ديربورن – خاص «صدى الوطن»
يذكرك مشهد نعيم ورنا بالثنائيات الفنية التي قد لا تجد لها نماذج كثيرة هذه الايام. بدأ نعيم حميدان رحلته الموسيقية في العقد الثاني من عمره، بعد ان تخرج من معهد «الكونسرفاتوار» اللبناني في آلة العود بدبلوم. وكان من اوائل الملحنين اللبنانيين في فترة لبنان الذهبية في السبعينيات من القرن الماضي. لحن لـ جوزيف عازار «وين رايحة بهالليل» و«هالأسامراني» و«كرجة حجل»، ولـ نهاد طربية «ما سكبت بنفسج» والتي كانت اول اغنية انطلقت بعدها مسيرة طربية الفنية.
كما لحن للعملاق اللبناني الراحل نصري شمس الدين 41 اغنية منها «يا صبية» (7791) وللفنان عفيف شيا «قلبي عليها».
وتوسعت شهرة الملحن حميدان حتى اصبح واحدا من الزوار السنويين للمهرجانات اللبنانية والتي اقيم منها وقتذاك حفلات في «دير القلعة»، «ارز الباروك»، «بيت الدين». وكان من اوائل الفنانين الذين زاروا الولايات المتحدة وجال في مدنها محييا حفلات طربية وجبلية للمغتربين بالاضافة الى كندا. وكانت له جولة في سنة 1985 مع شحرورة الوادي صباح والفنان طوني حنا.
التقى نعيم بالفنانة رنا في اوائل الثمانينات وكان لقاء فلحناً فتلحيناً ومن ثم زواج عقد روحيهما ومسيرتهما الفنية معا الى يومنا الحالي، في ثنائية فنية لطيفة.
سافرا لقضاء شهر عسل في العراق ومن ثم استقرا فيها وسجلا عددا من الألبومات وجالا في دول الخليج والعراق حيث لحن نعيم لرنا عدة اغان ناجحة.
وكما يروي نعيم «كانت هذه الفترة غنية في مسيرة تجربتنا الفنية.. انتجت واحدة من اهم الالحان التي اصبحت علامة في تاريخ الفن العربي وهي اغنية يا بو عقال وكفية والتي اشتهرت بغنائها سميرة توفيق وهي اساسا للفنانة رنا وانا لحنتها لها». وتقول رنا ان «هذه الاغنية هي طفلتها المدللة ولكن الجميع اصبح يغنيها وهذا امر جيد رغم اني كنت احب ان يذكر على الاقل لمن هذه الاغنية، حتى لا يهضم الفنان حقه من قبل الاخرين».
ورغم ذلك لا يخفي الفنانان فرحتهما ان اغانيهما تغنى من قبل الجميع من بينها اغنيتهما تلك.
وككل اللبنانيين الذين ابعدتهم الحرب الاهلية عن لبنان، هاجر نعيم ورنا الى ولاية كاليفورنيا الأميركية واصبحا بعد ان استقرا فيها يطوفان الولايات المتحدة وكندا ودول اميركا الجنوبية حيث شكلا القطعة التي كانت مفقودة من الصورة الكبيرة لحياة العرب في المهجر البعيد عن الوطن.
مثلت رنا في فيلم مكسيكي عام 1986 حيث ادت دور المغنية بأغنية «هالو هالو» التي لحنها لها نعيم والتي غنتها رنا في خمس لغات مختلفة.
واستمرت مسيرة الفنانة رنا في الولايات المتحدة والتي كانت انطلقت قوية في العراق. فلقد لحن لها في العراق مجموعة من الملحنين وكانت اولى اغانيها «يا عيني طعم الهوا»، و«قمرين يا ناس» للملحن المصري سعيد البنا.
اسس نعيم في كاليفورنيا مجلة «نغم الفن»، عامي 5891-6891، والتي صدرت لمدة سنة كاملة قبل ان تتوقف لتعاود الصدور مجددا في العامين 4002-5002، وتتوقف مجددا بسبب السوق الضيقة والتي قد لا تساعد على نجاح «مثل هكذا عمل يحتاج الى جمهور واسع ليتفاعل معها» كما يقول نعيم.
وقد يعجب القراء بالفعل عند الاطلاع على هذه المجلة التي وان كانت قصيرة العمر ان انها حملت في طياتها اخبارا مسلية ونكهة غير تلك التي تمتلئ بها المجلات او الجرايد اللبنانية بكل ما فيها من سياسة ومشكلات واوجاع. كما ان المجلة «كانت ناقدة من الدرجة الاولى لكل مظاهر الفن غير المحترف والذي يشوه صورة الفن الاصيل» مثلما يروي نعيم.
غير ان الفنانين رغم تقييمهما تجربتهما في المغترب بشكل ايجابي يبقيان يحلمان بجبل لبنان وروشته وصيفه وشتاءه، ففي المغترب، كما تقول رنا، «يبتعد الفنان عن الجمهور اللبناني، عن جمهوره الكبير، فتخف طلاته عليه وتشغله الدنيا والحفلات فلا يجد نفسه الا في حنين دائم للعودة لحضن الوطن».
ويخطط الفنانان للعودة نهائيا والاستقرار في لبنان واصدار مجلة «نغم الفن» مجددا .
يسافر الثنائي نعيم ورنا الى اليونان لأحياء احد الاعراس لابناء الجالية العربية (لبنانيين وعراقيين) المقيمين في اليونان الاسبوع المقبل، ينتقلان بعدها في زيارة سريعة الى لبنان قبل ان يعودا مجددا الى الولايات المتحدة الاميركية.
Leave a Reply