشكيل لجنة من علماء الدين للفصل في كل خلاف يكون في المنطقة السنية، سواء بين العشائر أو بين المجاهدين وغيرهم»، وتعهد «علماء الدين وشيوخ العشائر الشرفاء حث أبناء العشائر السنية ودعوتهم إلى ترك الجيش والشرطة في دولة الرافضة (الشيعة) وكذلك الصحوات، على أن يوجه سلاح أهل السنة جميعا إلى المحتلين الصليبيين ومن ساندهم». المالكي
ومن جهته، أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصميمه على هزيمة ما أسماه «الإرهاب» غداة سلسلة الهجمات، وتضمن خطابه اتهاما ضمنيا لإيران بدعم مجموعات متطرفة في هذا البلد. وقال المالكي أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خلال زيارة إلى بروكسل «إننا مصممون على قهر الإرهاب». وأوضح أن قواته على «وشك تحقيق انتصار نهائي» على القاعدة و«حلفائها الخارجين عن القانون».وقال «نطلب من دول الجوار قطع جذور الإرهاب ومنع الإرهابيين من التسلل إلى العراق»، مطلقا تحذيرا فهم أنه موجه ضمنا إلى إيران. وأوضح «سنقوم بكل المبادرات الممكنة لمنع التدخلات الأجنبية» في العراق، مضيفا «نرفض أي تدخلات من الدول المجاورة وسنمنعها».وأثنى المالكي على ما أسماه سياسة المصالحة الوطنية في العراق والقانون الجديد للعفو ووصفهما بأنهما نجاحان تحققا. وجدد تأكيده أمام النواب الأوروبيين أنه سيصار قريبا إلى إقرار مشروع قانون النفط والغاز لتشجيع الاستثمارات. وقال «نقترب من اتفاق نهائي على مشروع قانون النفط والغاز مما سيسمح بتوقيع اتفاقيات شراكة إستراتيجية وبتطوير الاستثمارات».
Leave a Reply