طموحات كلينتون الرئاسية سقطت فـي الثلاثاء الأخير
واشنطن – تمكن باراك اوباما من الحصول على الاصوات التي تؤهله للحصول على ترشيح الحزب ليصبح اول مرشح اسود للبيت الابيض. وقال اوباما الثلاثاء الماضي امام الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في قصر المعارض في مدينة سانت بول «استطيع هذا المساء بعد 45 عملية اقتراع صعبة وفي ختام انتخاباتنا التمهيدية (…) ان اقول لكم اني سأكون المرشح الديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة».
واضاف ان «الطريق سيكون طويلا. اواجه هذا التحدي بتواضع كبير وباعتراف بحدودي كما اواجه هذا التحدي بايمان لا حدود له بقدرات الشعب الاميركي».
واشاد اوباما بمنافسته هيلاري كلينتون، مؤكدا ان الحزب الديموقراطي سيتوحد في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وقال اوباما ان «هيلاري كلينتون صنعت التاريخ في هذه الحملة ليس فقط لانها امرأة قامت بانجاز لم تحققه سيدة من قبل بل لانها زعيمة تلهم ملايين الاميركيين بقوتها وشجاعتها والتزامها القضايا التي قادتنا الى هذا المكان».
واضاف وسط تصفيق حاد ان «حزبنا وبلدنا في وضع افضل بفضلها واشعر انني في وضع افضل لانني تشرفت بخوض الحملة ضد هيلاري رودام كلينتون».
وخصص اوباما الجزء الاكبر من خطابه لهجوم على خصمه الجمهوري جون ماكين متهما اياه بانه يريد مواصلة سياسة الرئيس جورج بوش. وقال اوباما «آن اوان طي صفحة سياسات الماضي».
والقى اوباما خطابه في مدينة سان بول في ولاية مينيسوتا حيث سيعقد في ايلول (سبتمبر) المقبل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيختار رسميا جون ماكين مرشحا له للاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في تشرين الثاني.
وفي الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء الماضي، فاز اوباما في ولاية مونتانا وهيلاري كلينتون في داكوتا الجنوبية.
وبدون ان ينتظر نتيجة الاقتراعين، كان اوباما واثقا من الحصول على عدد المندوبين الذي يسمح له بان يصبح مرشح الحزب الديموقراطي.
لكن في نيويورك، رفضت هيلاري كلينتون الاعتراف بهزيمتها مؤكدة انها لن تتخذ «قرارا» في هذا الشأن الا أنه مع صدور هذا العدد من «صدى الوطن» وردت تقارير صحفية تؤكد أن كلينتون ستعلن انسحابها يوم الجمعة.
وقالت كلينتون امام انصارها المجتمعين في نيويورك الذين دعوها الى عدم التخلي عن السباق الرئاسي «اعرف ان كثيرين يتساءلون ماذا تريد هيلاري ولماذا خاضت هذه الحملة؟»، موضحة «اريد نهاية الحرب في العراق واريد ان ينتعش الاقتصاد واريد تأمينا صحيا لكل الاميركيين».
وتابعت سناتور نيويورك «اريد ان يكون الـ81 مليون اميركي الذين صوتوا لي محترمين وان تسمع اصواتهم».
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بوش قدم تهانيه للسناتور باراك أوباما لأنه ضمن ترشيح الحزب الديمقراطي له في انتخابات الرئاسة الأميركية. وقالت بيرينو للصحافيين «هنأ الرئيس بوش السناتور أوباما لحصوله على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة لعام 8002. إنه يعلم من خبرته الشخصية بأن عملية الترشيح للرئاسة مسألة صعبة وأن السناتور أوباما قطع شوطاً طويلاً كي يصبح مرشح حزبه». وأضافت بيرينو بأن بوش لم يتصل بصورة شخصية كي يهنئ أوباما.
وفي أول خطاب له بعد اعلان فوزه كمرشح للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية أكد باراك اوباما ان القدس يجب أن تبقى عاصمة موحدة لإسرائيل. وقال في خطاب القاه أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (ايباك) في واشنطن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل، ويجب ان تبقى موحدة. كما تعهد بأن يقوم بكل مافي وسعه لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي حتى لاتشكل تهديدا لإسرائيل.
ومن جهته وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خطاب المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما، الذي تحدث فيه عن جعل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، بأنه مؤثر جدا، في حين أثارت نفس التصريحات غضب الفلسطينيين الذين اعتبروها حائلا دون أي أمل للسلام بالمنطقة.
وقال أولمرت «إنه خطاب مؤثر، وكلماته حول القدس مؤثرة جدا»، رافضا التعليق على تصريحات أوباما فيما يتعلق بجعل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، لكنه قال «بالتأكيد إذا انتخب أوباما، سنناقش معه كل القضايا إذا أثارها».
وفي خطابه أمام حشد كبير من مؤيديه، خطا أوباما على خطوات منافسه الجمهوري جون ماكين، بتعهده بالعمل على جعل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وقال أمام الحشد «أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يتعين أن يحفظ هوية إسرائيل دولة يهودية ذات حدود آمنة معترف بها ويمكن الدفاع عنها وستظل القدس عاصمة لإسرائيل ويتعين أن تظل موحدة».
وشدد سيناتور إلينوي على «قدسية» أمن إسرائيل، لكنه أقر بالمقابل بحاجة الفلسطينيين إلى دولة مترابطة وذات تواصل بري، «وهذا سيسمح لهم بالازدهار».
ولم يكتف أوباما بهذا الحد من مغازلة إسرائيل، بل إنه ذهب لحد التعهد بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، واعتبر أن هذه الدولة تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل، وعلى استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وفي شأن آخر أيد أوباما إسرائيل على قيامها بتوجيه ضربة لموقع في سوريا قبل عدة أشهر، قالت تل أبيب إنه كان يهدف إلى متابعة السعي السوري وراء سلاح نووي، كما عبر عن تأييده لاستئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل.
ماكين أوباما
امام الديموقراطيين مهلة خمسة اشهر للم شمل ناخبيهم وتوحيد صفوفهم بعد المواجهة المحتدمة والقاسية بين اوباما ومنافسته هيلاري كلينتون بينما يحظى المرشح الجمهوري الذي فاز بترشيح حزبه منذ مطلع اذار (مارس)، بالتفاف الجمهوريين حوله لا سيما بعدما ايده اخصامه السابقون امثال مايك هاكابي ورودولف جولياني وميت رومني.
وبفوزه على منافسته التي ظلت تعتبر لفترة طويلة الاوفر حظا بين المرشحين للبيت الابيض، يصبح باراك اوباما اول مرشح اسود للرئاسة الاميركية.
اما ماكين، فسيصبح في حال فوزه اكبر الرؤساء الاميركيين سنا عند بدء ولايته اذ سيكون في الثانية والسبعين من العمر.
وكان ماكين تكهن منذ اسابيع عدة بان المعركة الديموقراطية ستحسم لصالح سناتور ايلينوي، فخصه بكل سهامه متغاضيا عن كلينتون.
وقال المرشح الجمهوري الثلاثاء الماضي ان امام الناخبين «خيار بين التغيير الجيد والتغيير السيء، بين التقدم او التراجع».
ويختلف السناتور المسن وخصمه الشاب في كل شيء تقريبا.
فالاول بطل سابق في حرب فيتنام يشغل مقعدا في الكونغرس منذ 1982، في حين ان اوباما سناتور منذ كانون الثاني (يناير) 2005 فقط. وايا كان الفائز في نهاية المطاف، فستكون هذه اول مرة ينتخب فيها سناتور في سدة الرئاسة الاميركية منذ فوز جون كينيدي في 1960.
وللمرشحين موقف متعارض في عدد كبير من المواضيع وفي طليعتها المسألة العراقية.
ويؤيد ماكين الحرب منذ شنها، داعيا الى وجود عسكري اميركي في العراق بشكل دائم على غرار ما حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية في المانيا او في اليابان.
وهو يعارض وضع جدول زمني محدد للانسحاب، وقد اقر بان الانتصار ممكن بحلول العام 2013 اي في نهاية ولايته في حال فوزه، رافعا شعار «لا استسلام».
باراك اوباما من جهته يؤكد مرارا وتكرارا انه كان معارضا للحرب على العراق منذ البداية ويعد بسحب القوات الاميركية بالاتفاق مع القادة العسكريين الاميركيين على الارض خلال الاشهر الـ16 التي ستلي دخوله الى البيت الابيض، مشددا على وجوب اعطاء الاولوية للحرب ضد طالبان والقاعدة.
ويعتبر ماكين خصمه الديموقراطي ساذجا خطيرا معتبرا ان افتقاره الى الخبرة في مجال الامن القومي سيعرض الولايات المتحدة للخطر.
وفي المقابل، يتهم اوباما خصمه بانه يريد الاستمرار في سياسة جورج بوش معتبرا ان الرئيس الحالي بتركيز عمله على العراق، عزز نفوذ ايران الاقليمي وساهم في انتشار القاعدة.
ويبدي اوباما استعداده للتحدث الى قادة الدول المعادية للولايات المتحدة مثل ايران وكوريا الشمالية وكوبا.
كما يتوقع ان يتواجه المرشحان بشدة حول مواضيع السياسة الداخلية التي تهم الاميركيين، ومن ابرزها مسالة الضمان الصحي وازمة القروض العقارية والخوف من نقل نشاطات الشركات الى الخارج.
وستكون المعركة على اشدها في عدد من الولايات الاساسية التي تشكل محطات حاسمة على الطريق الى البيت الابيض. ويضع اوباما نصب عينيه كولورادو وفرجينيا وايوا ونيومكسيكو وربما كارولاينا الشمالية التي صوتت للجمهوريين عام 2004.
اما ماكين فيطمح للاحتفاظ باوهايو وفلوريدا وبانتزاع ميشيغن ونيوهمشير وبنسلفانيا وربما ايضا كاليفورنيا ونيوجرزي من الديموقراطيين، وهي ولايات صوتت لكلينتون في الانتخابات التمهيدية.
Leave a Reply