وايتوفيش لـ«صدى الوطن»: أزمة الرهن العقاري الحالية هي الأسوأ
في التاريخ الأميركي.. وهدفنا إحتفاظ الناس بمنازلهم
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
أجرت صحيفة «صدى الوطن» لقاء مع أمين خزينة محافظة وين ريموند وايتوفيش، الذي أمضى 32 عاما في هذا المنصب ضمن ثماني مدد إنتخابية متوالية، وهو يخوض الآن معركته الإنتخابية التاسعة للإحتفاظ بمنصبه، في إنتخابات تمهيدية للديمقراطيين ينتظر إجراؤها في 5 آب (أغسطس) القادم. وكان وايتوفيش (79 عاما) شغل قبل ذلك منصب رئيس بلدية هامترامك المجاورة لمدينة ديترويت.
وايتوفيش ونائبه تيرانس كيث أجابا على أسئلة تتعلق بقضايا طالما أثارها الخصوم بشأن معالجة أزمة الرهن العقاري، وإقتصار التوظيف داخل مكتبه على إثنيات بعينها، إضافة إلى صندوق أنشأته المحافظة قبل 30 سنة لمعالجة الضرائب المتأخرة وهذا أبرز ما جاء في اللقاء:
– هل اعتمادك الأساسي فـي حملتك الإنتخابية على خبرة واسعة تفوق 30 عاما فـي هذا المنصب؟
نعم، فالإنتخابات هذه السنة تلعب فيها الخبرة دورا هاما، وأنا الشخص الذي يمتلكها، كما أن الإبحار في هذه العاصفة الإقتصادية غير المسبوقة يلزمه الخبرة والمعرفة، من أجل جمع الضرائب المتأخرة مع الأخذ بعين الإعتبار حساسية الوضع لعائلات فقيرة تناضل من أجل قوت يومها. وكما تعرفون إستمر مكتبنا هذه السنة في الإقتراض لسد العجز المالي الناشىء عن الضرائب المتأخرة، ليصل حجم ديوننا إلى 300 مليون دولار، ولكن بمعدلات فوائد أقل من تلك السائدة في السوق وهذا ما وفّر للمحافظة ملايين الدولارات، كما أني أدرت إستثمارات المحافظة بكفاءة مجنبا إياها أية خسائر ولو دولارا واحدا، ولا أضعت عليها دفعة واحدة.
– هل الصندوق الدوار للضرائب المتأخرة مثال على فكرة إبتكرتها واستمر نجاحها على مدى ثلاثين عاما، فأنت بذلك تدرك مقاصد الفكرة وتثمّن صوابها؟
هذا صحيح تماما، فالصندوق موجود ويعمل على مدى العقود الثلاث الماضية على أساس سنوي، وملخص فكرته أن المحافظة تقوم باقتراض الأموال من البنوك بفائدة تقل عن المعدلات السائدة في السوق، بهدف دفع أموال الضرائب المستحقة من قبل السكان لبلديات المدن التابعة للمحافظة، وبعد ذلك تلجأ المحافظة لجمع أموال الضرائب المتأخرة من أصحاب العقارات وتفرض عليهم فوائد وجزاءات عالية أو تقوم بمصادرة المنازل غير القادرين أصحابها على دفع ضرائبها المستحقة للمدينة
– على اعتبار تغيّر الظروف فـي السنوات الأخيرة، هل رأيت أن عليك إعادة صياغة الخطط وتعديلها، أم أنك استمريت بما هو معمول به؟
لا أبداً، كان علينا إجراء تعديلات خلال العامين الماضيين، فقد تنبهنا من خلال تحليلاتنا عام 2006 إلى أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه الآن من ظروف صعبة، حين رأينا ارتفاع معدلات الإفلاس وزيادة عدد المنازل المصادرة وصعوبة التحصيل، كان علينا والحالة هذه أن نفعل شيئا فوق العادي، لذا باشرنا برنامجا تثقيفيا للناس، وأعدنا هيكلة الواجبات المنوطة بالمكتب لتتلائم مع ما استجد من مسؤوليات، فأقمنا دائرة لمساعدة دافعي الضرائب يراجع فيها موظفونا الحالات العاجلة، وقمنا بتفعيل مشاركتنا مع المنظمات غير النفعية التي يمكن لها تقديم المساعدة لدافعي الضرائب في الأوقات الصعبة لناحية التغلب على المشاكل القانونية أو اللغة، فهذه مؤسسات إستشارية في المنطقة مضى على عملها سنوات عديدة، وهي تشاركنا هموم المواطنين وعددها أكثر من 20 مؤسسة من ضمنها المركز العربي للخدمات الإقتصادية والإجتماعية (أكسس).
– بعض الإنتقادات التي توجهها الحملات المناوئة تقول أن مكتبكم تراجع أداؤه فـي معالجة الأمور المتعلقة بأزمة مصادرة المنازل، فماذا تردون؟
لدينا برنامج إسمه «عملية نورماندي» أطلقناه في شباط (فبراير) الماضي يتحدث عن تعاون بيننا وبين 20 مؤسسة غير نفعية. كما أن تقرير الميزانية تحدث عن قيامنا بإنشاء دائرة لمساعدة دافعي الضرائب، ويوجد لدينا برامج إعلامية في هذا الشأن على القنوات التلفزيونية 7 و4 و2، وقد قمنا بمساعدة 10 آلاف شخص هذه السنة وحدها مقابل ضعف هذا العدد قمنا بمساعدتهم السنة الماضية، وقمنا بتسلم أكثر من 1500 دفعة عقب آخر موعد للدفع في 31 آذار (مارس) الماضي، وعليه باستطاعة الناس الإحتفاظ بمنازلهم عقب دفع ما عليها من ضرائب، فهذه أول مرة أسمع فيها عن أحد يشكو من خدمتنا للزبائن. فإذا كان نفر قليل يشكك في مدى التزام موظفينا بمساعدة الناس، فلدينا شهادات من كثيرين تفيد بعكس ذلك، ما ننفقه على البرامج الإعلامية للتواصل مع الناس يأتي لنا بفوائد مضاعفة، فخلال السنة الماضية استطعنا جمع 20 مليون دولار بسبب قدرتنا على التواصل.
– سنك ناهز 97 عاما، والبعض يقول أن ترشيح شاب لهذا المنصب يمكن أن يكون أكثر جدوى، ماذا تقولون؟
إذا كان البعض يرى أن الشخص المسن (55 سنة فأكثر) غير مؤهل للترشح، أقول أني قبل أن أترشح طرحت الموضوع على عائلتي وعلى الموظفين في مكتبي وجميعهم حثوني على الترشح، والأمر كله بيد الناخبين ما إذا كانوا يرغبون بشخص ذي خبرة للتغلب على المشاكل العقارية التي تعصف بجنوب شرق ميشيغن ومحافظة وين. فمهمتي إبقاء منازل المواطنين في حوزتهم.
– الأسبوع الماضي بث أحد المرشحين للمنصب على الإنترنت 15 سببا لإنتخابه، واحد من هذه الأسباب كون إسمك الأخير صعب لفظه، هل لك من تعليق على هذا؟
نعم، نحن في محافظة وين نتميّز أكثر من أي محافظة أخرى لناحية التنوع الثقافي والإثني، وقد حاربنا كثيرا ضد التمييز على أساس الإثنية أو التقدم في العمر، فما ذكرته هو شتيمة أراد صاحبها أن يلعب على أوتار التمييز العنصري.
– قبل عدة أسابيع نشر عنك فـي ديترويت أنك مسؤول عن خروج الأميركيين الأفارقة من هامترامك سنة 1960، حين كانت المدينة تشهد إعادة إعمار، ما رأيك؟
صدمت حين قرأته لما يحويه التقرير من معلومات خاطئة، مرة أخرى هي مسألة التمييز العنصري، هذا حاربناه قديما وسنستمر في محاربته، ذلك التقرير أحبطني.
– سوق العقارات قطاع مهم وكبير للعرب الأميركيين، هل لك من كلمة تود توجيهها لهؤلاء بالذات حول قطاع الرهن العقاري؟
ما قلته صحيح تماما، فأزمة الرهن العقاري التي تمر بها محافظة واين هي الأسوأ في التاريخ الأميركي، أنصح العاملين في هذا القطاع بضرورة تعديل برامجهم وخططهم لتلائم الوضع الراهن، وأن لا ينظروا لمشتري العقارات على أنهم مصادر لتحقيق الأرباح فقط، وإنما يجب الأخذ بعين الإعتبار أهليتهم ومصداقيتهم لسداد القروض.
– هل لك أن تعطي فكرة ما إذا كان الموظفون فـي مكتبك ينتمون لطيف إثني وعرقي متنوع؟
ليكن في معلومك أن معظم الموظفين في حكومة المحافظة يتم تعيينهم من خلال سياسات دائرة الموارد البشرية، وأن ما أقوم أنا بتعيينهم لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة، ولكن على أي حال فمجموع الموظفين هم من إثنيات وأعراق متنوعة وذلك له هدف لتحقيق غاياتنا في خدمة الناس.
* تيراس كيث (نائب وايتوفيتش) علق على هذا السؤال قائلا «نحن لدينا في هذا المكتب موظفون من كافة الأعراق يمثلون الأقليات جميعها في المحافظة، فمثلا عندنا خمسة محامين بينهم ثلاثة من العرب، فإتخاذ القرار هنا يتم بالتشاور مع موظفين من مختلف الإثنيات، فنحن عملنا يتطلب الإقتراب من الناس والإختلاط بهم، لا مجرد أننا جالسون في برح عاجي نأمر وننهي على مزاجنا».
– هل هناك شيء تود إضافته أو رسالة ترغب فـي توجيهها للعرب الأميركيين؟
بالتأكيد، فأنا بحاجة لمساندتكم، وآمل أن تعيروا الإهتمام لإعادة ترشحي، التحدي الذي نواجهه جميعا في السنوات القادمة يتمثل في إعادة تنشيط صناعة السيارات في منطقتنا، هدفي ليس جمع الضرائب المتأخرة وحسب وإنما إحتفاظ الناس بمنازلهم.
ملاحظة: لمزيد من الإستفسار والمعلومات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني لمكتب أمين خزانة محافظة وين، وللمساعدة في دفع الضرائب المستحقة الاتصال عبر هاتف 6105-224-313
Leave a Reply