لقاء بين عباس وأولمرت فـي ختام جولة رايس الشرق اوسطية
القدس المحتلة – ما إن أشاعت إسرائيل الأسبوع الماضي ان اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في القدس المحتلة، حقق «تقدما مهما» حول ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، سارعت السلطة الى النفي مشددة على ان المواقف «لا تزال متباعدة جدا» بشأن تلك المسألة، ولوحت حتى بأن عباس سيستقيل ما لم تنجح المفاوضات خلال ثلاثة اشهر على الأكثر، كما طالبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس بأن تستبدل زياراتها الى المنطقة بالضغط على اسرائيل كي توقف الاستيطان.
ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول فلسطيني ان الطرفين تبادلا خرائط الأسبوع الماضي، بما يوحي بأن الخلافات بينهما حول شكل الدولة الفلسطينية تتضاءل. اضاف ان الفلسطينيين يريدون كل اراضي الضفة الغربية لتكون جزءا اساسيا من دولتهم المستقبلية، لكنهم مستعدون للتخلي عن 2 في المئة فقط من تلك الاراضي، في اطار تبادل متساو للأراضي مع اسرائيل التي تسعى في المقابل الى الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى، التي تشكل حوالى 10 في المئة من مساحة الضفة، بحسب المسؤول نفسه الذي اعتبر انه برغم الفجوة بين الطرفين، إلا أن الخرائط تشير الى انهما يقتربان اكثر من التوصل لتسوية حول مسألة الحدود النهائية.
ونقلت الوكالة عن مساعدين لعباس ان الرئيس الفلسطيني يمنح المفاوضات مع اسرائيل شهرين او ثلاثة اشهر إضافية كي تحقق تقدما، موضحة انه يحتفظ بخيار الانسحاب من المحادثات، اذا رأى ان تحقيق تقدم امر مستحيل، وسيفكر بالاستقالة متى اعتبر ان المحادثات قد فشلت. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة انه في هذه الحالة «سيتخذ الرئيس قرارا دراماتيكيا، سيبلغ الشعب الفلسطيني القصة الكاملة للمفاوضات، وسيتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب».
وقال مسؤول اسرائيلي حضر المحادثات بين اولمرت وعباس «حققنا تقدما مهما حول مسألتي ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة والترتيبات الامنية بين اسرائيل وهذه الدولة»، مضيفا ان «اولمرت وعباس طلبا من فرق التفاوض التقدم في هاتين المسألتين». وتابع ان الاسرائيليين والفلسطينيين يعملون «اصلا على خرائط خلال المفاوضات». وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان كلا الطرفين يتمسك بموقفه حول قضية اللاجئين، ولم يحققا اي تقدم في هذا الشأن.
غير ان ابو ردينة اوضح من جهته ان «عباس قال انه تم بحث موضوع الحدود بشكل جدي جدا ومعمق (لكنه شدد على) ان المسافة في المواقف بين الطرفين ما زالت متباعدة جدا»، مشيرا الى ان الرئيس الفلسطيني «ابلغ اولمرت ان القدس الشرقية خط احمر لا يمكن التنازل عن اي جزء منها، وانه لا يمكن تأجيل اي قضية من قضايا الحل النهائي لان جميع القضايا متصلة، ويجب ان يستند اي حل الى مرجعيات عملية السلام التي انطلــقت في انــابوليس وهي رؤيــة الرئيس بوش لحل الدولتــين وخطة خريطة الطريـق ومبـادرة الســلام العربية».
أما المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، فقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعرب خلال لقائه عباس عن استعداده للقيام بتغييرات «ملموسة» في الضفة. وردا على سؤال عما اذا كان اولمرت وعباس قد بحثا مسألة الحواجز الاسرائيلية في الضفة، اجاب ريغيف «ناقشنا ايضا المسائل الملموسة على الارض» مضيفا «ندرك تماما ان الحوار الدبلوماسي يجب ان يكون مدعوما بخطوات ملموسة على الارض». وتابع «لا نزال متمسكين بأهداف انابوليس لجهة التوصل الى اتفاق نهاية العام. هذه ربما اكثر المفاوضات جدية التي اجراها جانب اسرائيلي مع الجانب الفلسطيني على الاطلاق»، مشيرا الى ان «المسائل الامنية» لا تزال تشكل «احدى العقبات الرئيسية» في عملية السلام.
واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان اولمرت ابلغ عباس ان اسرائيل تعتزم تخفيف اجراءاتها في الضفة، غير انه لم يتم الاعلان عن أي تغيير في هذا الشأن. وقال «لقد سمعنا ذلك مرات كثيرة في السابق… نأمل انه سيكون بإمكان الشعب الفلسطيني هذه المرة ان يرى ذلك بأم العين». اضاف ان الاجتماع «كان جديا ومعمقا للغاية وركز على قضايا الوضع النهائي»، مشيرا الى ان عباس طالب اسرائيل بوقف الاستيطان «وفق ما جاء في خريطة الطريق».
رايس
وقبيل ساعات من لقائه عباس، اجتمع اولمرت مجددا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس التي اوضحت انها التقت، خلال زيارتها الى اسرائيل، اربع مرات وزير الدفاع ايهود باراك في محاولة لاقناعه بازالة المزيد من الحواجز في الضفة، مشيرة الى ان مراقبين اميركيين سيشرفون على رفع تلك الحواجز. وقالت للصحافيين المرافقين لها لدى عودتها الى لندن ان «ذلك يعني ان مراقبينا سيتوجهون الى ضواحي المدن للتحدث مع الذين يحاولون عبور الحواجز، لتكون لهم فكرة عن الطريقة التي تجري بها الحركة والعبور»، موضحة ان المراقبين الاميركيين سيكونون من موظفي سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل.
وفي اشارة الى لقاءاتها مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، قالت رايس «عقدت محادثات شاملة معهم، ساعدت في بناء ثقتي في ما يفعلون… اعتقد انهم يدركون تمام الادراك ما يقومون به. انهم يحــاولون التوصــل الى اتفاق بحلول نهايــة العــام الحالي يحل قضايا الوضع النهائي».
وبعيد ساعات من مغادرة رايس، طالب ابو ردينة الولايات المتحدة بأن تزيد من انخراطها في العملية السلمية، وبأن تمارس ضغوطا على اسرائيل كي تلتزم بتعهداتها، وخصوصا بشأن وقف الاستيطان. وقال «لهذا يجب ان يكون هناك ضغط أميركي على اسرائيل، بدلا من الزيارات والتصريحات المستمرة»، مضيفا ان «الاستيطان متواصل، والحصار مستمر، والإسرائيليين ليسوا جديين بما يكفي». وتابع ان «عباس طالب اولمرت بأن يوافق على الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة بأسرع وقت ممكن. كما طالبه باستمرار وصول المواد الغذائية والوقود والاحتياجات والمساعدات الانسانية الى غزة».
Leave a Reply