إن العالم مكان خطر ليس بسبب الأشرار وأخطائهم، بل بسبب الذين يتأملون فعل الشر والخطأ بإستسلام، يؤثرون السلامة بالصمت أو ينضمون إلى جوقة التشجيع والتطبيل، يستمر مسلسل الشر والخطأ، ويشعر أبطاله بالكبر والزهو الفارغ وتزيد التفاهة المزعجة ويكذب الكاذب، ويظل يكذب حتى يصدق نفسه، ويواصل الإنحدار نحو العتمة وإتباع الأسلوب الجارح للنقمة على الحياة وعلى من حوله في التشويه والشتم لعظماء وأنبياء عبر التاريخ، في النهاية العظيم يزداد عظمة وشموخاً ولو رشقه البعض بالحجارة وصانع الشر والمزمر له كمن يحفر حفرة ويقع فيها.
من المؤسف ان يمرّ مسلسل شتم الدين الإسلامي والنبي والقرآن الكريم في خطاب كل أسبوع بدون إشارة أو أي إعتراض من أحد من الجالية، على إختلاف طوائفها وإنتمائاتها هناك الكثيرون من المسيحيين، بدون شك يسوؤهم أن يسمعوا الخطاب السيء والجارح من حضره القمص زكريا الذي يتابع علانية وصفه للنبي محمد بأنه كاذب وإرهابي. وإن المسلمين يعبدون إلهين: «الله» و«أكبر». وإن الإسلام هو دين السيف، سيف التسلط والإرهاب والدم. هذا الأسلوب بدون شك يعبر عن زكريا بطرس وأشباهه من الذين أعمى الشيطان قلوبهم. هم بحاجة أكثر من غيرهم لأحدٍ من العقلاء ليبشرهم بمحبة المسيح وخلاصه وفتح قلوبهم السوداء لدخول شمس المودة والطهر اليها، لتجفف منابع الكره والضغينة والعفن والصديد الذي ينضح به إناء زكريا بطرس وتوابعه دوماً.
إن الرد على زكريا بطرس يأخذ ويجر إلى متاهات الظلمة والتخبط الأعمى في جو مليء بالرطوبة والعفن حيث يعيش هو ويتنفس ريحاً مسموماً محموماً. وإلا ما معنى إصراره على ذلك الخطاب وتشويه لسمعة نبي ودين عظيم منذ آلاف السنين؟ ومن يقف وراءه ويدعمه ويشجعه ويحرضه على نشر الفتنة والتعصب. هنا في ديار الإغتراب حيث تركنا الأوطان والبلاد وحملنا أهلنا لنعيش في سلام وآمان والآن يحاول حضرة القمص خلخلة هذا السلام والآمان بلسانه الفضيح ومحاضراته المسمومة المشبوهة المؤدية للشك وإدخال الريبة إلى العقول والصدور، عقولنا وصدورنا نحن الناطقين بالعربية من أي خلفية أتينا.
كأن لا تكفينا الأخبار السيئة من بلادنا العربية خلف المحيطات، حتى يتحفنا حضرته كل أسبوع بنشرة أخباره غير السارة تلك. ويشنف أذاننا بأسلوبه الفصيح ليسب ويشتم دون أن يوجعه ضميره النائي، وعموم الجالية تتبع المثل الذي يقول: إذا تكلم السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت. هذا ما تعلمنا ودرسناه من دروس الحكمة والصبر وعدم الإنجرار وراء السفهاء الذين لا يؤاخذنا الله بما فعلوه فينا، وهذا بالفعل ما يقوم به أهلنا وأحباؤنا وأصدقاؤنا في هذا المغترب من العالم رداً على خطاب ومسلسل السوء والشتم الذي نسمعه كل أسبوع، لم يسمع ولم يرى ولم يتكلم أحداً إعتراضاً أو إنتقاداً وتابع الجميع إمتطاء قطار اللامبلاة والتطنيش، وإستمرت حفلات التفاهات والمهرجانات والإجتماعات لمناقشة الأحداث والمجريات وتدارس المعطيات والإنتهاء بتناول المشويات والمأكولات والتهام الحلويات وشرب ما لذ وطاب من المشروبات ويا حلاوة الدنيا ويا سلام!
ماذا لو كان يحدث العكس هنا مثلا وتجرأ وتهجم أي إنسان على الدين المسيحي أو على المسيح؟ أو على الأقل على واحدٍ من خدام الرب وقساوسته المتواجدون هنا من مدة طويلة والذين ارتفعت عفيرة صراخهم وزعيقهم لشتم الإسلام مؤخراً علانية وبدون تورية وسعيهم الدؤوب لتشويه القرآن ونبوة محمد، وأكبر مثال على ذلك، القس منذر عبد اللطيف الذي ما انفك منذ سنين عديدة يجاهر ويعاند ليثبت أن القرآن والدين الإسلامي هما بدعة من بدع الزمان لا أكثر ولا أقل!! وهو يستخدم لذلك لغة عربية ركيكة وجمل مفككة رتيبة عبر كسر الكلمات ورفعها كما يحلو للسانه الأعوج وفكره الضحل بنقل الأخبار والأسرار.
الذي يزيد الجرح نزفاً والظلم قسوة أن يرد قساً آخراً على سؤال أحد المستمعين عندما تساءل: لماذا كل هذا الإصرار على جر الجالية من المسلمين والمسيحيين إلى منحدر الكراهية والبغض والشك السيء القاتل بالجار والصديق ورفيق العمر الجميل في الوطن؟ من يقف وراء هذه الحملة المنظمة المشبوهة والتي تكتسي ألف لبوس ولون لتلويث صورة وسمعة النبي محمد ودينه أناء الليل وأطراف النهار؟ ترى ماذا كان جواب خادم الرب القس عطا ميخائيل على تساؤلات المستعمين. أجاب: إن القمص زكريا بطرس لا يأت بأشياء من عنده، كل شيء مذكور في الكتب والقراءات الإسلامية. وكل البرامج التبشيرية المخلوطة سموماً وسمناً والتي تفوح منها رائحة الفتنة والبغضاء والحقد الأعمى والشتائم والقبائح التي تتم تحت مرأى ومسمع من القساوسة نجوم تلك البرامج الدينية المشبوهة منهم حضرة القس عطا ميخائيل، خاتماً إجابته للمستمعين من المسلمين: نحن، يُقصد كل القساوسة وخدام الرب، نقوم بكل هذا الجهد والمشقة لأننا نحبكم!
نعم تحت بند الحب، وبأمر الحب وحده لنا نحن المدللين المسلمين، يتم إستخدام نفس المدفع الصديء من قبل زكريا بطرس ومنذر عبد اللطيف وعطا ميخائيل وأشباههم وتوابعهم، لقذف الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، ممثلة بشخص النبي محمد، بقذائف الفتنة والتشويش والشك السلبي بكل ما هو جميل وسامي في هذه الدنيا لإلهاء السامعين بالفوارغ والتوافه من الأمور، وجر الضعفاء المسلمين إلى طاحونة البغض والكره والحقد الأعمى، التي يطحن فيها هؤلاء القساوسة أنفسهم الأمارة بالسوء والحقد الأسود فيجعل منهم خبزاً مراً يقدم على مائدة إبليس.
آثر الخادم عطا ميخائيل أن يكون شاهداً على تفاهة وسفاهة زكريا بطرس والإنحدار إلى مستواه في الإبتذال والكلام الجارح لجالية من المسلمين «تمشي الحيط الحيط» وتقول «يا رب السترة»، وتعتزم السكوت وعدم الإنجرار إلى ذلك المستوى الوضيع الذي للأسف يؤدي إلى الفتنة وتغليب العصبية وعدم قبول الآخر إذا لم يدخل دينهم ويتبع أهوائهم. وتتم فصول مسرحية الشر بأتباع نفس الأسلوب الذي وبكل حرقة وألم نراه ونشاهده عبر ما يحدث ويجري في بلادنا وأوطاننا التي تركناها، وأتباع الشر يريدون أن تكون الخاتمة لهذه الفصول العبثية هنا في المهجر.
ولهؤلاء جميعاً أقول: إن أميركا، هذا البلد العظيم، الذي بناه وأسسه المهاجرون الأوائل بالإبتعاد عن العصبيات، ونبذ احقاد الدين، الدين المسيحي الذي كان موجودا وحده ذلك الزمان، الإضطهاد الذي هو سبب هجرتهم لأوطانهم الأصلية وبناء وطن مبني على أسس محبة وإحترام الآخر، وأن لكل إنسان الحق في مفهومه الخاص بالدين والدنيا، وليس لمجموعة من الناس السعي بقوة الشتم والسب للأديان والأنبياء الآخرين والتحريض الكريه لإجبار الآخرين على الإعتقاد أن طريقهم هي الأحسن ودينهم هو الأفضل. من هنا نشأت الحرية العظيمة التي للأسف يسعى مبشرون من أمثال حضرتكم بخنقها وفك رقبتها وترديد سمفونية السماء والخلاص والنار وكل ما ينضح به إناؤكم الخالي من الحب. لأن الحب يا حضرة القس عطا ميخائيل جاء به الأنبياء وبشرت به الأديان كلها، وخصوصاً المسيح العظيم الذي بشر بالمحبة للجميع. المحبة التي هي أعظم وأسمى من الحب الذي أتمنى أن تحتفظ به لنفسك ولرعيتك الضعيفة المنكسرة التي سلبت منها حق الدعاء والصلاة للرب، واحتكرت كل ذلك لنفسك اللوامة وكأن الرب أعطاك وحدك وكالة حقوق صكوك الغفران ومن يدخل السماء التي انتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد والرب وحده التي تقول إنك خادمه، وقّع معك عقد إحتكار الصلوات والدعوات حسب دفتر الشيكات ودفع الدولارات. وكل صلاة أو دعاء لا يتم عبر حلقوم حضرتكم، وزلعوم قدسكم، وميكرفون إذاعتكم لا يصل إلى السماء كأنك الخادم والحاجب بين هؤلاء المعذبين والمتألمين والوسيط الوحيد بين الأرض وما بناها والسماء وما علاها!!
والمحبة لا تأخذ إلا ذاتها ولا تعطي إلا ذاتها، وليست بحاجة لوسيط أو عميل لنقلها من الأرض للسماء. دعاء المرضى والمعذبين والمنكسرين وصلاتهم للرب وحدها تروي العطاشى وتنضج ماءاً زلا لا يطهر النفوس والقلوب فتمتلئ تلك القلوب والنفوس بالإخلاص والطهارة وتخلو من كل شائية أو ضغينة وتشعر الأرواح بفرح عظيم وقوة وعزيمة لحب الآخرين أتباع الديانات والمعتقدات الأخرى، وتكون كالبلسم الشافي للجروح والمغناطيس الذي يجر للخير والبركة.
بدل قذائف الفتنة والتشويش والعبث تحت بند الحب القاتل، الممتلئ بطعم المرارة والقسوة، الملون بلون الشك والفتنة الصفراء، الحب الذي تفوح منه رائحة العفونة الكريهة، وإني أرجوكم يا كل حضرات الأبوات والقساوسة وخدام الرب: أرجوكم لا تحبونا! ورجاءاً توقفوا عن شتم نبينا ورسولنا وديننا وأمنا وأبو أبونا وعدم إذاعة مسلسل الشتائم المؤدي للشرور وعظائم الأمور، ونختم بدعائنا لكم: يا رب، يا من إسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى، إغفر لهم وسامحهم، إغفر لهم وباركهم وحتى لو كانوا يعلمون ما يفعلون!
Leave a Reply