مندوبو فلوريدا وميشيغن آخر أمل لحملة كلينتون
واشنطن – مع اقتراب موعد انتهاء الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية اعتبر المرشح الديموقراطي باراك اوباما، ان المندوبين من ولايتي فلوريدا وميشيغن يمثلون «آخر أمل ضعيف» لمنافسته هيلاري كلينتون في سعيها للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة الأميركية، فيما تصاعدت وتيرة الاتهامات بين اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين.
وانتقد أوباما جهود كلينتون في إقناع كبار الديموقراطيين في السماح بتعداد مندوبي فلوريدا وميشيغن الذين كانوا ممنوعين من قبل الحزب. واوضح «لم يطرحوا هذه المسألة عندما لم يكونوا في حاجة إلى مندوبين.. يجب ألا ندعي اننا لا نعرف ما يجري، فهذا من منظورهم آخر أمل ضعيف للحديث عن كيفية الفوز».
ورد أوباما على قول ماكين ان المرشح الاسود لا يستطيع التحدث باسم شؤون المحاربين القدامى، بالقول انه «لن يتنازل لأي كان» في شؤون هؤلاء، وانه يتوق «لنقاش حقيقي» حول هذه المسألة مع ماكين الذي «لا يدرك شيئاً في شؤون المحاربين القدامى». وتابع «مقولة انني لا أستطيع الحديث باسم المحاربين القدامى لأنني لم أسبق أن أديت خدمة عسكرية كلام لا معنى له».
وتوحي الهجمات المتبادلة الاخيرة بين المرشحين المرجحين للبيت الابيض، بان المعركة بينهما ستكون حامية في تشرين الثاني. وبينما يشارف الترقب المحيط بنتيجة الانتخابات التمهيدية لدى الديموقراطيين، على الانتهاء، فان كلا من عضوي مجلس الشيوخ يهاجم مباشرة الاخر على الصعيدين السياسي والشخصي في محاولة لرسم صورة سلبية عن الخصم مستخدما عبارات قاسية بشكل غير اعتيادي قبل اكثر من خمسة اشهر على الانتخابات.
ويواجه المرشح الجمهوري الذي جعل من نفسه بطل محاربة تأثير المصالح الخاصة في الكونغرس، سلسلة فضائح تشمل العديد من مستشاريه الناشطين في مجموعات ضغط. وفي الاسبوع الماضي، اضطر توم لوفلر وهو احد رؤساء حملة تمويل جون ماكين، للتخلي عن مهامه، وكان بين زبائنه العديد من الدول الاجنبية بينها السعودية. وقبله اضطر مستشاران مهمان هما دوغ غوديير ودوغ دافنبوت للاستقالة بعدما كشفت الصحافة انهما قاما بحملة علاقات عامة لصالح المجلس العسكري الحاكم في بورما.
وبين الناشطين الاخرين الذين اثيرت حولهم شبهات، المستشار الرئيسي للسياسة الخارجية رادي شونمان الذي قام بحملة تعبئة لصالح حكومات في الخارج مثل البانيا وكرواتيا ومقدونيا. كما ان المستشار السياسي الرئيسي لماكين، تشارلي بلاك، يواجه انتقادات لانه ادار شركة ترويج كان لها زبائن من «أسوأ الطغاة في العالم»، فيما يشارك مدير حملته ريك ديفيس في ادارة شركة قامت بحملة علاقات عامة لصالح حزب اوكراني مؤيد لروسيا.
وقد أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «لوس أنجلس تايمز» ان ماكين لن يتمكن من الفوز على أوباما أو هيلاري كلينتون في ولاية كاليفورنيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث سيفوقه الأول بـ 7 نقاط والثانية بثلاث.
من جهة اخرى، اعتذرت هيلاري كلينتون عن اشارتها في مقابلة مع إحدى صحف ولاية داكوتا الجنوبية إلى وزير العدل الأميركي السابق روبرت كينيدي الذي اغتيل أثناء حملته الانتخابية الرئاسية في العام 8691. وكانت كلينتون تفسر أسباب استمرارها في حملتها الانتخابية لغاية اليوم رغم تفوق اوباما عليها. وقالت كلينتون في المقابلة «لم ينتزع زوجي تسمية الحزب في العام 1992 إلا بعد فوزه في انتخابات ولاية كاليفورنيا التمهيدية في منتصف حزيران، صحيح؟. نتذكر جميعنا بوب كينيدي الذي اغتيل في حزيران في كاليفورنيا. لا أفهم على ماذا الاعتراض؟».
وسرعان ما أثارت ملاحظة كلينتون انتقادات واعتراضات كثيرة بسبب التلميحات الضمنية التي تحتويها، والتي اثارت غضب فريق منافسها، فبادرت إلى الاعتذار. وقد اكد مؤيدو اوباما مرات عديدة انهم يخشون ان يتم اغتياله كما حدث لروبرت كينيدي او القس مارتن لوثر كينغ.
كارتر
ومن جهته، قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الأحد، إن أمام هيلاري كلينتون حتى الثالث من حزيران (يوينو) المقبل، للتسليم بالهزيمة أمام غريمها باراك أوباما في السباق الديمقراطي للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأقر كارتر خلال حديث لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية بأحقية سيدة أميركا الأولى السابقة في مواصلة السباق: «إلا أن الأمر يتطلب اتخاذ الكثير من المندوبين الكبار قراراً هادئاً، وإعلانه سريعاً، بعد نهاية الانتخابات التمهيدية في الثالث من حزيران».
وأستطرد: «لم أصرح بذلك علانية بعد.. لكن أعتقد أنه، وفي هذه المرحلة، يتعين عليها الاستسلام».
ويُشار إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق، وهو من المندوبين الكبار، لم يعلن تأييده لأي من مرشحي الحزب الديمقراطي، أوباما أو كلينتون، إلا أنه تحدث مراراً لصالح المرشح الذي يصبو لأن يكون أول رئيس أميركي أسود.
ويتقدم أوباما كلينتون بفارق أصوات المندوبين الكبار، إلا أنه نجح كذلك في الفوز بأغلبية أصوات المندوبين في هذه الجولة من الانتخابات التمهيدية.
وألقى أوباما الأربعاء قبل الفائت «خطاب النصر»، قال فيه إن دعم الحزب له بات «في متناول اليد»، وإنه بات المرشح الأوفر حظاً بين الديمقراطيين، بعد أن كانت حملته عند انطلاقتها موضع شك الكثيرين.
وأمام قرابة ستة آلاف من أنصاره في ولاية أيوا التي شكلت أول مرحلة في حملته الانتخابية، قال أوباما «بفضل الذين دعمونا منذ بداية الربيع، فقد عدنا ومعنا غالبية المندوبين، وبات الفوز بترشيح الحزب في متناول يدنا».
يذكر أن كلينتون كانت قد أعادت مؤخراً التأكيد على عزمها متابعة الانتخابات التمهيدية الهادفة لنيل دعم حزبها بمواجهة خصمها، باراك أوباما، الذي نال دعماً مؤثراً من المرشح الديمقراطي السابق، جون إدواردز.
رغم أن المعارك التمهيدية بين عضوي مجلس الشيوخ الأميركي، باراك أوباما وغريمته هيلاري كلينتون، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق إلى البيت الأبيض لم تُحسم نتائجها بعد، إلا أن الأول يبدو واثقاً من الفوز، ليبدأ رحلة البحث عن نائب له، وسط سرية شديدة.
Leave a Reply