القطاع تحت الحصار.. وهجوم فدائي فـي القدس وصواريخ على المستوطنات
القدس المحتلة – خلط تواتر الأحداث خلال الأسبوع الماضي على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية الأوراق فاتحاً الباب أمام عدة احتمالات أحدها انهيار كامل للتهدئة في غزة، وذلك مع مواصلة إسرائيل عملياً حصارها على القطاع واستمرار فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ الى الداخل الإسرائيلي بالإضافة الى هجوم فدائي نفذه شاب فلسطيني في القدس أدى الى مقتل أربعة إسرائيليين وجرح العشرات
المعابر
فقد واصلت إسرائيل إغلاق معابر غزة، متوعدة بالرد «بأقصى قوتها» ما لم تلتزم الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، فيما رأت حركة «حماس» ان ثمة «انكفاءً» في موقف الاحتلال حول التهدئة، مشيرة إلى ان إغلاق المعابر يستهدف «ابتزاز» المقاومة.
وأبقت اسرائيل معابر صوفا والمنطار (كارني) وناحال عوز مغلقة، بحجة إطلاق صاروخ من القطاع على اراضي الـ84. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال بيتر ليرنر إن هذه المعابر «ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر».
ويستمر الإغلاق رغم إعلان إسرائيل فتح ثلاثة معابر مخصصة لنقل البضائع إلى قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يترجم فعليا ولم يسجل سوى مرور بضعة شاحنات للأغذية الى القطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، خلال زيارة الى جنوبي الدولة العبرية المحاذي للقطاع «نحن نؤيد تهدئة حقيقية… اذا صمدت، فسيكون الأمر جيداً. واذا لم تصمد، نعلم كيف نرد بأقصى قوتنا، وبشكل يضمن أمناً كاملاً لسكان الجنوب»، مضيفا انه «في الوقت نفسه، سنواصل محادثاتنا مع الفلسطينيين. سألتقي محمود عباس وسأواصل اللقاءات غير المباشرة مع سوريا الى ان تؤدي الى سلام شامل، يتم في إطاره الحفاظ على أمن إسرائيل».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية «بعد مضي السياق الزمني البدائي لاتفاق التهدئة… هناك انكفاء في المواقف الإسرائيلية وبدايات غير مشجعة. من هنا نوجه نداء للأشقاء المصريين من اجل إلزام الاحتلال بتطبيق التزامات التهدئة وشروطها».
ونفى المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إطلاق أي صاروخ من غزة على إسرائيل، فيما اعتبر المتحدث الآخر باسم الحركة فوزي برهوم ان «إغلاق المعابر من قبل الاحتلال الصهيوني هو تعطيل لبنود التهدئة ويستهدف ابتزاز فصائل المقاومة الفلسطينية والضغط عليها وللدور المصري الذي يرعى الاتفاق».
الى ذلك، فتحت مصر جزئياً، معبر رفح، لإدخال المرضى والعالقين على جانبي الحدود «لمدة ثلاثة ايام».
وكان القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش قد قال «اذا لم تفتح المعابر وينتهي الحصار ويتوقف العدوان، فستصبح التهدئة في مهب الريح ولا لزوم لها، لان المطلوب وقف العدوان وفتح المعابر وانهاء الحصار» مضيفا ان الحركة «تؤكد انها لن تبادر لخرق التهدئة او انهائها، لكننا نؤكد على احتفاظ الحركة بحقها للرد على اي خروقات اسرائيلية».
اقتحام معبر رفح
ورغم فتح معبر رفح الجزئي لجأ فلسطينيون الى اقتحام البوابات الرئيسية في الجانب الفلسطيني باتجاه البوابة المصرية. لكن الشرطة المصرية استخدمت خراطيم المياه لإبعادهم.
وحاول المقتحمون فتح البوابة الرئيسية للجانب المصري قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن المصرية، وقد قام بعض الشبان برشق عناصر الشرطة بالحجارة.
وقد اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري أن اقتحام المعبر يعكس حجم معاناة الشعب الفلسطيني. ودعا جميع الأطراف ومصر على وجه التحديد للعمل على إعادة فتح المعبر بطريقة منظمة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني لحين التوصل إلى صيغة لفتح المعبر بصورة دائمة.
ومن جهة أخرى، قال مسؤول أمني مصري إن الهدوء عاد إلى معبر رفح بين قطاع غزة ومصر بعد أن اقتحم مئات الفلسطينيين المعبر في اتجاه البوابة المصرية، قبل أن تتصدى لهم الشرطة المصرية بخراطيم المياه وصرح المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «أن الهدوء عاد إلى المعبر بعد أن ضبطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوضع في الجانب الفلسطيني».
يذكر أن مئات من الفلسطينيين المرضى وحملة الإقامات في الدول العربية ينتظرون الدخول إلى الأراضي المصرية.
هجوم القدس
وفي القدس المحتلة قتل أربعة إسرائيليين وجرح 34 بينهم سبعة في حالة خطرة في هجوم نفذه فلسطيني بجرافة وسط القدس.
وقتل منفذ الهجوم بعد إصابته بطلقات نارية، بعد أن صدم عدة سيارات بشارع يافا وقلب حافلة ركاب.
وذكرت تقارير صحفية أن نحو 35 شخصا كانوا يستقلون الحافلة التي انقلبت جراء الحادث وأصيب العديد منهم بجروح.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن العملية مدبرة قام بها شاب عربي في القدس وليست حادثا عرضيا.
ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم الشرطة صامويل بن ريبي أن منفذ الهجوم الذي انطلق بالجرافة من مشروع حفريات إلى شارع يافا، عربي ينحدر من القدس الشرقية وله سوابق إجرامية.
وقد أكد الناطق باسم حركة «حماس» أنه لا يوجد أي معلومات لدى الحركة حول ما جرى في القدس. وأضاف أنه إذا كان الحادث مقصودا كما قالت المصادر الإسرائيلية فهو نتيجة طبيعية لاستمرار جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، على حد وصفه.
ومن جهتها أشارت تقارير صحفية أن حارس أمن بمصرف قريب من مكان الهجوم أطلق الرصاص عليه قبل أن يقوم شرطيان بإطلاق الرصاص عن كثب على السائق.
وكان فلسطيني قد هاجم في آذار (مارس) الماضي مدرسة دينية في القدس ما أدى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.
صواريخ «الأقصى»
من جهتها، اعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لـ«فتح» الخميس مسؤوليتها عن اطلاق صاروخين على جنوب اسرائيل، ليرتفع الى خمسة عدد الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة على اسرائيل منذ سريان التهدئة مع حماس في 19 حزيران (يونيو) الماضي.
وقالت كتائب الاقصى في بيان اول لها «انه في اطار الرد على الخروقات الاسرائيلية تعلن مسؤوليتها عن قصف مغتصبة سديروت». واضاف البيان «نؤكد للمحتل المجرم ان عمليات القصف ستستمر، وعمليتنا متواصلة ردا على الخروقات الاسرائيلية الصهيونية ما لم يكن هناك التزام اسرائيلي بالتهدئة».
واعلنت كتائب شهداء الاقصى في بيان آخر بعد قليل على البيان الاول «عن قصف مغتصبة عسقلان».
واعتبرت الكتائب في بيان منفصل ان التهدئة التي تفرضها حماس في قطاع غزة «خيانة وطنية» مشددة على ان «ما تمارسه حركة حماس من اجل فرض التهدئة وكانها اجماع وطني، ما هو الا خيانة وطنية استغلت حماس سيطرتها على قطاع غزة من اجل وهم اسمه الاعتراف بشرعية حماس».
ودعت الكتائب «حماس الى التوقف عن فرض الرؤية الواحدة والمتمثلة برؤية حماس الضيقة للتهدئة والعودة الى احضان الشرعية الفلسطينية ودعم مبادرة الرئيس». وطالبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ«التدخل من اجل فرض تهدئة شاملة لقطاع غزة والضفة الغربية».
من جهته رد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة على هذه الانتقادات في بيان صحافي قال فيه ان «التهدئة التي تم التوصل اليها برعاية مصرية هي مصلحة وطنية وجاءت نتاج اجماع وطني وان الحكومة لن تسمح لمن يطلق عبارات التخوين وفقا لمزاجه الحزبي التحكم بمصلحة شعبنا».
ومن ناحيتها، هددت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية بإعادة النظر في الالتزام بالتهدئة في حال استمرار إغلاق المعابر التجارية من جانب إسرائيل.
ودعا الأمين العام لألوية الناصر صلاح الدين أبو القاسم دغمش مصر للتدخل العاجل والسريع لـسلجم العدوان الإسرائيليس وفتح معابر غزة خاصة معبر رفح، متهما جهة وصفها بأنها «خارجة عن الصف الوطني وتعمل لحساب أجندة خارجية» بالعمل على إفشال التهدئة «من خلال القيام بأعمال عبثية ومشينة».
وحذر دغمش من عواقب اقتصادية جراء إغلاق المعابر، وحذر من أن كل الفصائل الفلسطينية باستطاعتها أن «تحول سديروت وعسقلان إلى مدن أشباح خلال ساعات».
Leave a Reply