البيت الأبيض يلوح بالعقوبات
عواصم – تعيش العلاقات الأميركية الإيرانية مؤخرا فترة من الهدوء يسودها التهذيب والاحترام، ورغم انها لم تتضح بعد أسباب ونتائج هذا التحول في العلاقات التي شهدت توترات متلاحقة خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن تصريحات الرئيس الإيراني المرحبة بسلوك واشنطن من جهة والانفتاح الأميركي تجاه طهران ومعالجة الملف النووي الإيراني ديبلوماسيا من جهة أخرى يبشران بانفراجات في عدة ملفات في منطقة الشرق الأوسط في حال تم ترجمتهما عملياً.
قد التقى مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي السبت الماضي في جنيف الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكذلك ممثلي مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في مسعى لايجاد حل للازمة. وبالرغم من وجود مسؤول اميركي كبير، مساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز، وهو امر غير مسبوق، لم تحقق هذه المحادثات اي اختراق وامهلت القوى الكبرى ايران خمسة عشر يوما لاعطاء رد واضح على عرض التعاون الاخير الذي قدمته مقابل تعليق انشطتها النووية الحساسة.
ولدى عودته الى طهران صرح جليلي ان مسالة تعليق تخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن استخدامها لاغراض مدنية او عسكرية، لم تبحث في جنيف. لكن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اكدت ان القوى العظمى تصر على مطلبها محذرة من ان طهران ستتعرض «لتدابير عقابية» اي عقوبات جديدة في حال رفضت العرض الاخير.
وقد اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب القاه في جنوب ايران وبثه التلفزيون الرسمي «ان الشعب الايراني صامد ولن يتراجع قيد انملة امام قوى الاستكبار». واضاف احمدي نجاد «ان مشكلة القوى الكبرى لا تتمثل في حيازة السلاح النووي او تخصيب اليورانيوم» من قبل ايران. بل هي تريد كما قال «عن طريق الخداع القيام بعملية نفسية لتقول للشعوب الاخرى التي اصبحت ايران تمثل نموذجا بالنسبة لها- انها نجحت بتهديداتها وضغوطاتها في ارغام الشعب الايراني على التراجع». واكد «ان الشعب الايراني لن يعير اي اهمية للتهديدات». وتابع «اننا سنقاوم حتى النهاية. وان كنتم تعتقدون ان بامكانكم مع فرض عقوبات ومع التهديدات والضغوط، ان ترغموا الشعب الايراني على التراجع. فانتم واهمون».
وتوقعت الولايات المتحدة الاثنين ان ترفض ايران عرض التعاون الدولي الذي قدمته اليها القوى الكبرى مقابل تعليق انشطتها النووية الحساسة. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا تعتبر «ان على ايران تعليق تخصيب اليورانيوم». واضافت «قدمنا مجموعة من الاجراءات عبارة عن حوافز سخية جدا يبدو انهم سيفوتونها».
وقد وجه الرئيس الايراني ايضا في خطابه تحذيرا الى الولايات المتحدة قائلا «ان الحكومة الاميركية اعلنت مشاركتها في المفاوضات وقد رحبنا بذلك. وتحدث ممثلها بتهذيب واحترام، وهذه خطوة ايجابية». واضاف «ننصح المسؤولين الاميركيين بعدم القضاء على خطوتهم الايجابية بتصريحات غير لائقة، استعمارية وبالزعيق». وشدد احمدي نجاد ايضا على انه ما يزال يمسك بالملف النووي نافيا وجود خلافات داخل النظام. وقال في هذا الصدد «قبل بضعة اسابيع ادلى احدهم بحديث واعتقد (الغربيون) ان هناك انقسامات في صفوف الشعب الايراني وبدأوا يبتهجون»، ملمحا الى تصريحات علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الاعلى الذي تحدث عن ضرورة ايجاد «تسوية» مع القوى الكبرى.
واضاف الرئيس الايراني متوجها الى الغربيين «قالوا ان احمدي نجاد ابعد عن الملف النووي وان بامكانهم ان يفرضوا وجهة نظرهم ان عيدكم سيتحول الى مأتم». وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في ان طهران تخفي وراء برنامجها النووي المدني شقا عسكريا، الامر الذي تنفيه طهران. وقد اصدر مجلس الامن الدولي ثلاثة قرارات تتضمن عقوبات وهدد الغربيون بتدابير اخرى ان رفضت طهران العرض الجديد.
من جهة ثانية اعلن البيت الابيض انه ما يزال يأمل بان توافق ايران على العرض الدولي مقابل تعليق نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم، الا انه حذرها بانها قد تتعرض لعقوبات دولية جديدة في حال لم تفعل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ردا على سؤال حول التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «نأمل ان يعطي الايرانيون جوابا ايجابيا». وتابع «وفي حال لم يفعلوا ذلك، فان المجتمع الدولي متفق على ان عقوبات جديدة ستفرض».
Leave a Reply