غزة – قال مسؤولون إن جولة جديدة من جهود الوساطة المصرية تبدأ الأسبوع المقبل بهدف المصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة «فتح» الفلسطينيتين وأضافوا أن من غير المرجح أن تتمخض عن انفراجة.
واوضح المسؤولون القريبون من المحادثات أن الخلافات الحادة بين مصر و«حماس» بشأن قضيتين رئيسيتين ستجعل من الصعب على القاهرة التوسط في اتفاق بين «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة حاليا وحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال احد المسؤولين «مصر ليست راضية لأن حماس قد علقت المحادثات حول صفقة جلعاد شاليط لتبادل الاسرى وحماس غاضبة لأن مصر ما زالت مترددة في استضافة محادثات لاعادة فتح معبر رفح». وشاليط جندي اسرائيلي أسره نشطاء في غزة منذ عام 2006. وعرضت «حماس» وجماعات اخرى شاركت في اسره مبادلته بمئات الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
ولا يوجد تقدم واضح في الجهود التي تتوسط فيها مصر لترتيب مبادلة، ولم تقم مصر بأي تحرك -بخلاف تهدئة جرى الاتفاق عليها بين اسرائيل وحماس منذ حزيران (يونيو)- لاستضافة محادثات بشأن اعادة فتح معبر رفح وهو المعبر الوحيد الذي لا يقع على الحدود بين غزة واسرائيل.
وتعتبر «حماس» اعادة فتح المعبر ضربة كبرى للجهود الدولية لعزلها منذ أن سيطرت على غزة في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات فتح قبل اكثر من عام.
وقالت «حماس» إن مصر لم تدع بعد قادتها إلى جولة المصالحة الفلسطينية الجديدة المقرر أن تبدأ في القاهرة بمحادثات بين حركة الجهاد الإسلامي ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان.
وذكر مسؤول «أنا لا أتوقع حدوث اختراق في الجولة الحالية من المحادثات وأرى بأن الامور لم تتضح بعد وخاصة لأن الاوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية لا تشير إلى أن الطرفين جاهزان للصلح». وسلم المتحدث باسم «حماس» سامي ابو زهري بوجود خلافات مع مصر بشأن قضيتي شليط ورفح لكنه قال إن الحركة مهتمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع القاهرة.
واضاف «لا شك بأن مصر تأمل بتسريع المحادثات حول شاليط ولكننا لا نعتقد بأنه من الملائم الحديث حول هذا الموضوع بينما اتفاق التهدئة يتعثر بسبب عدم الالتزام من قبل الاحتلال الاسرائيلي». وأشارت حماس إلى أن اسرائيل مستمرة في رفض طلبها باطلاق سراح اكثر من ألف سجين بينهم 450 سجينا صدرت عليهم أحكام بالسجن لفترات طويلة.
وتقول حماس إن اسرائيل لم تفعل ما يكفي لتخفيف القيود على معابر غزة الحدودية وزيادة تدفق الناس والبضائع عبر الحدود.
وكانت اسرائيل اعلنت انها ستسمح بموجب التهدئة بدخول مزيد من البضائع إلى قطاع غزة تدريجيا مما يخفف حصارا اقتصاديا تفرضه على القطاع. وردت على الهجمات المتقطعة بالصواريخ وقذائف المورتر منذ سريان التهدئة بابقاء المعابر مغلقة.
وقال مسؤول اخر قريب من المحادثات إن مصر تريد أن تتحدث مع جماعات اخرى غير «حماس» و«فتح» اولا لانها لا تريد أن تفشل وساطتها. وصرح خضر حبيب القيادي البارز بحركة الجهاد الإسلامي أن «مصر أرادت أن تستمع إلى رؤية الفصائل أولا تحضيرا لعقد حوار وطني شامل ربما يتم بعد إجازة عيد الفطر» في تشرين الاول (أكتوبر).
كما قال حبيب إن الفصائل ستحث مصر على الضغط على اسرائيل للوفاء بالتزاماتها باعطاء حرية لحركة البضائع.
Leave a Reply