واشنطن – رغم توصل الفرقاء اللبنانيين إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة وما أعقبه من استقرار في الوضع اللبناني فقد حذرت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين من السفر إلى لبنان، معبرة عن قلقها من «حزب الله» والقنابل العنقودية التي نشرتها إسرائيل في الجنوب اللبناني خلال اعتدائها على لبنان في 2006.
وجاء في التحذير «إن وزارة الخارجية تواصل حثها للأميركيين على تجنب السفر إلى لبنان، وينبغي على الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في لبنان حاليا أن يفهموا أنهم يقبلون مخاطر البقاء، وينبغي عليهم أن يأخذوا في اعتبارهم هذه المخاطر بعناية».
وكانت الخارجية الأميركية قد أصدرت تحذيرا سابقا في 19 أيار (مايو) عندما حدثت مواجهات سيطرت خلالها المعارضة اللبنانية على مقار الأكثرية النيابية، وتعطلت رحلات السفر من وإلى لبنان بسبب إغلاق طريق مطار رفيق الحريري الدولي.
وأضاف البيان، الصادر الجمعة 30 أيار (مايو) «رغم إمكانية الوصول الآن بشكل كامل إلى المطار فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من رغبة حزب الله في استخدام العنف لتحقيق غايات سياسية من دون تحذير أو بتحذير ضئيل». وتابع بيان الخارجية الأميركية: «إن التهديد الذي يمثله النشاط الإرهابي المعادي للغرب موجود في لبنان؛ حيث توجد جماعات مثل القاعدة وجند الشام في البلاد..». وحذر البيان من مخاطر الألغام الأرضية والقنابل العنقودية، دون الإشارة إلى أن إسرائيل هي التي نشرتها في جنوب لبنان إبان اعتدائها على لبنان في صيف 2006.
حيث قال البيان: «إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تمثل بشكل مستمر مخاطر كبيرة في جميع أنحاء الجنوب اللبناني، وبشكل خاص جنوب نهر الليطاني، وفي المناطق التي كان قتال الحرب الأهلية فيها مكثفا».
وأشار البيان إلى أن أكثر من 12 شخصا قد قُتلوا وجُرح أكثر من 100 آخرين بسبب الذخائر غير المنفجرة التي أعقبت ما وصفته بـ«الصراع المسلح» في صيف 2006، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أسقطت ما يُقدر بـ4 ملايين قنبلة عنقودية صغيرة في جنوب لبنان، وذلك خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، حيث ظلت حوالي مليون قنبلة دون انفجار، وهو ما تسبب في مقتل الكثيرين من المدنيين اللبنانيين جراء هذه القنابل المصنوعة أميركيا.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد دعت الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) 2007 إلى وقف فوري لجميع مبيعات الذخائر العنقودية إلى إسرائيل، بسبب انتهاك إسرائيل للاتفاقيات مع الولايات المتحدة بشأن استخدامها للذخائر العنقودية في لبنان في مناطق يوجد بها مدنيون.
وأضاف بيان الخارجية الأميركية أنها «تعتبر التهديد لأفراد الحكومة الأميركية في بيروت خطير بما يكفي كي يتطلب منهم أن يعيشوا ويعملوا تحت
قيود أمنية صارمة». وأوضح البيان أن هذه الممارسات «تقيد، وربما تمنع، وصول مسؤولي السفارة الأميركية إلى مناطق معينة من البلاد»، مضيفا أن «سفر موظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم بشكل غير رسمي إلى لبنان يتطلب موافقة سابقة من وزارة الخارجية الأميركية».
Leave a Reply