طالب برعاية أميركية لها «فـي مرحلة لاحقة»
عواصم – شهد الأسبوع الماضي تطورات جديدة على مسار التقاوضات السوري-الإسرائيلي يشير الى تجمده في المرحلة القادمة في ظل تمسك دمشق باستعادة جميع أراضيها المحتلة حتى بحيرة طبريا ومطالب إسرائيلية بفك الحلف الإيراني-السوري كمقدمة لأي تنازلات من جهتها حتى لا تصبح الأراضي المحتلة إذا تم الانسحاب منها قاعدة لطهران على حدود الكيان الصهيوني.
وقد قال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نشرت الثلاثاء إن على إسرائيل أن تكون مستعدة لإعادة كل الأراضي السورية التي احتلتها في حرب عام 1967 في إطار أي اتفاق سلام بين البلدين. وصرح الاسد خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف في دولة الامارات العربية المتحدة خلال زيارته للبلاد بأن الرعاية الاميركية ستكون ضرورية في المرحلة التالية من المحادثات غير الرسمية التي بدأت الشهر الماضي بوساطة تركية.
ونقلت صحيفة «الخليج» عن الاسد قوله الاثنين الماضي خلال الزيارة انه في هذه المرحلة لا تتفاوض سوريا مع اسرائيل حول اي شيء بخلاف اعادة كل الاراضي واعتبر ان المفاوضات غير المباشرة هي لجس النبض وتوقع ان تبدأ المفاوضات المباشرة العام المقبل.
وقال الرئيس السوري انه خلال المفاوضات المباشرة ستتطرق المحادثات الى تفاصيل منها ملف المياه والعلاقات ومسائل اخرى.وأضاف انه فيما يتعلق بالمياه هناك أحكام دولية تحكم هذه المسائل يرجع اليها عادة لكن اذا كان الغرض من مسألة المياه هو ان تتخلى سوريا عن الاوضاع التي كانت سائدة عام 1967 على الحدود حتى بحيرة طبرية فلن يمكن التوصل الى حل وسط بشأن حدود عام 1967. وتعتبر بحيرة طبرية اهم مصدر للمياه العذبة لاسرائيل
وأعلنت اسرائيل وسوريا الشهر الماضي انهما بدأتا محادثات غير مباشرة بوساطة مسؤولين اتراك وهي أول مفاوضات بينهما منذ ثمانية أعوام.
وانهارت محادثات السلام السورية الاسرائيلية عام 2000 بسبب خلاف حول السيطرة على شواطىء بحيرة طبرية التي تحصل اسرائيل منها على معظم احتياجاتها من المياه. وقالت سوريا انها تلقت تأكيدات من اسرائيل من خلال تركيا لاستعداد الدولة اليهودية لاعادة هضبة الجولان السورية مقابل السلام.
ونقلت صحيفة «البيان» عن الاسد قوله ان المفاوضات في مراحلها الاولية وانها في مراحلها النهائية ستتطلب رعاية دولية خاصة من الولايات المتحدة وهي «دولة عظمى» تربطها روابط خاصة مع اسرائيل.
ويقول كثير من المحللين ان العداء الاميركي لسوريا يجعل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل غير مرجح الى ان يغادر الرئيس الاميركي جورج بوش البيت الابيض في كانون الثاني (يناير) القادم.
وقالت الولايات المتحدة انها لا تعترض على المحادثات لكنها كررت انتقادها لسوريا «لدعمها الارهاب»، في ما اعتبر ترحيبا فاترا بالمفاوضات بين البلدين
وضمت اسرائيل الجولان عام 1981 في خطوة ادانها المجتمع الدولي. واضافة الى الاهمية الاستراتيجية للمرتفعات فهي تمد اسرائيل بمعظم مواردها من المياه. وانتقل نحو 18 الف مستوطن يهودي الى هضبة الجولان التي يعيش فيها نحو 20 الف درزي سوري. وعرضت اسرائيل على الدروز السوريين الجنسية لكن كثيرين رفضوها.
من جهته جدد شاوول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي والمرشح المحتمل لخلافة ايهود اولمرت المشتبه بضلوعه في فضيحة مالية، الثلاثاء الماضي معارضته لاي انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان المحتلة في اطار اتفاق سلام مع سوريا.
وقال موفاز الذي يشغل ايضا منصب وزير النقل للصحافيين خلال زيارة للجولان «ان السلام يحتاج الى بناء (..) واليوم السوريون ليسوا ناضجين للسلام. ان منح هضبة الجولان للسوريين يعني وجود ايران هنا». واضاف «اعتقد انه بالامكان التوصل الى تسويات بشأن الجولان تتيح التوصل الى اتفاق سلام طويل الامد دون التخلي عن هذه الورقة» الرابحة. ودعا موفاز القائد السابق لاركان الجيش الاسرائيليين الى القدوم «لتعزيز» وجود 20 الف شخص يقيمون في الجولان. وقال «اني اعتزم القدوم للعيش هنا مع اسرتي».
Leave a Reply