اشارات توجيهية في هضبة الجولان المحتل |
دمشق – شهدت العلاقات الإسرائيلية السورية الأسبوع الماضي تطورات مؤثرة بعد تأكيد دمشق أن ثمة وعدا إسرائيليا جديدا بالانسحاب التام من الهضبة السورية المحتلة. فقد أكدت سوريا أنها تلقت عبر تركيا رسالة من إسرائيل تفيد باستعدادها لإنهاء احتلال الجولان مقابل السلام.
إذ قال الرئيس السوري إن أنقرة أبلغته استعداد تل أبيب للانسحاب من، مقابل التوصل إلى سلام معها.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «الوطن» القطرية إن رئيس الوزراء التركي أبلغه بذلك قبل أسبوع، مضيفا أن هناك حاجة لإيجاد أرضية مشتركة من خلال الوسيط التركي. وأوضح الرئيس السوري أن تركيا بدأت وساطة بين بلاده وإسرائيل منذ نيسان (أبريل) 2007.
واستطرد أن دمشق ستبحث أولا في موضوع استرجاع الأرض «لنرى المصداقية الإسرائيلية.. وربما مع إدارة مقبلة في الولايات المتحدة نستطيع التحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرة». واعتبر أن الإدارة الأميركية الحالية «لا تمتلك لا رؤية ولا إرادة لعملية السلام».
ونفى الأسد أن تكون المفاوضات مع إسرائيل «سرية بل ستكون معلنة إن حصلت، ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي». وكانت وزيرة شؤون المغتربين بثينة شعبان قالت للجزيرة إن أولمرت أبلغ سوريا عبر تركيا استعداده لإحلال السلام على أساس الشروط الدولية، وعلى أساس إعادة مرتفعات الجولان كاملة، وأضافت أن سوريا ستطلب تفاصيل أكثر من رئيس الحكومة التركية.
وقالت وزيرة شؤون المغتربين بثينة شعبان إن أولمرت أبلغ سوريا عبر تركيا استعداده لإحلال السلام على أساس الشروط الدولية وعلى أساس إعادة مرتفعات الجولان كاملة، وأضافت أن سوريا ستطلب تفاصيل أكثر من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وكان موقع سوري وصحيفة مقربة من الحكومة السورية قالا إن إردوغان أبلغ الأسد في اتصال هاتفي بهذا الاستعداد، لكن مصدرا مقربا من رئيس الوزراء التركي نفى نقل تركيا هذه الرسالة.
وحسب مصدر سوري قال الرئيس بشار الأسد الأحد الماضي في اجتماع للجنة المركزية لحزب البعث إنه يقبل وساطة طرف ثالث «مادام هناك إطار متفق عليه والتزام إسرائيلي بانسحاب كامل»، لكنه قال أيضا إن على بلاده الاستعداد لاحتمال نشوب حرب مع إسرائيل. وتريد سوريا التزاما إسرائيليا بانسحاب كامل وتفضل إشرافا أميركيا على المحادثات، تريد لها إسرائيل أن تبحث أيضا علاقات دمشق بـ«حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأكدت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى صحة الأنباء عن رسالة بعث بها رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، عبر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، يبدي فيها استعداده للانسحاب التام من الجولان في مقابل السلام. وبرغم الإثارة الكبيرة الكامنة في هذه الأنباء، فإن معلقين يعتقدون أنها جزء من «لعبة أمم» فيها الكثير من الفعل وردود الفعل.
واكتفى متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بالقول إن إسرائيل تريد السلام مع سوريا وإن إيهود أولمرت كرر ذلك في مقابلات عديدة، لكن المتحدث رفض التعليق مباشرة على ما أوردته وسائل الإعلام السورية.
وانهارت محادثات سلام بين سوريا وإسرائيل في العام 2000 بشأن مدى الانسحاب من الجولان، كما تعثرت محاولات دولية لإقناع الطرفين باستئنافها.
وقد ووجهت التقارير الإعلامية السورية داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية بردود فعل متباينة، فقد اتهم يوفال ستاينيتز النائب عن حزب الليكود والرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست أولمرت بـ«الإهمال غير المسبوق»، وقال إن «على إسرائيل من دون الجولان الدفاع عن وجودها وحماية مصادر المياه». أما النائب عن حزب ميريتس يوسي بيلين فدعا إسرائيل إلى انتهاز فرصة نادرة في أشهر بوش الأخيرة للتوصل إلى اتفاق.
وجاء التأكيد السوري لوجود رسالة إسرائيلية عن الانسحاب من الجولان في وقت نفى فيه رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني توسط بلاده بين سوريا وإسرائيل في الوقت الحاضر، وإن قال إنها لا تمانع في التشاور معهما. ومن المعلوم أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش حظرت علـــى إسرائــيل إجــراء اتصــالات مـع الحكومــة السورية.
الاستعداد للحرب
أنظمة الدفاع الجوي الروسية
وفي الوقت الذي تتكشف فيه قنوات اتصال بين سوريا وإسرائيل تواصل دمشق تجهيز جيشها استعدادا لحرب محتملة مع إسرائيل. فقد أنهى وفد عسكري فني سوري زيارة الى موسكو حيث مكتب تصميم المعدات «كيبيبي» الذي ينتج النظام في مدينة تولا الروسية للمباشرة في إجراءات تسلم الدفعة الأولى من النظام الجديد. ويحمل نظام الدفاع المتحرك «بانتسير أس1» 12 صاروخا أرض-جو على منصات.
وقالت الولايات المتحدة عام 2006 إنها فرضت عقوبات على مكتب تصميم تلك الأنظمة بسبب مبيعات أسلحة إلى إيران وسوريا، لكن الشركة المصنعة أكدت أنها تلتزم بكل القوانين الدولية وأن التصرف الأميركي غير مبرر. وأفادت مجلة «جينز» الدفاعية قبل عام بأن سوريا وافقت على إمداد إيران ببعض أنظمة «بانتسير أس 1»، لكن روسيا أكدت حينها أن بنود العقد تمنع سوريا من إعادة بيع الأسلحة. وتعارض إسرائيل مبيعات الأسلحة الروسية لسوريا وتقول إنها تخشى أن تقع في أيدي جماعات مسلحة أو أن تخل بميزان القوى الإقليمي الذي هو لصالح إسرائيل.
Leave a Reply