بغداد – أكد تقريران أميركيان الأسبوع الماضي أن الوضع الأمني في العراق استمر في التحسن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وبلغ العنف في هذا البلد أدنى مستوياته منذ اربع سنوات، لكن شصهذا التقدم يبقى مع ذلك هشا كما انه لم يتحقق عدد من الأهداف الاميركية.
واشار التقرير الفصلي الصادر عن البنتاغون بعنوان «تدبير الاستقرار والامن في العراق»، الى ان «الاتجاهات على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية في العراق تبقى ايجابية».
وتابع التقرير «تشير جميع مؤشرات العنف الى انخفاض يتراوح بين 40 و80 بالمئة مقارنة مع المستويات قبل ارسال التعزيزات» الأميركية مطلع عام 2007 كما أن «العدد الاجمالي للحوادث وصل الى حده الأدنى منذ اكثر من اربع سنوات».
وأضاف محذرا «لكن الأحداث الاخيرة في البصرة ومدينة الصدر وفي الموصل تذكرنا بأن المكاسب في المجال الأمني يمكن ان تكون هشة وقابلة للتبدل ان لم تترافق مع تقدم نحو المصالحة الوطنية والتنمية الاقتصادية». ورغم ذلك تشيد وزارة الدفاع الاميركية بـ«النجاحات التي حققتها قوات الامن العراقية» التي خاضت معارك في هذه المدن ضد الميليشيات الشيعية بدعم اميركي.
الى ذلك أقر تقرير آخر لمكتب الحسابات الاميركية الأسبوع الماضي أيضاً بتراجع العنف لكنه اعتبر «ان المناخ الأمني يبقى متقلبا وخطرا» وانه «لا يزال هناك كم من التحديات والاهداف التي لم تتحقق بعد على المستويين الامني والسياسي». ولفت هذا التقرير بشكل خاص الى استمرار تبعية قوات الامن العراقية تجاه القوات الاميركية على الارض، ورغم ارتفاع عددها من 323 ألف عنصر الى 478 ألفا خلال عام ونصف العام «فإن عدد الوحدات العراقية القادرة على القيام بعمليات بدون مساعدة اميركية بقيت بنسبة 10 بالمئة».
وقد صدر هذان التقريران في وقت تجري فيه استعدادات لإرجاع عدد الألوية القتالية الأميركية الى 15 أي الى مستواها قبل ارسال تعزيزات العام الماضي. كما يتوقع ان يبلغ عدد الجنود الاميركيين في العراق هذا الصيف حوالى 140 ألف عنصر.
واعرب الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأعلى للقوات الاميركية في العراق عن امله في ان يتمكن من رفع توصية بخفض جديد لعدد الجنود على الارض في سبتمبر. وكان الاميرال مايكل مولن علق اثناء اجتماع لكبار الضباط بقوله «عموما الأمور تحسنت كثيرا منذ سنة في العراق، لكننا لم نصل بعد الى نقطة اللاعودة».
من جهته قال اللفتنانت جنرال لويد اوستن الرجل الثاني في قيادة الجيش الأميركي في العراق إن القوات العراقية غير جاهزة لتحمل المسؤولية الكاملة عن الأمن والعمليات القتالية في أي جزء منه. وقال للصحفيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «ليست هناك مناطق نريد فصلها في الوقت الراهن لتركها بالكامل لقوات الأمن العراقية، انهم لم يصلوا إلى ذلك بعد». وأكد أن الحكومة العراقية مازالت تحتاج إلى مساعدات تتعلق بالإمدادات والتموين ومساعدات استخبارية اميركية لسنوات.
لكن مسؤولا عسكريا أميركيا بارزا قال ان العراق لن يكون لديه قوة حديثة بالكامل قادرة على الدفاع عن اراضيه قبل عشر سنوات. وقال إن العراق يأمل في أن يكون لديه قوة أصغر حجما لمكافحة المسلحين بحلول عام 2012.
Leave a Reply