هددت بإزالة إيران عن الخارطة.. وأوباما انتقد أسلوبها
فيلادلفيا – حققت السيناتور هيلاري كلينتون انتصارا كبيرا، على منافسها باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي أجريت في ولاية بنسلفانيا الأميركية، إذ فازت عليه بفارق 10 نقاط مئوية لتطيل أمد السباق بينهما على الفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة ولتبقي على آمالها في الوصول للبيت الأبيض قبل المعركتين المقبلتين في أنديانا وكارولاينا الشمالية. لكن اوباما لم يتأثر بالهزيمة، واتهمها باستخدام تكتيك التخويف من الإرهاب لكسب أصوات، وتوقع أن يستمر السباق للفوز بتسمية الحزب حتى حزيران (يونيو) المقبل.
وأظهر فرز الأصوات أداء قويا لكلينتون لكنه لن يكون كافيا على الأرجح لإحداث تغيير مثير في السباق أو تقليص التفوق الذي يتمتع به اوباما في عدد المندوبين الذين سيختارون المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وفي كلمة ألقتها أمام حشد من أنصارها بعيد إعلان تقدمها على أوباما بفارق 10 نقاط، قالت كلينتون أن بعض الأشخاص اعتبروها خارج المنافسة وطالبوها بالانسحاب، قائلة إن «الشعب الأميركي لا يستسلم، ويستحق رئيسا لا يستسلم أيضا». وتابعت «إن التيار ينقلب بسببكم وبفضلكم يتحول اتجاه الريح.. إنه طريق طويل تجاه البيت الأبيض ويمر عبر قلب بنسلفانيا».
وتعهدت كلينتون بمواصلة المنافسة، بعد فوزها الكبير على أوباما في الانتخابات التمهيدية، مستبعدة الاقتراحات التي دعتها إلى الانسحاب من السباق من أجل المحافظة على وحدة الحزب.
وتُرجم فوز كلينتون على الفور على شكل تبرعات بلغت 10 ملايين دولار أضيفت إلى رصيدها المصرفي، الذي كاد أن يُستنفد، ما منحها أملاً بمتابعة حملتها المتعثرة. ولكن تمويل حملة سيدة أميركا الأولى سابقا الآخذ في التضاؤل يعني أنها ستحتاج إلى المال وكذلك أصوات الناخبين للوصول إلى المحطة الأخيرة، وناشدت هيلاري أنصارها التبرع بالمال عبر موقعها على الإنترنت.
وقالت كلينتون وقد وقف إلى جوارها على المنصة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي «يمكننا أن نحافظ على فوزنا إذا ما تمكنا من الاستمرار في منافسة خصم يفوقنا في الإنفاق بشكل كبير»، وتابعت «مستقبل هذه الحملة في أيديكم».
وأشارت كلينتون في حديث تلفزيوني إلى أنها تعتزم خوض المزيد من المنـاظرات مع منافسها قبل 6 أيار، موعد المعـركة الثانية في ولايتي انديانا، التي تعد 115 مندوباً وحيث يبــدو السباق حامياً، وكارولاينا الشمالية، التي تعد 72 مندوبا والتي تعتبر أكثر ميلاً نحو أوباما، معربةً عن «ثقتها بأنه عندما سيسأل المندوبون والناخبون أنفسهم، في المعارك التسع المقبلة (التي تنتهي في 3 حزيران): مَن سيطيح بماكين، سأكون أنا مرشحة الحزب الديموقراطي».
ولم يتقبل سيناتور إلينوي باراك اوباما هزيمته في بنسلفانيا بعد انفاقه في هذه الولاية ما يقارب 8 ملايين دولار في الدعاية الانتخابية، وهاجم بشدة منافسته هيلاري كلينتون متهما إياها باستخدام تهديد الإرهاب لكسب أصوات.
ولم ينتظر أوباما صدور نتائج بنسلفانيا، وتوجه إلى انديانا، التي تعدّ معقلاً ثابتاً للجمهوريين، حيث نظم مهرجاناً انتخابياً، قال فيه «في البدء، ظن الكثيرون أنه ليس بإمكاني أن أجعل هذا السابق حامياً. استغرق الأمر ستة أسابيع لأسدّ الفجوة» مع كلينتون.
وبعد أن هنأ منافسته أمام مناصريه المتجمعين في ايفانسفيل في ولاية انديانا (شمال) حيث ستجري المعركة الانتخابية الديمقراطية المقبلة في السادس من أيار (مايو) المقبل، قال اوباما إن الانتخابات الرئاسية ليس الهدف منها فقط هزم الجمهوريين بل اختيار أي نوع من الحزب الديمقراطي سيكون في السلطة.
وقال «نستطيع أن نكون الحزب الذي يقول ليس هناك من مشكلة ويقبل أموال جماعات الضغط (لوبي) في واشنطن»، مستطردا «لا يمكن أن نزعم بأننا ندافع عن العمال ان كان تمويلنا يأتي من جماعات الضغط التي تخنق أصواتهم».
وتابع «نستطيع أن نكون حزبا يفكر بان الطريقة الوحيدة للظهور أقوياء بشأن مسائل الأمن القومي، هو التحدث والتحرك والتصويت مثل جورج بوش وجون ماكين»، مشيرا إلى أنها «استخدمت الخوف كتكتيك والتهديد الإرهابي لكسب الأصوات»، ملمحا إلى شريط فيديو أخير في حملة كلينتون يظهر فيه أسامة بن لادن.
وتوقع أوباما أن يستمر السباق للفوز بتسمية الحزب بينه وبين منافسته كلينتون حتى حزيران (يونيو) المقبل. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن أوباما أشار أيضا إلى أن منافسته كلينتون لن تخرج من السباق الرئاسي بضربة قوية. وقال أوباما «توصلت إلى خلاصة بأن هذا السابق سيستمر حتى موعد آخر انتخابات تمهيدية أو انتخابات مجمع انتخابي، وهذا التاريخ ليس بالبعيد جداً». ولفت أيضا إلى أنه توصل إلى تقليص الفارق في بنسلفانيا حيث كانت كلينتون تتقدم عليه بعشرين نقطة في استطلاعات الرأي مطلع الشهر.
ورغم الهزيمة، لا يزال اوباما يتقدم السباق في عدد المندوبين المهمين لمؤتمر الحزب الديمقراطي لإعلان مرشح حزب يسار الوسط. الا انه فشل في المقابل في توجيه الضربة الحاسمة التي تتطلبها الحملة رغم قطعه الولاية طولا وعرضا خلال الأسابيع الستة الأخيرة من الحملة الانتخابية.
واستبعد مدير حملة أوباما، ديفيد بلوف أن «تتــغيّر هيــكلية السباق بشــكل جذري.. ثمة الكثير من المعلومــات التي تـبيّن أن أوباما هو الأقوى»، متوقعاً أن يكسب ما يكفي من المندوبين ليحسم مسألة التمثيل الديموقراطي لانتخابات الخريف، مشيراً إلى أن أوباما، الذي حصل على تأييد حاكم أوكلاهوما براد هنري، يستعد للمنازلات التسع المتبقية.
وذكرت اللجنة الانتخابية، أن كلينتون حصلت على 54,6 بالمئة من الأصوات في بنسلفانيا، فيما حصل منافسها على 45,4 بالمئة. وأشارت «اسوشييتد برس» إلى أن كلينتون كسبت تأييد 80 مندوباً على الأقل من أصل 158، ما يرفع إلى 1589 عدد المندوبين المؤيدين لها، في حين حصل أوباما على 66. ما يرفع عدد مؤيديه إلى 1715. ويحتاج أحدهما إلى 2024 مندوباً ليصبح مرشح الحزب الديموقراطي لمنازلة ماكين.
وأشارت استطـلاعات أجرتها وكالة «اسوشييتد برس» إلى أن كلينتون استقــطبت أصوات الطبقة العاملة، والنـساء، والبيض، فيما جذب أوباما أصوات السود، والمناصرين الجدد للديموقراطيين.
وقالت التقارير إن معدلات التصويت كانت عالية بين الناخبين فوق سن الـ 60 سنة وإن 6 من بين كل 10 ناخبين كانوا من النساء، وكلتا المجموعتين تفضلان كلينتون. فيما أشارت استطلاعات شملت ناخبين أدلوا بأصواتهم أن المرشحين كليهما احتفظا بقواعدهما الانتخابية القوية. وفاز اوباما الذي يطمح في أن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة بأصوات 9 بين كل 10 ناخبين من السود وتقدم أيضا بين الناخبين الشبان والذكور.
هيلاري وإيران
وبعد فوزها في بنسلفانيا قالت المرشحة الديمقراطية إلى الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، إن تصريحاتها عن قدرة الولايات المتحدة على «إزالة إيران» إذا ما هاجمت الأخيرة إسرائيل بالسلاح النووي إنما تهدف إلى «استعادة سياسة الردع» التي كانت واشنطن تنتهجها خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي السابق.
وجاءت توضيحات كلينتون بعد انتقادات وجهتها لها حملة منافسها أوباما التي عابت عليها الإجابة على سؤال افتراضي في الوقت الذي كانت فيه تنتقد أوباما على إجابته عن أسئلة من هذا النوع.
وكانت هيلاري كلينتون قد هددت أثناء مقابلة مع تليفزيون «أي بي سي» إيران قائلة «أريد أن يعلم الإيرانيون أنه إذا توليت الرئاسة فسوف نهاجم إيران».
جاء ذلك خلال ردها على سؤال حول ما سيكون عليه رد فعلها إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة في حال شنت الجمهورية الإسلامية هجوما نوويا على إسرائيل.
وفي وقت لاحق صرحت كلينتون للصحافيين في مركز للاقتراع في كونشوهوكين – على مشارف فيلادلفيا في إطار الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية بنسلفانيا – أن «على إيران أن تعرف الثمن الغالي الذي ستدفعه إذا ما شنت أي هجوم نووي».
وأضافت «إذا بلغ الطيش بإيران أن تستخدم هذه الأسلحة ضد الولايات المتحدة أو أي دولة حليفة لها بشكل يمكن أن يتسبب في زعزعة استقرار العالم .. فعليهم تحمل التبعات».
وأضافت أنها ستفعل أولا كل ما بوسعها لمنع إيران من تصنيع الأسلحة النووية .
وجاءت تصريحات كلينتون المتشددة في الوقت الذي سعت فيه إلى تصوير أوباما على أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية لتحمل المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الرئيس الأميركي والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
إلا أن أوباما قال «يجب على طهران أن تعلم أنه سيرد بقوة على مثل هذا الهجوم .. منتقدا أسلوب كلينتون».
ماكين
على صعيد آخر، طلب ماكين من حزبه في كارولاينا الشمالية عدم بث إعلان، يبدو فيه أوباما على جانب قسه السابق جريمايا رايت، الذي أثارت انتقاداته للولايات المتحدة، استياء شعبياً، كاد أن ينقلب على المرشح الأسود. إلا أن الحزب يصرّ على بث الإعلان، ومدته 30 ثانية وينتهي بشعار ينص على أنه، أي أوباما: «متطرف جداً لكارولاينا الشمالية». وحاول ماكين النأي بنفسه عن هذا الإعلان، قائلاً لمناصريه في كنتاكي «إنني طلبت منهم عدم بثه، ولكن من الواضح أنني لا أتحكّم بهم. أرفض هذا النوع من الإعلانات التي لا يريدها الأميركيون».
Leave a Reply