أطلقها أطباء مسلمون من الجيل الأول لـ«رد الجميل» و«إلتزاماً بالقيم الإسلامية»
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
مثلما قامت جاليات كاثوليكية ويهودية بتأسيس مستشفيات في منتصف القرن الماضي لخدمة أفرادها وأفراد المجتمع الذين يقيمون حولهم، تقوم منظمات صحية إسلامية في أنحاء الولايات المتحدة اليوم بالمساعدة بصورة كبيرة لأجل توفير خدمات صحية لغير المشمولين بضمان صحي أو ذوي الضمان الصحي المحدود في مناطق مدينية كبيرة. هذا ما توصلت إليه دراسة مكثفة أجراها «معهد السياسة الإجتماعية للتفاهم» وهو مؤسسة أبحاث مسلمة مركزها في ولاية ميشيغن.
وأصدرت المنظمة نتائج الدراسة خلال مؤتمر صحفي هاتفي بالإشتراك مع «جمعية الأطباء المسلمين» في ولاية كاليفورنيا. واعتمدت الدراسة التجريبية على 34 مقابلة مع أفراد يمثلون عشر جاليات مسلمة في أربع مدن أميركية جرى تعيينها كمدن تضم سكانا مسلمين يربو عددهم على 05 ألف في كل مدينة وهذه المدن هي: شيكاغو، ديترويت، لوس أنجلوس، وهيوستون.
وتضمنت الدراسة أيضا مراجعة زيارات ميدانية للمراكز الصحية وجرت الموافقة عليها من قبل «هيئة المراجعة المؤسسية» في كلية الطب بجامعة هيوستون.
وقال التقرير إن المنظمات الصحية الإسلامية لديها تاريخ يمتد على مدى عقدين من الزمن في الولايات المتحدة. وهذه هي الدراسة الأولى التي تفحص عن كثب كيفية تطور هذه المنظمات الصحية وكيفية تقديم الخدمات المجانية أو ذات الكلفة المنخفضة.
ويرد في الخلاصة التنفيذية للتقرير: «إن هذا التحليل لعشرة من المراكز الصحية الإسلامية في تلك المدن المشار إليها يفتح نافذة على حال الخدمات الصحية العامة للمسلمين الأميركيين. فمع هذه المنظمات الصحية يتبّع المسلمون الأميركيون التقليد السائد لدى أقليات أخرى بمن فيهم اليهود والكاثوليك، في إطلاق موجة جديدة من المؤسسات التي ركزت في العقود الماضية على بناء المساجد والمدارس وحسب». ويعتبر غوّ المنظمات الصحية الإسلامية في السنوات الأخيرة إشارة إلى النموّ الحاصل في دور الخدمات المدنية والعادة لدى الجاليات المسلمة وإسهامها في الثقافة الأميركية و«بروز جيل من المسلمين المولودين في أميركا على إستعداد لخدمة البلد الوحيد الذي عرفوه».
ومن المنظمات الصحية الإسلامية التي شملتها الدراسة، المنظمة الأقدم في الظهور وهي منظمة «نسوة» التي تم تأسيسها عام 1990 للمساعدة في تقديم خدمات الصحة النفسية والعنف المنزلي والإحتياجات الإجتماعية للعائلات المسلمة في لوس أنجلوس، والعيادة العامة «أمة» (الجمعية الطبية الجامعية الإسلامية) وهي الأكثر شهرة من بين المنظمات الإسلامية في تقديم الخدمات الصحية والتي ظهرت في جنوب وسط لوس أنجلوس في العام 1996 و«عيادة شفا» في مدينة هيوستن التي بدأت في تقديم الخدمات الصحية الأولية في تلك المنطقة عام 1997، و«الخدمات العائلية الإسلامية» في مدينة ديترويت التي تأسست في الأصل من قبل «الدائرة الإسلامية لشمالي أميركا» في نيويورك، والتي شرعت في تقديم خدمات الإرشاد الزوجي والعلاج النفسي للمسلمين في العام 1998.
وشهدت الساحة الصحية الأميركية بروز عدد آخر من المنظمات الصحية الإسلامية منذ بداية الألفية الثالثة، من بينها «عيادة الشفاء» في سان برنادينو (عام 2000)، و«عيادة مؤسسة إبن سينا» في هيوستن (عام 2001) و«عيادة شبكة العمل الإسلامي داخل المدينة» في شيكاغو (عام 2002)، و«شبكة العمل الرحيم» في شيكاغو (عام 2004) و«عيادة الوحدة الصحية» على شارع دايفسون في مدينة ديترويت (عام 2004).
وفي حين تكرس منظمات مثل «زمان أنترناشيونال» في ديترويت خدماتها للإغاثة الإنسانية وخدمات رعاية نهاية الحياة والمآوي النسائية. شهد الأسبوع قبل الماضي الإفتتاح الكبير لـ«العيادة المسلمة» في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو بحضور أول عضو مسلم منتخب إلى الكونغرس الأميركي كيث آليسون ومدير «مجلس الشؤون الإسلامية العامة» سلام المرياطي. وتأسس أكثر من نصف المنظمات الصحية الإسلامية على أيدي مسلمين أميركيين لخدمة جاليات إثنية مهاجرة محددة. وتتضمن الخدمات تزويد المرضى المسلمين بالرعاية الصحية المتلائمة مع ثقافة ولغة المرضى.
غير أن منظمات صحية إسلامية أخرى مثل «عيادة أمة» في لوس أنجلوس، ظهرت منذ البداية كإستجابة لإلتزام عالمي في خدمة سكان المناطق المدينية الذين يفتقرون إلى تأمينات الرعاية الصحية.
أما اليوم فإن أغلبية المنظمات الصحية تقوم بخدمة المجتمع الأكبر الذي نشأت فيه بما فيه من مسلمين وغير مسلمين، مع الإشارة إلى أن المرضى المسلمين في ثلاثة من كبريات المعاهد الصحية الإسلامية لا يمثلون سوى أقل من خمسة بالمئة من مجموع السكان المشمولين بالخدمات.
وتأسست معظم المنظمات الصحية الإسلامية على أيدي أطباء مسلمين اميركيين من الجيل الأول الذين حفزتهم الرغبة بـ«رد الجميل» للمجتمع، وإلتزاماً بالتعاليم الإسلامية التي تقضي بمساعدة المحتاجين.
Leave a Reply