كربلاء – حذر باحثون من ان الارتفاع الحاد في منسوب المياه الجوفية في المدينة القديمة في كربلاء (جنوب بغداد) يهدد ضريحي الامام الحسين واخيه غير الشقيق العباس (ع)، ابرز العتبات التي يقدسها الشيعة في العالم. وقال آمال الدين الهر مدير الزراعة في كربلاء خلال «المؤتمر العلمي الاول لانقاذ كربلاء من خطر المياه الجوفية» ان «ابرز مخلفات ارتفاع منسوب المياه الجوفية هو غمر المياه لمساحات زراعية واسعة من الاراضي وكذلك التلوث».
لكنه اضاف ان «الامر الاكثر خطرا هو وصول المياه الى قبري الامامين الحسين والعباس وسط المدينة التاريخية القديمة» في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد).
ويقصد الشيعة من جميع انحاء العالم كربلاء للمشاركة في مناسبات دينية وخصوصا احياء ذكرى عاشوراء واربعينية الامام الحسين ومولد الامام المهدي خصوصا وان مقام الحسين (ع) من ابرز العتبات التي يقدسونها بالاضافة الى مقام الامام علي (ع) في النجف ومرقد الامامين العسكريين في سامراء وضريح الامام موسى الكاظم في الكاظمية.
واوضح الهر ان «الارقام تشير الى ان منسوب المياه تحت الروضة الحسينية وصل الى ارتفاع 29,5 مترا عن مستوى الارض فيما وصل في الروضة العباسية الى 30 مترا».
وعزا اسباب ارتفاع المياه تحت المراقد الى «انخفاض المنطقة بحدود مترين ونصف المتر عن الطرق المحيطة بها وكذلك وجود مياه سطحية سببها التشققات الموجودة في شبكات المياه القديمة وكسور في شبكة المجاري ناجمة عن تفجيرات ارتكبها النظام السابق ابان انتفاضة» العام 1991.
من جهته، قال مهدي لطيف مدير الموارد المائية في المحافظة ان «المياه موجودة منذ اكثر من ستين عاما اذ لم يكن لها وجود ابان الخمسينيات».
وحذر من «خطورة» بقاء هذه المياه مشيرا الى «تقديم مشروع الى وزارة الموارد المائية العام 2003 يتضمن انشاء قاطع بسماكة متر من البلاستيك المقوى يحيط بالعتبتين بعمق ثمانية امتار». واضاف لطيف ان المشروع «لم ينفذ بذريعة عدم وجود مخصصات مالية».
من جهته، قال رئيس قسم الشؤون الفنية والهندسية في ضريح الامام الحسين (ع) محمد حسن كاظم ان «الناس يعتقدون ان هذه المياه الموجودة تحت قبري الامامين الحسين والعباس تعود لنهر قديم يسمى العلقمي».
واضاف ان هذا النهر «كان احد روافد الفرات تاريخيا ولكن الابحاث والدراسات اكدت ان هذه المياه سطحية ناجمة من كسور في شبكات المياه وكذلك شبكات المجاري التي غمرت مستويات عميقة من تربة المدينة القديمة في كربلاء».
وتابع كاظم ان «عمليات ضخ الاسمنت التي تقوم بها الدائرة الهندسية منذ اعوام في العتبات لا تشكل حلا جذريا وناجعا فالعملية تتطلب انشاء جدار يمتد عدة امتار لعزل الضريحين عن مصادر المياه السائبة ومعالجة الكسور بابدال شبكات المياه والمجاري في المنطقة القديمة».
واكد ان «المدينة القديمة تنخفض عن محيطها بعدة امتار تحت مستوى سطح البحر».
Leave a Reply