صنعاء – تواصلت خلال الأسبوع الماضي المعارك الشرسة بين القوات الحكومية والمتمردين في محافظة صعدة اليمنية، رغم إعلان السلطات تحقيق قواتها تقدماً في عدة مديريات تم استعادتها من الحوثيين، فيما أكد مصدر أمني أن القوات الحكومية أسرت أكثر من سبعين مقاتلاً من المتمردين في المعارك التى دارت بمديرية بني حشيش محافظة صنعاء. وجاءت هذه التطورات الميدانية في شمال البلاد في الوقت الذي بدأت فيه السلطات محاكمة ثلاثة معارضين طالبوا بانفصال الجنوب بتهمة المساس بالوحدة الوطنية.
في غضون ذلك، أعلن حسن مناع محافظ صعده أن هناك تعاوناً من قبل المشايخ والشخصيات الاجتماعية وكذلك المواطنين في الحفاظ على أمن وسلامة وهدوء مناطقهم، إضافة إلى سرعة الإبلاغ عن أية إخلال أمني قد يحدث أو ينجم من قبل عناصر التمرد والإرهاب.
وفي أول جلسة لمحاكمة 3 معارضين من قيادة الحراك الجنوبي السلمي، اتهمت النيابة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة في صنعاء كلاً من حسن أحمد باعوم عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المعارض، ويحيى غالب أحمد قاسم الشعيبي، وعلي هيثم علي عبدالله الغريب، بارتكاب أفعال إجرامية بقصد المساس بالوحدة اليمنية وتعطيل أحكام الدستور وإثارة عصيان مسلح ضد السلطات.
وجاء في قرار الاتهام الذي تلاه في جلسة المحكمة الجزائية مهدي الضبيبي أمين سر المحكمة أن المذكورين قاموا خلال الفترة من 2006 وحتى 31/3/2008 بـ«تحريض الناس على عدم الانقياد للقوانين ونشر وإذاعة بيانات وأخبار وإشاعات مغرضة بقصد تكدير السلم والأمن العام، وأعدوا لذلك الغرض الوسائل اللازمة من حشد وجمهرة الناس في الأماكن والطرقات العامة ورفع شعارات وترديد هتافات عملوا فيها على غرس روح الكراهية».
وبحسب النيابة، فقد أثار المتهمون الثلاثة النعرات الطائفية وبث روح الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مما أدى الى مقتل وإصابة عدد من المواطنين ورجال السلطات العامة ونهب وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة وقطع الطرقات وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة وتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر، وقررت المحكمة تأجيل القضية الى جلسة الاثنين القادم للاستماع للرد الدفاع عن المتهمين.وفي أول رد فعل للمعارضة وصف سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري محاكمة حسن باعوم وزملائه بأنها محاكمة سياسية.
يذكر أن مدن ومحافظات الجنوب اليمني تشهد حالة من الاحتقان والتوتر في أعقاب احتجاجات سلمية سرعان ما تحولت الى دامية بعد أن قامت الشرطة باستخدام الرصاص والأعيرة النارية لتفريق المحتجين الذين كانوا يطالبون بتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية في المحافظات الجنوبية التي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة في جراء تسريح آلاف العسكريين والمدنين من وظائفهم بعد حرب صيف 1994 التي حاول الجنوب فيها العودة عن الوحدة الاندماجية مع الشمال عام 1990.
Leave a Reply