صنعاء – أعلنت السلطات القضائية اليمنية أن المحكمة الجزائية المتخصصة في نظر قضايا أمن الدولة باليمن بدأت الأربعاء الماضي محاكمة ثلاثة متهمين يمثلون شبكة للتخابر مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد».
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد كشف الاثنين الماضي عن القاء القبض قبل خمسة أيام على خلية ارهابية مؤكدا انها ستقدم للمحاكمة لارتباطها بالمخابرات الإسرائيلية، رغم رفعها لشعار الإسلام.
وقال صالح مخاطبا قيادات عسكرية بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن «سوف تسمعون ما سيدور في تلك المحاكمات قريباً».
ودعا صالح فى خطابه الموجه للعسكر كافة القوى السياسية للتعاون لمواجهة الاعمال الارهابية، باعتبار الأمن والإستقرار أمر يهم الجميع دون استثناء.
واعتبر ان الارهاب آفة من الافات وقال «علماء حضرموت هم الذي نشروا راية الاسلام في شرق وجنوب اسيا وافريقيا وكانوا السباقين، لهذا لا نريد ان تكون حضرموت مركزاً للارهاب».
وكان تنظيم القاعده نفذ عددا من الهجمات فى تموز (يوليو) الماضي استهدفت معسكرا للامن المركزي بمدينة سئيون التابعة لمحافظة حضرموت اسفرت عن قتلى وجرحى.
وقال صالح «الارهاب مدان ومن يرتكبون اعمال الارهاب، يضرون بمحافظة حضرموت والوطن عامة، حيث تتعرقل السياحة والاستثمار نتيجة لتلك الاعمال الارهابية، كالتي حدثت مؤخرا في وادي حضرموت، وهي عمل إجرامي».
وأكد ان من يرتكبون الاعمال الارهابية لا يعرفون ماذا يريدون فليس لديهم «اي برنامج سياسي نستطيع من خلاله التفاهم مع هذه الفئة الضالة، لكنه حقد على الوطن، وليس على القيادة والحكومة فقط بل حقد على الوطن باكمله، على الطفل والمرأة والعجوز».
وقال «ما يقومون به من اعمال إرهابية مضر بالتنمية، وتشويه لسمعة الوطن وهذا هو هدفهم، وكل ابناء الوطن يدينون هذه الأعمال الإرهابية المشين».
وأضاف «للاسف إن بعض القوى السياسية تتكلم على استحياء في إدانة أعمال الإرهاب، وكأنها تريد النكاية بالسلطة، في حين ان الساكت عن الحق شيطان أخرس، فاعمال الإرهاب يجب أن يدينها الجميع في السلطة والمعارضة لأن الإرهاب يلحق الضرر بالجميع».
وخلص صالح الى القول «نحن على استعداد لمواصلة المشوار وتقديم التضحيات تلو التضحيات من أجل الأمن والإستقرار والسكينة العامة في المجتمع، لافشال مخططات الحقد والكراهية لدى من يقومون بأعمال الارهاب». مشيرا الى ان من يقومون بهذه الاعمال عملاء يضرون بالوطن، ولا يلحقون الضرر بأميركا كما يدعون.
وكان تنظيم القاعدة توعد بالانتقام من الرئيس اليمني اثر تلقي التنظيم ضربات موجعة بعد مقتل قائده في اليمن حمزه القعيطي.
الشبكة الإرهابية
قال مصدر قضائي يمني في صنعاء إن المتهمين اعتقلوا في عدن بجنوب اليمن في وقت سابق من العام الجاري وأحيل ملفهم إلى النيابة الجزائية، حيث استكملت التحقيقات معهم وأحالتهم إلى المحكمة الجزائية. وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الانترنت أن هؤلاء هم عبدالكريم علي عبد الكريم لالجي (33 سنة) وهاني أحمد دين محمد (31 سنة) واسكندر عبدالله يوسف عبده (57 سنة). وأوضح أنهم سمثلون أمام القضاء بتهمة «التخابر مع دولة أجنبية بالاتصال غير المشروع مع من يعملون لمصلحتها وتسليمهم أخباراً ومعلومات ووثائق وصور خاصة بأسرار الدفاع والأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، مما أضر بمركز الجمهورية اليمنية».
وأوضح مصدر أمني يمني في صنعاء أن تلك الخلية تابعة لما يسمى «تنظيم الجهاد الإسلامي» ومكونة من 6 أشخاص بقيادة المدعو عماد علي سعيد الروني والمعروف بكنية ولقب «أبو الغيث المقداد اليماني»، وسبق أن أرسلت تهديدات باستهداف عدد من السفارات العربية والأجنبية في صنعاء ومنها سفارتي بريطانيا والسعودية.
وقال لوكالة الأنباء اليمنية ان التحقيقات مع أفرادها والمضبوطات معهم، ومنها جهاز كومبيوتر، كشفت وجود مراسلات بين نائب الخلية المدعو بسام عبدالله فضل الحيدري وإحدى الجهات الاستخبارية في إسرائيل، تم خلالها طلب الدعم لتنفيذ أعمال إرهابية داخل اليمن.
Leave a Reply