ديربورن – خاص «صدى الوطن»
كان يوم الأربعاء الماضي يوما عاديا آخرا من يوميات المحكمة التاسعة عشرة في ديربورن، مثل أمام القاضي مارك سومرز خلاله عشرات المتهمين، من إثنيات مختلفة فكان منهم الأميركيون الأفارقة والعرب والبيض، وكانوا بحسب هيئاتهم ووظائفهم ينتمون إلى فئات إجتماعية متنوعة، فمنهم طلبة المدارس الثانوية والجامعات ومنهم العمال وآخرون بلا عمل، والبعض ينتمون لعائلات ذي جاه ومال.
وطغى على الفئة الإجتماعية الأخيرة أبناء الجالية العربية الأميركية من سكان المدينة وأسماؤهم الأخيرة تدلّ عليهم، فهي أسماء متداولة وشائعة برز منها أطباء ومحامون وأساتذة جامعيون ورجال دين وأصحاب أعمال ومؤسسات تجارية، علاوة على ذلك صحائف أتهامهم شهدت عليهم، أحدهم شاب في الثانية والعشرين من العمر، تهمته قيادة سيارته بسرعة مئة ميل في الساعة في شارع أقصى سرعة فيه 45 ميلا، قرأ القاضي سجلّه فوجد أنه تسبب خلال الفترة الماضية بعدة حوادث مرورية نتيجة السرعة الجنونية وعدم إكتراثه بقوانين القيادة، وحين سئل عن السيارة التي يقودها قال: مرسيدس 2008.
أصدر القاضي بحقه مجموعة أحكام وغرامات من بينها تلقيه دورة في القيادة في إحدى المدارس المتخصصة، ويبدو أن الشاب لم يكترث سوى بالحكم الأخير وهو دورة دراسية في القيادة، فأوعز إلى محاميه بالطلب من القاضي لتأجيل موعد الدورة لحين رجوع موكله من زيارة يود القيام بها إلى وطنه الأصلي مدتها شهران.
ثم جاء دور فتاة في السابعة عشرة من عمرها عربية أميركية، وجدت الشهر الماضي بصحبة فتاة أميركية عمرها 25 عاما تعمل موظفة في مطار ديترويت الدولي، وكلاهما في حالة مخلة بالآداب العامة، وجدتا في سيارة ليموزين مؤجرة على تقاطع شارعي فورد وغرينفيلد بمدينة ديربورن وكان بصحبتهما شاب في السابعة عشر من العمر، ثلاثتهم يتبادلون السكر والعربدة وأعمالا تخلّ بالقانون، وحين سأل القاضي المتهمة ذات الـ 17 ربيعا عما إذا كانت وأصحابها تحت تأثير المخدرات أجابت بالنفي، لكنها أقرت بواقعة معاقرتها وإياهم للخمور، فسألها: من أحضر الخمور وما نوعها؟ أجابت بعدم معرفتها،
ثم تبين من خلال جلسة المحاكمة أنها في السنة النهائية في الثانوية وأنها تنوي دراسة الطب في الجامعة، حين خرجت إلى باحة المحكمة ركبت سيارتها «الكاديلاك» الفاخرة وانطلقت بسرعة ربما الى مدرستها أم إلى منزل ذويها لتخبر أهلها أنها كانت بصحبة صديقة أو ربما في زيارة طبيب!
بعد ذلك تقدم إلى المنصة سيدة ورجل في الأربعينات من عمرهما، يتوسطهما محامي تبين من محاضر الجلسة أنه رجل أعمال قام بتزوير وثائق للإحتيال على شركة التأمين ودائرة الضرائب. حيث قام بتغيير تواريخ في تلك الوثائق من شأنها إسقاط التزامات مالية عليه أو جلب منافع له من شركة التأمين.
وبين هذه القضية وتلك مثل أمام القاضي سومرز العديد من المتهمين تراوحت إتهاماتهم بين مخالفة القوانين المرورية والإزعاج في الشارع من خلال إسماع صوت الموسيقى المنطلقة من السيارات لأكثر من 25 قدما بحسب القانون، وبين القيادة غير الآبهة بحياة الآخرين، وهذه كان المتهم فيها شاب عربي صغير السن سأله القاضي: هل تسببت في حوادث خلال المرحل الماضية، أجابه المتهم بـ لا، وحين كشف القاضي على سجله وجد حادثة مؤلمة تسبب بها هذا الشاب قبل عدة أشهر، حينها قال الشاب «ربما» فهزيء القاضي من إجابته، فمثل هذه الحقيقة لا تحتمل مثل هذه الإجابة، فهي أما نعم وأما لا، ما استدعى جمهور الحاضرين إلى الإنفجار بالضحك.
وقد عرضت في الجلسة إتهامات لأشخاص من غير الإثنية العربية جلّها كانت قضايا تعاطي واتجار بالمخدرات، لم يجد القاضي حرجا أن يلقي محاضرة قصيرة أمام المتهمين والحضور لشرح المكاره التي تنطوي عليه هذه الجريمة، منوها أنه إصدار خلال أسبوع مضى ثلاث مذكرات بمهاجمة أوكار في المدينة يتم الاتجار فيها والتعاطي بالمخدرات.
Leave a Reply