القس رايت يؤكد على مواقفه السابقة فـي ديترويت.. وأوباما يكرر البراءة منه
كلينتون وايزلي حاكم ولابة كارولاينا الشمالية |
واشنطن – فرض فوز المرشحة الديموقراطية السناتور هيلاري كلينتون في ولاية بنسلفانيا أمام منافسها باراك أوباما ايقاعا جديدا على السباق الرئاسي، يقوي حجج المرشحة بأنها الأفضل في مواجهة الجمهوريين انما في الوقت نفسه يبقيها بعيدة عن حسم السباق نظرا الى تراجعها في العملية الحسابية وتردد النخبة الحزبية التي سيعود اليها اختيار الفائز، في الانقلاب على أصوات أكثرية الناخبين.
يتواجه الديموقراطيان في كارولاينا الشمالية وانديانا الثلاثاء المقبل، ويتقدم أوباما في الأولى بسبب الصوت الافريقي الأميركي، فيما يتعادل المرشحان في الثانية.
إلا أن كلينتون وبعد معركة مضنية في ولاية بنسلفانيا، نجحت بإعادة انعاش النبض الى حملتها انما من دون أن يقلل ذلك من صعوبة طريقها الى حسم اللقب، نظرا الى عجزها عن اللحاق حسابيا، في المعارك التسعة المتبقية، بأوباما، وفي مجموع الأصوات. الا أن المؤشر الأول الى مدى أهمية عودتها الى السباق بفوزها في بنسلفانيا، وبهامش قارب العشر نقاط (54,3 في مقابل 45,7 بالمئة لمنافسها)، كان نجاح الحملة في جمع مليوني ونصف مليون دولار من التبرعات، خلال ساعتين بعد خطاب الفوز ليل الثلاثاء – الاربعاء.
وفيما أثارت تصريحات الأميركية الأولى سابقا عن محو ايران من الخريطة في حال مهاجمتها اسرائيل، أو استحضار صور لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن حفيظة جهات نافذة في الحزب الديموقراطي، وجعلت صحيفة «نيويورك تايمز» تنتقد في مقال افتتاحي وبشكل لاذع خطوات المرشحة و«استعارتها أساليب الجمهوريين وكارل روف» للفوز، ساعدت هذه التكتيكات كلينتون في كسب أقليات انتخابية محورية. ويشير المعلق في أسبوعية «ويكلي ستاندرد» اليمينية الى أن تصريحات كلينتون، أعطتها الصوت اليهودي في بنسلفانيا، خصوصا في ضواحيها الغنية، وعززت حضورها لدى الصوت الذكوري وبعض ناخبي الطبقة المحافظة من الديموقراطيين الذين أبدوا اعتراضات على رصيد أوباما وعلاقته بشخصيات في أقصى اليسار. وتعتبر هذه الأصوات محورية في الانتخابات العامة أمام الجمهوريين، وخصوصا في منافسة جون ماكين، الصلب في مسائل الأمن القومي والقريب من اسرائيل.
وستستخدم كلينتون هذه الحجج لاقناع المندوبين الكبار (800 صوت) في الحزب باختيارها في حزيران (يونيو) المقبل، اذ يعود اليهم ترجيح كفة احد المرشحين اللذين لن يتمكن اي منهما من نيل تأييد 2025 مندوبا، حتى بعد التصويت في الولايات الـ52. وحصل أوباما حتى الآن على ما مجموعه 1713 مندوبا في مقابل 1586 لكلينتون. وستحاول الأخيرة اللحاق به على الأقل في مجموع الأصوات، اذ يتقدم السناتور عن ولاية الينوي عليها بـ206 آلاف صوت (مع أصوات فلوريدا المختلف عليها).
الا أن المقال الافتتاحي لـ «نيويورك تايمز» ومعلقين ديموقراطيين حذروا من أن أي سيناريو يعطي اللقب الى كلينتون رغم تراجعها حسابيا، يؤدي الى تضعضع صفوف الحزب وخسارة محتملة أمام ماكين. ورجح المعلق المحافظ بيل كريستول أن ينتظر المندوبون الكبار حتى انتهاء عملية التصويت في حزيران (يونيو)، ومن ثم ترجيح التحول الى أوباما، الا في حال حدوث مفاجآت انتخابية كبيرة أو هفوات أخرى من المرشح.
أوباما ورايت
وفي سياق آخر، قطع باراك أوباما «بحزن وغضب» علاقته مع مرشده الروحي السابق القس جيرماياه رايت، منددا بتصريحاته «المرعبة»، وسط تصاعد جدل محرج عند أبواب المرحلة النهائية من الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي لاختيار مرشحه للبيت الابيض
.وكان رايت قد أثار جدلا في الولايات المتحدة، بعد الكشف عن عظات له يردد فيها «لعن الله أميركا»، حاملا على العنصرية في البلاد. وباشر رايت قبل أيام جولة إعلامية بلغت ذروتها الاثنين الماضي في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن واتخذ فيه موقفا لافتا، اذ رفض العودة عن تصريحاته التي أثارت جدلا، متهماً مرة جديدة الادارة الاميركية بالعنصرية. وأدان الانتقادات التي استهدفته، معتبرا أنها «هجمات على الكنيسة السوداء».
كما أكد رايت على مواقفه مجددا في ديترويت خلال الأسبوع الماضي.
وقال أوباما في احدى محطات حملته الانتخابية في ونستون-سالم «لا أعذار» للتصريحات «المشينة» التي أدلى بها القس رايت. وأضاف ان هذه التصريحات «تؤلمني وتؤلم جميع الاميركيين وهي تستوجب الادانة»، واصفا كلام رايت «الاستفزازي» بأنه «نقيض» ما يمثله المرشح.
وشدد أوباما على «التناقض» العميق بين خطاب رايت وخطابه هو القائم على الدعوة الى توحيد الاميركيين. ورأى أن تصريحات جيريميا رايت «ليست مثيرة للانقسام والدمار فحسب، بل أعتقد أنها تبرر في النهاية سلوك الذين يربحون من الحقد، وأعتقد أنها لا تعكس بطريقة دقيقة وجهة نظر الكنيسة السوداء.. ربما أكون أنا أيضا لا أعرفه بالقدر الذي كنت أعتقد».
رايت فـي ديترويت
رايت في ديترويت |
وخطب القس جيرمايا رايت الاسبوع الماضي في ديترويت في الحفل السنوي للـ«ان اي اي سي بي» أمام حشد قارب الـ10 الاف شخص في 27 نيسان (إبريل)، وكان القس المتقاعد قد اتهم الإدارة الأميركية مدعيا انها نشرت لفيروس الايدز ومدح لويس فرخان ولمساواته الجيش الاميركي بالارهاب.
وكان اول ظهور ملتبس للقس الاسود الشهر ما قبل الماضي حينما خرج في احدى الاحتفالات الخطابية للحزب الديمقراطي داعما اوباما، اذ تم على اثرها نشر تسجيلات عن خطب له يهاجم فيها الولايات المتحدة ويتهمها بالعنصرية، وبترك مناطق السود مرتعا للمخدرات، وبشكل غير مباشر بالمسؤولية عن هجمات أيلول (سبتمبر) العام 2001.
وتابع القس في قاعة كوبو في ديترويت في الاحتفال السنوي الـ35 للـ«ان اي اي اس بي» حين قُدم بكلمات القس وينديل انتوني على انه «اكبر من اوباما، واكبر من كلينتون وماكين.. لأنه متعلق بالكنيسة الافريقية الاميركية وحقنا (نحن السود) في التعبير عن انفسنا بقوة».
وقال رايت في رده على اوباما «ان خطابي ليس مقسّما»، معتبرا انه يصف الواقع والواقع هو الذي يؤدي الى التقسيم لا خطاباته.
وفي معرض انتقاده لواقع البلاد عرج على التعامل مع العرب، منتقدا تخويف الناس من اسم والد باراك اوباما، حسين، قائلا «من يتصدى لاخبار الناس ان العربية هي لغة وليست دينا.. باراك حسين اوباما.. حسين اسم، هناك عرب مسلمون وعرب مسيحيون وعرب يهود وعرب ملحدون.. كفوا عن تخويف الناس من العرب بالاشارة الى الاسماء العربية وكأنها مرض يخشى منه».
ووجه رايت شكرا خاصا الى امام دار الحكمة في ديربورن الشيخ محمد علي الهي.
ولم يركز الخطاب كله على مشكلته مع اوباما التي نشأت على اعقاب العبارات التي اطلقها القس.
وكانت الفكرة الرئيسة في خطابه هي «مختلف وليس صعبا» (الاختلاف لا الخلاف) الجملة التي رددها مرارا خلال خطابه مع تفاعل من قبل الجمهور. وتطرق الى مسألة التعليم والحاجة الى التعرف على الاختلافات بين كيفية ايصال الفكرة بالنسبة للاثنيات المختلفة.
كما ركز رايت على اهمية فهم الاختلافات بين الاعراق.
Leave a Reply