رفض استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية ؤأكد إيمانه بـ«بلد التنوع»
بيروت – مثل الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لمناسبة العيد الثامن للتحرير والمقاومة، أبرز تطورات الأسبوع الماضي بعد انتخاب العماد ميشال سليمان، وقد تضمن الخطاب اعلانا غير مباشر، عن ترشيح «حزب الله»، بوصفه العمود الفقري للمعارضة، زعيم الغالبية النيابية النائب سعد الحريري لتولي منصب رئاسة الحكومة، على أساس برنامج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يقوم على توزيع دقيق للمهام بينه وبين المقاومة طيلة الفترة الممتدة من العام 1992 وحتى لحظة خروجه من الحكم قبيل استشهاده بشهور قليلة، إلا أن رد الموالاة جاء سريعا بترشيح الرئيس فؤاد السنيورة لترؤس الحكومة الأولى في العهد الجديد.
وفي كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة بالمحتشدين في ملعب الراية في الصفير بالضاحية الجنوبية لمناسبة عيد التحرير، دعا نصر الله «تيار ومحبّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الاستفادة من التجربة الكبيرة لهذا الرجل الكبير ومن آفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان وهو الذي استطاع أن يوائم بين مشروع الاعمار وبناء الدولة ومشروع المقاومة بعقل كبير».
وأطلق السيد نصر الله في خطابه معادلة جديدة غير مسبوقة تمثلت في استخدام مصطلح الاستراتيجية التحريرية الى الاستراتيجية الدفاعية، وقال «في لبنان دائما نتحدث عن وضع استراتيجية دفاع وطني، لكن أقول أيضا نحن بحاجة إلى استراتيجية تحرير لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحرير الأسرى، وإن كنّا نقول «ريحوا أنفسكم من خطة تحرير الأسرى»، فالأسرى عهدنا والأسرى وعدنا والأسرى إنجاز الله على أيدينا وقريبا جدا سيكون سمير (القنطار) وإخوة سمير بينكم في لبنان».
وتزامن هذا الموقف مع اعلان الاذاعة الاسرائيلية،، نقلا عن مسؤول اسرائيلي، أن تل ابيب مستعدة للافراج عن خمسة معتقلين لبنانيين (بينهم القنطار) وتسليم جثث عشرة مقاتلين من حزب الله مقابل تسليمها الجنديين اللذين اسرتهما المقاومة في تموز 2006.
وجدد نصر الله «الدعوة الى شراكة وطنية حقيقية لا يُحذف فيها احد ولا يُغلب فيها احد ولا يُشطب فيها احد ولا يُفرض فيها احد على احد، وان تتاح الفرصة امام اللبنانيين لبناء دولة عادلة حقيقية».
وأكد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ان «حزب الله» لا يريد ان يحكم لبنان لانه يؤمن بانه «بلد متنوع ومتعدد».
وقال نصرالله «نحن لا نريد السلطة في لبنان ولا نريد السيطرة على لبنان ولا نريد ان نحكم لبنان».
واضاف «لا نريد ان نفرض فكرنا على الشعب اللبناني لاننا نؤمن بان لبنان بلد متنوع ومتعدد ولا قيامة لهذا البلد الا بمشاركة الجميع».
وأكد نصرالله انتماءه الى ولاية الفقية، المتبعة في ايران، مشددا مع ذلك على التمسك بهوية لبنان العربية.
واتهم نصرالله الموالاة بـ«محاولة تشويه» حقيقة الحزب من خلال اعلامها.
وقال «يتصورون انهم يهينوننا عندما يقولون حزب ولاية الفقيه. افتخر ان اكون فردا في حزب ولاية الفقيه».
واضاف «ولاية الفقية تقول أن لبنان بلد متنوع يجب ان تحافظوا عليه».
وذكر بان مجلس الوزراء السعودي، والسعودية من ابرز الدول الداعمة للموالاة، «طالب قبل ايام بتعديلات دستورية في لبنان تضمن عدم تغيير هويته العربية».
واضاف «شخصيا اوافق على تعديلات دستورية تضمن الهوية العربية للبنان وتمنع اي احد من التدخل في شأنه». وأعلن نصرالله الاثنين ان حزب الله يؤيد عدم استخدام السلاح لتحقيق اي مكاسب سياسية لكنه اكد رفضه استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض.
وقال «اؤكد على البند الوارد في اتفاق الدوحة بعدم استخدام السلاح لتحقيق اي مكاسب سياسية».
واضاف «نؤيد هذه الجملة بشدة فسلاح المقاومة هو لمواجهة العدو وتحرير الارض والاسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان».
وتعهد الافرقاء اللبنانيون بموجب اتفاق الدوحة الذي وقعته الاكثرية والمعارضة «عدم تكرار استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية»، وذلك في ضوء المواجهات الاخيرة بين مناصري المعارضة والاكثرية ردا على قرار حكومي اعتبره نصرالله بمثابة «اعلان حرب على المقاومة».
وتساءل نصرالله «لمن كان يكدس السلاح الاخر ولمن كان يعد ولمن كان يدرب» في اشارة الى البعض في فريق الموالاة.
وشدد في المقابل على ان «سلاح الدولة يعني سلاح الجيش والقوى الامنية وهو للدفاع عن الوطن وحماية المواطنين وبسط الامن».
واكد انه «لا يجوز استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لحساب مشاريع خارجية تضعف مناعة لبنان ولاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة».
واكد ان «كل سلاح يجب ان يبقى في خدمة الهدف الذي استخدم من اجله».
واعتبرت الاكثرية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب ان اتفاق الدوحة يشكل بداية لطرح سلاح حزب الله على بساط البحث، خصوصا وانه نص على «اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة على كافة اراضيها وعلاقتها مع كافة التنظيمات على الساحة اللبنانية».
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان اكد في خطاب القسم الاحد الماضي ان «البندقية تكون فقط باتجاه العدو، ولن نسمح بان يكون لها وجهة اخرى»، في اشارة الى الاشتباكات الاخيرة التي شهدتها بيروت وعدد من المناطق.
Leave a Reply