مبدأ الإلتزام بأمن إسرائيل غير قابل للإهتزاز
واشنطن – خاص «صدى الوطن»
بعث المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي السناتور باراك أوباما برسالة إلى الرئيس جورج بوش مؤرخة في 24 حزيران (يونيو) الماضي، أكد فيها للرئيس على مواقفه المتضمنة في خطابه أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (إيباك) غداة تأهله عن الحزب الديمقراطي لخوض الإنتخابات الرئاسية.
وحث أوباما في الرسالة الرئيس بوش على إستغلال ما تبقى له من وقت في البيت الأبيض للقيام بجملة أمور أبرزها العمل على تعزيز موقفي رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في جهودهما التفاوضية ومن «أجل التوصل إلى حلّ يؤدي إلى تعايش دولتين جنباً إلى جنب في إطار من السلام والأمن».
وخاطب أوباما الرئيس بوش في مستهل الرسالة بالقول: لقد حددت مؤخراً رؤيتي حول الشرق الأوسط في خطاب رئيسي وإنني أكتب إليك اليوم لإعادة التأكيد على بعض الهواجس والأولويات التي أثرتها في ذلك الخطاب.
وقال أوباما: إن أحد المبادئ الأساسية لسياسة أميركا الشرق أوسطية يتحتم أن يكون إلتزامنا غير القابل للإهتزاز بأمن دولة إسرائيل. وهذا يشكل إلتزاما لدى حزبينا وسوف أعمل مواصلة وتعزيز هذا الإجماع الأميركي.
أضافت الرسالة: «غير أنني أشعر بقلق عميق بأن أمن إسرائيل قد تعرض لمخاطر أكبر بسبب التهديدات المتجددة من أعداء مثل إيران و«حزب الله» و«حماس» وبسبب خيارات سياسية أميركية. واعتبر أوباما في رسالته أن إحدى الخطوات الأساسية لضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد تتمثل في إنجاز سلام دائم مع جيرانها. وفي حالة الفلسطينيين يعني ذلك الوصول إلى إتفاق عبر التفاوض يؤدي إلى قيام وتعايش دولتين جنباً إلى جنب في إطار من السلام والأمن».
واضاف السناتور أوباما في رسالته «إن جهود السلام تجري في مناخات صعبة فحماس التي تعارض المفاوضات وتتعهد بتدمير إسرائيل، لا تزال تسيطر على غزة. وفي ظل سيطرتها أطلقت آلاف القذائف على الأماكن الآهلة في «سيديروت» والقرى المحيطة في جنوب إسرائيل متسببة بمقل أكثر من 21 مستوطناً وبالعديد من الجرحى وتعكير الحياة الطبيعية لجميع القاطنين في تلك المنطقة».
وأضافت الرسالة «إن «حماس» التي تتلقى الأموال والتدريب والأسلحة من إيران تسعى حالياً لإمتلاك قدرات صاروخية بعيدة المدى تمكنها من ضرب مراكز سكانية أكبر مثل مدينة عسقلان وعلى الرغم من الهدنة التي سرى مفعولها الأسبوع الفائت (قبل أسبوعين) فإننا جميعاً نأمل أن تجلب الهدوء للسكان في جنوب إسرائيل وتحسين حياة الفلسطينيين في غزة وتقود إلى الإفراج عن (الجندي الأسير لدى حماس) جلعاد شاليط».
واعتبر أوباما في رسالته أن التهديد الذي تمثله «حماس» لم ينته ولن ينتهي طالما بقيت هذه المنظمة ملتزمه بتدمير إسرائيل.
واقترح أوباما في الرسالة على الإدارة الأميركية عدة «مواقف حازمة» في مواجهة هذا التهديد أولها «حتمية التكرار أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات وبأن الولايات المتحدة سوف تقف للدفاع عن هذا الحق في الأمم المتحدة وأي منبر آخر. وثانيها حتمية الضغط على مصر لتكريس قدرات وجهود أكبر من أجل منع عمليات تهريب الأسلحة من صحراء وسيناء إلى غزة. وثالثها حتمية مواصلة عزل «حماس» وضمان قيام الحلفاء بذلك أيضاً حتى تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم بالإتفاقات المعقودة سابقاً» (مع السلطة الفلسطينية).
ورأى أوباما في الرسالة أنه يتحتم على باقي الحكومات العربية أن تأخذ دوراً أكبر في دعم جهود السلام الإسرايلية – الفلسطينية. وهذه الحكومات يجب أن تبرهن عن إلتزاماتها في تقديم مساعدات مالية أكبر للسلطة الفلسطينية لتمكينها من تحسين أواضع السكان الفلسطينيين. وأشارت الرسالة بالإسم إلى المملكة العربية السعودية إلى جانب «باقي دول الخليج المنتجة للنفط، خصوصاً».
وتابعت الرسالة أن على الدول العربية دعم الفلسطينيين وتحضير لشعوبها للسلام من خلال القيام بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل.
وختمت الرسالة بالإشارة إلى «أن الإعلان الأخير عن إستئناف المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل تعتبر أخباراً مشجعة ويجب أن تحرّك الولايات المتحدة لدعم جهود الجانبين في إنجاز هدفهما في تسوية عبر التفاوض»، مثنية على الدور التركي في رعاية هذه المفاوضات. ورأى أوباما أن نجاح هذه المفاوضات يمكن أن يشكل، إلى جانب نتائج أخرى، تراجعاً لنفوذ إيران وقدرة «حزب الله» على إمتلاك أسلحة متطورة.
وحثت الرسالة الرئيس بوش «على مضاعفة الجهد لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين لإحراز نجاح في جهودهم السلمية، وعلى الوقوف إلى جانب حتى إسرائيل بالدفاع عن نفسها ودفع الدول العربية لبذل المزيد من أجل تقدم عملية السلام، وعلى دعم المحادثات السورية – الإسرائيلية بوصفها خطوات تخدم تقدم المصالح الأميركية وأمن حليفتنا إسرائيل».
Leave a Reply