واشنطن رفضت تزويد تل أبيب بصواريخ ذكية ولم توفر لطائراتها ممرا فـي الأجواء العراقية
تل أبيب – وجدت إسرائيل عذرا فيما يبدو لامتناعها عن تنفيذ التهديدات ضد إيران وذلك بالقاء اللوم على الولايات المتحدة التي «رفضت» تزويدها بما تحتاجه. وقالت صحيفة «هآرتس» الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة رفضت مؤخرا طلبا إسرائيليا بتزويدها بقنابل ذكية قادرة على اختراق ملاجئ محصنة تحت الأرض، كما لم توفر لها ممراً في الأجواء العراقية بهدف مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
وأضافت الصحيفة أن «رزمة المساعدات الأمنية»، التي رفضت الولايات المتحدة تزويدها لإسرائيل تحسباً من شن إسرائيل هجوما ضد إيران شملت عددا كبيرا من القنابل الذكية وتنسيق الحركة الجوية باتجاه إيران وطائرات تزويد وقود وجهاز تكنولوجي متطور وحديث.
وتباحث مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في الأشهر الأخيرة بشأن المطالب الإسرائيلية.
وقالت «هآرتس» إن رفض الولايات المتحدة للمطالب الإسرائيلية من شأنه أن يضع صعوبات كبيرة أمام هجوم إسرائيلي ضد إيران في حال تقرر شن هجوم كهذا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب الأميركي رأى بالمطالب الإسرائيلية مؤشرا لوجود استعدادات إسرائيلية متقدمة لمهاجمة إيران.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في العام 2005 أنها زودت إسرائيل بقنابل ذكية من طراز «جي. بي. يو 28»، وفي شهر آب (أغسطس) العام 2006أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل أخرى من هذا النوع وذلك خلال حرب لبنان الثانية.
ويشار إلى أن زنة القنبلة الواحدة تبلغ 2,2 طناً، وهي قادرة على اختراق اسمنت مسلح بسماكة ستة أمتار.
وفيما يتعلق بالممر الجوي نقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة رفضت منح إسرائيل ممراً جويا في العراق لكنها وجهت الإسرائيليين إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وقال المسؤولون الأميركيون لنظرائهم الإسرائيليين إنه «إذا أردتم نسقوا الأمر معه».
وجرى التباحث في هذه المطالب الإسرائيلية خلال الزيارة الثانية التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل هذا العام في شهر أيار (مايو) الماضي كما بحث وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الموضوع خلال زيارته للولايات المتحدة في شهر تموز (يوليو) الماضي.
وأوضح الجانب الأميركي في سلسلة من الاجتماعات بين الجانبين وعلى أعلى المستويات أنه في المرحلة الحالية متمسكة الولايات المتحدة بالخيار السياسي لوقف البرنامج النووي الإيراني وأن واشنطن لا تمنح إسرائيل «ضوءا أخضر» لمهاجمة إيران.
ويذكر أنه مقابل رفض المطالب الإسرائيلية وكتعويض على ذلك وافقت الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بدفاعات جوية على شكل رادار يشغله ثلاثة خبراء أميركيين مرتبط بجهاز إنذار مبكر من الصواريخ ويكون قادر على رصد الصواريخ الإيرانية لدى إطلاقها.
ويشكل تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بهذا الرادار أول تواجد عسكري أميركي دائم في الدولة العبرية.
Leave a Reply