دمشق – اختتم مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة الاربعاء الماضي زيارتهم لسوريا التي استغرقت أربعة أيام والتي فحصوا خلالها موقعا نوويا مزعوما قصفته اسرائيل في ايلول (سبتمبر) الماضي. وأرسلت الوكالة فريقها بعد ان حصلت على صور أميركية للموقع دفعتها في نيسان (أبريل) الماضي الى اضافة سوريا الى قائمة الدول التي تراقب الانتشار النووي فيها.
وسلمت الولايات المتحدة الوكالة صورا التقطتها المخابرات قيل انها تظهر مفاعلا كان من الممكن أن ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية.
وانتقدت وكالة الطاقة الذرية واشنطن لانتظارها مرور كل هذا الوقت بعد الغارة الاسرائيلية لتبلغها بشكوكها في ان سوريا وبمساعدة كوريا الشمالية اوشكت على الانتهاء من مفاعل يمكن ان ينتج بلوتونيوم يستخدم في انتاج قنابل ذرية.
وتنفي سوريا امتلاك أي برنامج سري لصنع أسلحة نووية وتقول ان الاسرائيليين قصفوا مبنى عسكريا عاديا كان يجري انشاؤه في الكبر في المنطقة الصحراوية بشمال شرق البلاد قرب نهر الفرات.
وصرح دبلوماسي كبير على صلة بالوكالة الدولية التي تتخذ من فيننا مقرا لها بأن الزيارة التي قام بها ثلاثة مفتشين كبار لسوريا وتضمنت زيارة لموقع الكبر تسير بشكل جيد لكنه رفض اعطاء مزيد من التفاصيل.
ويرأس فريق التفتيش أولي هاينونين رئيس الادارة المسؤولة عن التفتيش في أنحاء العالم بوكالة الطاقة الذرية.
ولم تصدر عن سوريا أو وكالة الطاقة الذرية في فيينا أي معلومات بخصوص زيارة المفتشين منذ وصولهم الى دمشق الاحد.
وعاد الفريق الى فيينا في وقت لاحق الاربعاء الماضي. وقال دبلوماسيون ان الوكالة قد تطلب ترتيب زيارات أخرى لتبديد أشهر من الغموض أعقبت الغارة الاسرائيلية. وقالت واشنطن ان سوريا حليفة ايران التي تحقق الوكالة الدولية في برنامجها النووي أيضا منذ عام 2003 كانت توشك على استكمال بناء المفاعل بمعاونة كوريا الشمالية.
وتتهم سوريا الولايات المتحدة بالتلاعب في الادلة بالتواطؤ مع اسرائيل التي يعتقد انها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.
ويقول محللون أميركيون في المجال النووي ان الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية منذ القصف الاسرائيلي أوضحت أن الموقع سوي بالارض وأنشيء فيه مبنى جديد ربما للتخلص من أي اثار لانشطة نووية.
ويقول دبلوماسيون في فيينا ان سوريا رفضت مطالب الوكالة الدولية لزيارة ثلاثة مواقع أخرى للبحث عن منشات ضرورية للمفاعل المزعوم. وتصف دمشق المواقع الثلاثة بأنها قواعد عسكرية عادية لا صلة لها بتحقيق الوكالة.
ونفت سوريا اخفاء أي شيء عن الوكالة الدولية يمكن أن يشكل انتهاكا لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأدان محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الغارة الاسرائيلية وانتقد عدم اطلاع الولايات المتحدة الوكالة على معلومات المخابرات في وقت مبكر.
الا أنه قلل من احتمال عثور الوكالة على أي أدلة حاسمة بعد مرور مثل هذه الفترة الطويلة على الغارة الاسرائيلية التي شنت في السادس من أيلول الماضي.
وأضاف «نشك في أننا سنعثر على أي شيء هناك الان على افتراض انه كان هناك شيء من الاصل».
وقال البرادعي الاسبوع قبل الماضي انه لا توجد أدلة على أن سوريا التي تخضع منشأتها النووية الوحيدة المعلنة وهي مفاعل قديم للابحاث لمراقبة وكالة الطاقة الذرية تملك المهارات أو الوقود اللازمين لادارة مجمع نووي كبير. لكن واشنطن تجادل في ذلك.
Leave a Reply