اكتسح كارولينا الشمالية…وخسر بفارق ضئيل فـي إنديانا
واشنطن – تقدم المرشح الديموقراطي باراك أوباما، خطوة كبيرة باتجاه الفوز بتسمية الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، بعدما حقق فوزا سهلا في كارولينا الشمالية وخسر بفارق ضئيل في إنديانا، ما سمح له بتعزيز تفوقه بعدد المندوبين الداعمين له في مواجهة منافسته هيلاري كلينتون، التي باتت تتعرض لمزيد من الضغوط للانسحاب، فيما تعاني حملتها الانتخابية ضائقة مالية متجددة.
وبعد تأكيد فوزه في كارولينا الشمالية (115 مندوبا) وحصوله على نسبة 56 بالمئة من اصوات الناخبين في كارولينا الشمالية مقابل 42 بالمئة لكلنتون، قال أوباما، أمام جمع من مؤيديه في رالي عاصمة الولاية، إنه بات قاب قوسين أو أدنى من الحصول على ترشيح الحزب. وأوضح «الليلة أصبحنا على بعد أقل من 200 مندوب من الحصول على الترشيح». ورفض القبول بمنطق الانقسام داخل الحزب، موضحاً «هذا الخريف.. نعتزم أن نتقدم كحزب ديموقراطي واحد له رؤية مشتركة لهذا البلد».
وفي إنديانا (72 مندوباً)، فازت كلينتون بفارق يقل عن 23 ألف صوت من بين أكثر من 1,25 مليون أدلوا بأصواتهم (51 بالمئة في مقابل 49)، لكنها تعهدت بمواصلة كفاحها. وقالت، أمام جمع من مؤيديها في إنديانابوليس، المدينة التي فاز أوباما بغالبية أصواتها، «يمضي السباق إلى البيت الأبيض بأقصى سرعة.. سنواصل الكفاح»، طالبة من مؤيديها تقديم تبرعات لمواصلة حملتها. وأوضحت، في فرجينيا التي تأمل الفوز فيها الثلاثاء المقبل، «سأبقى في السباق حتى اختيار مرشح… سأبذل كل جهدي كي أكون أنا ذلك المرشح».
وتتركز في إنديانا نسبة كبيرة من فئة العمال البيض، وهي الفئة التي أيدت هيلاري كلينتون في انتخابات سابقة.
بينما استفاد باراك أوباما من أصوات الأميركيين من أصول إفريقية في ولاية نورث كارولينا حيث يشكلون ثلث الناخبين في الولاية.
وساعدت هذه النتائج أوباما على توسيع نطاق تقدمه على كلينتون في سباقهما للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لمواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين في انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بينما لم يبق في السباق سوى ستة انتخابات تمهيدية، وهي فرجينيا الغربية (28 مندوبا) الثلاثاء المقبل، واوريغون (52) وكنتاكي (51) في 20 أيار (مايو) الحالي، وبورتوريكو (55) في الأول من حزيران (يونيو) المقبل، ومونتانا (16) وداكوتا الجنوبية (15) في 3 حزيران.
وأعلن موقع «ريلكلير بوليتيكس» المستقل أن 2481 مندوبا سيصوتون لأوباما و2961 لكلينتون، فيما ذكرت شبكة «سي ان ان» أن المرشح الأسود يحظى بدعم 6381 مندوبا في مقابل 1861 لكلينتون.
ويقول محللون إن عجز أوباما عن ضمان الترشيح حتى الآن قد اثار شكوكا في مقدرته على اجتذاب اصوات البيض من أفراد الطبقة العاملة والتي هو بحاجة إليها للفوز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
واعتبر المستشار السابق للرئيس السابق بيل كلينتون والمحلل السياسي في معهد «بروكينغز»، وليام غالستون، انه «اذا لم يطرأ حدث كبير فإن بإمكان أوباما أن يتنفس الصعداء وأن يعتبر نفسه مرشح الحزب الديموقراطي»، فيما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باردو في انديانا اليوت باركي، إن «أوباما اقترب، وكلينتون لم تسجل في النتيجة التي سجلتها في انديانا أي دفاع عن ترشيحها».
وقد وجدت حملة كلينتون نفسها بعد جولتي انديانا وكارولينا الشمالية، أمام المزيد من الضغوط للانسحاب. وفيما نفت السيدة الأولى السابقة عقد اجتماع أزمة مع عدد من كبار المندوبين، قال مصدر في حملتها الانتخابية، إنها أقرضت حملتها 4,6 ملايين دولار الشهر الماضي، علما أن هذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها على مثل هذه الخطوة لتمويل حملتها الانتخابية التي تلاقي صعوبات.
إضافة الى ذلك، حث السيناتور السابق جورج ماكغفرن الذي كان يدعم هيلاري كلينتون، سيناتور نيويورك على الانسحاب من السباق لمصلحة أوباما. وقال إنه سيؤيد المرشح الأسود بعدما اعتبر أن فوز كلينتون بالتسمية عقب نتائج كارولينا الشمالية وانديانا أصبح مستحيلا، مؤكدا في الوقت ذاته أنه سيبقى «صديقاً» لآل كلينتون.
وأشار ماكغفرن إلى أنه أبلغ بيل كلينتون بقراره، وان هيلاري لم تحاول ثنيه عن هذا الأمر. وأضاف «لقد أرادني أن أعرف أنه يعتقد أن هيلاري قامت بسباق رائع، وأنه يعود لها قرار الانسحاب، وأنا لم أجادل في هذا الأمر». وتابع «حان الوقت أن نتحد، ونتحضر لحملة الخريف».
وأوضح «قاد باراك أوباما حملة رائعة جدا. إنه رجل موهوب بشكل استثنائي. حقيقة لم أكن أعرفه عندما دعمت هيلاري في تشرين الأول الماضي».
اسنطلاعات
وقبل اجراء الانتخابات الثلاثاء الماضي تقدمت كلينتون للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر على منافسها باراك اوباما بحسب استطلاع للرأي على الصعيد الوطني نشر الاثنين الماضي حول نيات الناخبين الديموقراطيين والمستقلين. وبحسب هذا الاستطلاع الذي اجراه معهد «غالوب» ونشرته صحيفة «يو اس اي توداي»، فان كلينتون تتقدم على اوباما بسبع نقاط محققة 51 بالمئة من نيات الناخبين الديمقراطيين والمستقلين مقابل 44 بالمئة لاوباما، وذلك عشية الانتخابات التمهيدية في انديانا (شمال) وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) يوم الثلاثاء.
وقبل اسبوعين، كان اوباما يتقدم على كلينتون بعشر نقاط، وذلك قبل اثارة الجدل حول مرشده الروحي السابق جيريمايا رايت. كذلك، اظهر هذا الاستطلاع الذي تضمن هامش خطأ بنسبة خمسة بالمئة ان كلينتون هي المرشحة الافضل في مواجهة الجمهوري جون ماكين خلال انتخابات الرئاسة، بتقدم بلغ خمس نقاط. وفي شباط (فبراير)، تقدم عليها اوباما بنسبة 33 بالمئة. من جهة اخرى، اعتبر ستون في المئة من الناخبين الديموقراطيين والمستقلين ان على المتنافسين الديموقراطيين متابعة حملتيهما، في حين رأى 23 بالمئة ان على كلينتون الانسحاب ودعا 15 بالمئة اوباما الى التخلي عن حملته. وفي استطلاع وطني اخر لشبكة «سي بي اس» وصحيفة «نيويورك تايمز»، امل خمسون بالمئة من الديموقراطيين ان يصبح اوباما مرشح حزبهم في مقابل 38 بالمئة اختاروا كلينتون.
أوباما يفوز فـي أكبر قواعد الهادئ
وقبل يومين من مواجهتي كارولاينا الشمالية وإنديانا، فاز باراك أوباما، بانتخابات مجالس الناخبين الديموقراطيين في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، بفارق سبعة أصوات فقط عن منافسته هيلاري كلينتون.
في هذه الاثناء، أكدت كلينتون أنها غير نادمة على تهديدها بـ«محو إيران بشكل تام» إذا ما شنّت هجوماً نووياً على إسرائيل، في الشهر الماضي. وقالت كلينتون في حوار مع تلفزيون «اي بي سي»: «ولماذا أكون نادمة؟.. لقد وجه إليّ سؤال حول ما الذي سأفعله إذا ما هاجمت إيران حليفتنا (إسرائيل)، الدولة التي لدى الكثير منا اتصالات واسعة معها ومشاعر كبيرة نحوها، وأعتقد أن علينا ان نكون واضحين تماما حول ما سنفعله».
تصريحات كلينتون ردّ عليها أوباما في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» الاميركي، واصفاً إياها بأنها «ليست اللغة التي نحتاجها في الوقت الحالي، وأعتقد أنها لغة منعكسة من جورج بوش». أضاف «لقد حظينا بسياسة خارجية خشنة، واتخذنا في أثنائها سلسلة قرارات استراتيجية قامت في الواقع بتقوية إيران».
وفي غوام التي تتبع لإدارة الولايات المتحدة منذ العام 1898 حصد أوباما 2264 صوتاً مقابل 2257 لكلينتون، في الجزيرة التي تضمّ إحدى أهم القواعد العسكرية الاميركية في الهادئ (176 ألف نسمة). ولا تتجاوز حصة الجزيرة في المؤتمر الحزبي الديموقراطي العام تسعة مندوبين، حتى أن أياً من الخصمين الديموقراطيين لم يتكبّد مشقة السفر إليها، خاصة وأنها تبعد عن واشنطن مسافة 20 ساعة بالطائرة.
Leave a Reply