ما هو القات؟ وكيف يُستعمل؟ ولماذا؟ وهل هو مخدر؟ أسئلة مثل هذه اواجهها كثيراً من إخواننا العرب الذين سمعوا عن القات بطريقة او بأخرى وأجد نفسي في أكثر الاوقات حائراً أتخبط بين الأجوبة.. احياناً افكر أن أقول لهم بأن القات مخدر، ثم أعود الى نفسي وأجد أن على الاقل 75 بالمئة من الشعب اليمني يتعاطون القات، وبهذا الجواب كأني اقول لهم بأن 75 بالمئة من الشعب اليمني مخدر. ثم أعود مرة اخرى لأبحث عن أجوبة اقل دهشة من ذلك الجواب، ولكن معظم السائلين لا يقتنعون بالاجوبة التي اختلقها، فلذا قررت ومن خلال هذه المقالة أن أعرف إخواننا العرب عن هذه الشجرة المسماه بـ«القات».
ما هو القات؟
هو نبات ذو عدة اشكال والوان يتراوح طول الشجرة بين 2 الى 5 امتار فيكون في الجبال طويلاً الى لون الإحمرار وفي السهول والوديان أخضر قصيرا يميل الى اللون البني. ويبدي اليمنيون إهتماماً واسعاً في زراعة القات فهو يُعتبر مصدر رزقهم وليس هناك في الدولة اشغال اُخرى ليستفيدوا منها وان وجدت فانه يشغلها المقربون من الحكومه في أكثر الاحيان. ويحتل القات مساحات واسعه جداً من ارض اليمن السعيد حيث ان شجرة البن اليمني الاصيل التي وصلت تجارته الى القارة الاوروبية والصين عبر البحر والى الآن ما زال اسم القهوة «موكا» في اي مكان في العالم مرتبط باسم مدينه مخاء الساحلية التي كان يتم منها تصدير البن الى العالم.. هذه الشجرة العظيمه يتم قلعها من جذورها واستبدالها بشجرة «القات». ويستهلك القات ايضاً كميات هائلة جداً من المياه حيث اثر بشكل كبير على بقية المحاصيل الزراعية.
واما عن تجارته فانه عندما تصل أغصانه الى مرحلة ما، يقوم المزارعون بحده وترتيبه في حزم صغيرة وتصديره الى المدن وبعض الدول المجاورة لا سيما السعودية. وهناك في اليمن اسواق وطقوس وتجارة خاصة بالقات، يقوم الناس بشراء هذه الحزم من القات وتقدر تكلفه استهلاك القات بملايين الدولارات سنوياً. أما عن طريقة استعماله وهذا ما يصعب فهمه على كثيراً من الناس. يتم استعمال القات عن طريق جلسة عربية يجتمع فيها الناس وتسمى «التخزينة» او «القيلة» يقوم المتعاطي بوضع اوراق القات في فمه ثم يقوم بطحنها في اسنانه ويخزنها في إحدى شدقيه وعندما تنقص الكمية المخزونة يقوم بتجديدها. ويتناول المخزنون الى جانب القات المشروبات الغازية والارجيلة والدخان وتستمر هذه العميلة لمده 4-8 ساعات يومياً!!
شجرة القات.. اسمها وتركيبها العلمي!
شجرة القات تسمى علمياً بـ«سلاسترس ادولس» من الفصيله السلاستيرية وتتكون من عدة مركبات تدخل معظمها ضمن المواد المخدرة ومنها منشطة ومنها الـ«الكاثيين» والـ«النورو بنفرين» وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات ضمن قائمه المواد المخدرة بعدما اثبتت دراستها التي استغرقت 6 سنوات ان القات حقاً مخدر.
آثار القات!
أما عن آثار القات على الفرد والمجتمع اليمني فحدث ولا حرج، فقد اثبتت عدة دراسات علمية عن وجود آثار صحية، نفسية، وفيزيلوجية كثيره ومنها: صعوبة التبول، والإفراز اللاإرادي، والضعف الجنسي، وزياده نسبة السكر كما يقلل نسبة البروتين في الدم ويؤثر على الجهاز الهضمي ويسبب امراض البواسير وفقدان الشهية وأمراض اللثة والاسنان، والكسل الذهني والقلق والاكتئاب والنوم المتقطع. وهناك مصيبة كبرى حيث انتشرت في السنوات الاخيرة عمليات إستخدام مواد كيمائية لرش القات تساعد في سرعة نموه غير مسموح بها دولياً وتسبب أمراض خطيرة جداً مثل العقم وأمراض المعدة وغيرها. كل هذا والقات لا يعتبر محظوراً في اليمن، والدولة عجزت او تعاجزت تماماً عن إتخاذ إي قرار للحد من إنتشار هذه الشجرة الخبيثة ولو انهم يصدرون قرارات من حين الى اخر ينص على الحد من انتشار القات الا ان العكس يحصل.
ربما تكون الدولة المستفيدة من انتشار القات، حيث يتخدر الشعب ولا تهمه سياسة البلد واضافة الى ذلك، تجني الحكومة اموالا طائلة من خلال ضرائب القات على المزارعين… ونحن هنا لا نحاول ان نحرم او نحظر القات، كما اننا لا نحاول اثبات دراسة جديدة اجريناها فكل ما كتبناه قد قيل من قبل بطريقة او باخرى، أنما اردنا ان نشرح للقارئ الكريم عن ما هو القات وللعلم ان معظم ما يحصل في اليمن لا يصل بطريقة صحيحة الى العالم العربي والخارجي لسبب غياب وسائل الاعلام عن اليمن.
Leave a Reply