أنهى جولة فـي ولاية ميشيغن التقى خلالها فعاليات ديترويت
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
بدأت الأسبوع الماضي معركة ماكين-أوباما تتبلور مع بروز أساليب الهجوم والمسارات التي سيعتمدها المرشحان في حملتيهما. ومع صدور نتائج استطلاعات رأي تظهر تقدم سيناتور إلينوي على منافسه. وأنهى أوباما الأسبوع الماضي جولة في ولاية ميشيغن التي يتوقع ان تشهد معركة انتخابية قاسية شملت ديترويت وفلينت. كما كشف الأسبوع الماضي عن المسارات التي ستسلكها المعركة الرئاسية، وهي العراق والاقتصاد والإرهاب، كما يبدو ان المرشحين سيعملان على كشف ارتباط الخصم بالفساد أو التناقض في محاولة لهزّ صورته أمام الناخبين.
فقد اعلن المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما انه ينوي زيارة العراق وافغانستان قبل الانتخابات في محاولة لصد الهجمات المتكررة التي يشنها ضده منافسه الجمهوري جون ماكين بخصوص مؤهلاته في السياسة الخارجية. من جهته انتقد اوباما الذي نال دعم نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور، ماكين في موضوع الاقتصاد فيما يكثف المرشحان حرب الكلمات في اطار معركتهما المستمرة الى حين الانتخابات في 4 تشرين الثاني (نوفمبر).
العراق
وقال اوباما الذي انتقده ماكين لانه زار العراق مرة واحدة فقط في كانون (يناير) 2006 «سندلي باعلان حول ذلك لكني كما قلت، انني مهتم بزيارة العراق وافغانستان قبل الانتخابات». وقال السناتور ماكين الذي قام بزيارة العراق ثماني مرات ان ليس لديه شك بان «زيادة القوات» في العراق تعطي نتائج وان مخططات اوباما لسحب العدد الاكبر من العناصر المحاربة من العراق سيؤدي الى «فوضى وابادة». واوضح امام صحافيين في فيرجينيا «انني مقتنع باننا على الطريق الصحيح للانتصار، وهذا الانتصار يعني عودة الاميركيين الى بلادهم لكن بشرف الانتصار وليس بالهزيمة». ويرد اوباما الذي اعتبر زيارات ماكين الى العراق بانها محض دعائية، بان الجبهة الفعلية لـ«الحرب على الارهاب» هي افغانستان وان التدخل الاميركي في العراق كان «كارثة دبلوماسية ومالية».
وعاد اوباما للتطرق الى موضوع العراق خلال حفل جمع اموال في ديترويت في وقت متاخر الاثنين الماضي أمام أكثر من 20000 شخص بينهم عدد كبير من العرب الأميركيين حيث قدمه آل غور على انه «الرئيس المقبل للولايات المتحدة». واشاد اوباما بتكرار بموقف نائب الرئيس السابق قائلا «انها حرب ادرك آل غور انه ما كان يجب السماح بها او شنها».
الإقتصاد
وفي مطلق الاحوال فان استطلاعات الرأي تشير الى ان معظم الاميركيين مهتمون بموضوع الاقتصاد اكثر من اهتمامهم بالعراق لا سيما وانهم يعانون من عواقب ازمة العقارات وخسارة وظائف وارتفاع اسعار النفط. وقال اوباما في خطاب القاه في فلينت، حيث يوجد المركز المتداعي لصناعة السيارات في ميشيغن، «كان بامكاننا الاستثمار في الابداع واعادة بناء الطرقات والجسور القديمة لدينا لكن بدلا من ذلك انفقنا مئات مليارات الدولارات في حرب العراق التي ما كان يجب ان يسمح بها او بشنها». واضاف «بدلا من الوصول الى آفاق جديدة وضعنا الرئيس بوش في حفرة وسياسات جون ماكين ستبقينا هناك». من جهتها اعتبرت كارلي فيورينا المستشارة البارزة لماكين في الشؤون الاقتصادية ان خطاب ميشيغن «يعتبر مثالا على التناقض بين كلام باراك اوباما وحقيقة سجله».
آل غور
من ناحية أخرى وفي حفل ديترويت الحاشد قدم آل غور الحائز جائزة نوبل للسلام السنة الماضية بسبب حملته لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري الدعم المطلق لأوباما.
وكان آل غور قد التزم الحياد خلال المنافسة بين اوباما وهيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة. لكنه اصدر بيانا الاثنين الماضي قال فيه انه «سيفعل ما بوسعه» من اجل انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة. وقال «في السنوات الاربع المقبلة سنواجه عدة تحديات صعبة بما يشمل اعادة قواتنا من العراق وتحسين الاقتصاد وحل ازمة المناخ». واضاف«ان باراك اوباما هو افضل مرشح لحل هذه المشاكل وحمل التغيير الى اميركا».
هجوم على ماكين
وعمد فريق حملة اوباما في المقابل الى انتقاد علاقات المرشح الجمهوري بقطب نفط من تكساس يدعى كلايتون وليامز كان اصدر تعليقات عام 1990متهكمة وغير متعاطفة مع ضحايا الاغتصاب. ولفت هاري سيفوغان الناطق باسم اوباما الى ان ماكين الغى الجمعة قبل الماضي حفلا لجمع الاموال في منزل وليامز بعد التقارير الاعلامية حول تعليقات هذا الاخير عن الاغتصاب لكنه رفض اعادة حوالى 300 الف دولار جمعها له. وقد عزز اوباما فريقه للانتخابات عبر ضم اليه باتي سوليس دويل التي ستكون مسؤولة عن فريق المرشح المقبل لمنصب نائب الرئيس الذي يختاره اوباما.
أوباما يتقدم فـي الإستطلاعات
على صعيد آخر أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» المتخصصة ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي أن معظم الناخبين المستقلين قالوا إن المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية السيناتور باراك أوباما سيفوز على الأرجح بالرئاسة الأميركية. وقالت المؤسسة التي تتخذ من مدينة برينستون بولاية نيوجرسي الأميركية مقراً لها إن نتائج الاستطلاع بينت ان الناخبين المستقلين الذي أكدوا عدم انتمائهم إلى أي من الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، يعززون الاعتقاد العام السائد بأن أوباما سيكون الفائز في اشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
من جهة أخرى قال 76 بالمئة من الناخبين الديموقراطيين إنهم يتوقعون أن يفوز مرشح الحزب الديموقراطي مقابل 67 بالمئة من الجمهوريين الذين قالوا إنهم يتوقعون فوز مرشحهم في الانتخابات. وفي النتائج العامة للاستطلاع قال 52 بالمئة من المشاركين إنهم يتوقعون فوز أوباما مقابل 41 بالمئة قالوا إنهم يتوقعون فوز السيناتور ماكين.
وقد اظهر استطلاع للرأي اجرته كل من صحيفة «واشنطن بوست» ومحطة «ايه بي سي» ان اوباما يتقدم على المرشح الجمهوري 48 بالمئة في مقابل 42 لكن ماكين يتقدم بين المستقلين، الكتلة الابرز في انتخابات الخريف، بحيث يرى فيه المستقلون قائدا افضل في محــاربة «الارهــاب»، لكن اوباما يتفــوق علـيه في قضايا الاقتصاد.
اجتماع مع فعاليات ديترويت
وضمن جولته في ميشيغن بحث المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية مواضيع من بينها وحدة الحزب الديمقراطي، والإجهاض وسياسة أميركا الشرق أوسطية خلال لقائه في أحد فنادق ديترويت يوم الثلاثاء الماضي مع مجموعة من المسؤولين السياسيين ورجال الدين وآخرين.
وقال أوباما أمام الحضور «إنني لا أقبل أن تكون أميركا بلداً ممتنعاً على تحقيق الذات لأن الشخص لا يملك القدرة المادية لذلك»، في إشارة أمام مجموعة من الطلاب شاركت في اللقاء إلى إستعداده لدعم برامج التحصيل الجامعي للطلاب المحتاجين.
وعبر الأب إدغارفان وهو أحد رجال الكنيسة الذين حضروا اللقاء عن إرتياحه لحضور أوباما وصرفه وقتاً في ولاية ميشيغن قائلاً: إنه (أوباما) يعرف أن هناك الكثير من الدم على الأرض والكثير من المشاعر المجروحة حول ما جرى في ميشغين في إشارة إلى إقتناع المرشح الديمقراطي عن خوض حملة إنتخابية في الولاية خلال الإنتخابات التمهيدية. غير أن أحد الحضور كان اقل بهجة بوجود أوباما. فقد عبر ناشر صحيفة «صدى الوطن» ورئيس اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي أسامة السبلاني عن إمتعاضه أمام أوباما على خلفية الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر منظمة «الإيباك» اليهودية والذي تعهد خلاله بالمحافظة على مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل. وقال سبلاني: قلت لأوباما، لماذا ذهبت بعيدا في خطابك؟ وردّ أوباما بأنه سوف يناقش هذا الأمر لاحقاً. غير أن سبلاني قال إن أحد مساعدي أوباما طلب منه الحصول على عنوانه لكي تتواصل معه الحملة. ورد سبلاني «إنس الموضوع»! لكن في يوم من الأيام سيكون عليه (أوباما) مواجهة هذا النوع من الأسئلة.
وتعقد فعاليات وقيادات من الجالية العربية الأميركية إجتماعا مساء الأربعاء القادم في 25 حزيران الجاري في قاعة النادي اللبناني في مدينة ديربورن لمناقشة الموقف الذي يجب أن تتخذه الجالية العربي مع حسم الإنتخابات الأولية لترشيح السناتور أوباما والسناتور ماكين في معركة الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
Leave a Reply