على ابواب الانتخابات ومن باب الترويع:
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
حذرت «اللجنة الاميركية العربية لمكافحة التمييز» (اي دي سي) الجاليات العربية مما اسمته «مفاجأة اوكتوبر» محتملة، على صورة موجة من الاستهدفات تطالهم من قبل اجهزة الامن والقانون.
وقال المدير الاقليمي للجنة عماد حمد ان اللجنة تلقت عدداً من الشكاوى من عرب اميركيين وصلتهم مؤخراً رسائل من المصارف التي يتعاملون معها تبلغهم فيها بأن حساباتهم الخاصة او التجارية يجري اقفالها، دون اي توضيح للاسباب، واوضح حمد ان هذا النوع من الاجراءات اتخذ سابقاً بحق بعض المتعاملين مع المصارف إلا ما حصل هذه المرة هو قيام مصرفين بالاتصال باللجنة للتحذير من موجة اقفال حسابات مصرفية.
وتلقت اللجنة عدداً آخر من الاتصالات من محامين في شؤون الهجرة جرى توقيف موكليهم فجأة، وبالرغم من منحهم اوامر وقف ترحيل او ممن افرج عنهم ووضعوا تحت المراقبة بانتظار قرارات نهائية حول اوضاعهم تصدر عن المحاكم المختصة.
ونبه حمد الى تزامن هذه الموجة من الاستهدافات للعرب الاميركيين مع احتدام المعركة الرئاسية واقتراب موعد الانتخابات، مذكراً ان الجاليات العربية شهدت موجة مماثلة قبل اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2004، على ايدي سلطات الهجرة والجمارك المعروفة اختصاراً باسم (اي سي اي) وشملت اجراءات وتوقيفات في اماكن عديدة ضمن منطقة ديترويت وضواحيها.
ثم حدثت موجه اخرى قبل الانتخابات التشريعية في العام 2006 حيث نفذ عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) سلسلة من المداهمات لعدد من المؤسسات الخيرية الاسلامية.
واصدر لجنة الـ«اي دي سي» بياناً ذكرت فيه بتوخي الحذر بناء على التجارب السابقة، وقال البيان ان من المنطقي توقع محاولات لتشويه صورة الجاليات العربية والاسلامية، ودعا الى المساعدة في اطلاق صندوق تمويل طارئ من اجل انشاء «وحدة حماية الناخب» التي ستقوم بحماية حقوق الانتخاب والتصدي لاساليب الترويع الهادفة الى ترويج الكراهية والانقسام والعنف ضد الجاليات العربية والمسلمة الاميركية.
وقال حمد واصفاً ما يتعرض له بعض الافراد «ان بوادر هذه الحملة نشرت الرعب في اجواء الجالية ولدينا عائلات تبكي على ابوابنا..».
واوضح حمد ان الافراد الذين يجري احتجازهم في ظل ظروف غير عادية هم غالباً المعيلون الوحيدون لأسرهم.
وفي حين اصر مكتب عمليات الاحتجاز والترحيل التابع لسلطات الهجرة والجمارك على عدم وجود اي تغيير في السياسات المتبعة، اصرت اللجنة الاميركية العربية لمكافحة التمييز بأن هنالك خللاً في هذه الممارسات يستحق ابعد من مجرد الانكار.
ورأى حمد ان لا مشكلة في احتجاز افراد من قبل مسؤولي الهجرة لاجل ترحيلهم، غير انه قال «ان لدينا قضايا هنا تم احتجاز اصحابها رغم عدم وجود
امكانية لترحيلهم». اضاف: «هم يصرون انهم يقومون بعمل معتاد، ونحن والعائلات ومحاميهم نميل الى الاختلاف معهم».
واكد حمد دون ذكر لأسماء اي من المصارف ان اثنين منها اتصلا بمكتب اللجنة لإبلاغها بما سيحدث، ومصارف اخرى وردت اسماؤها في الشكاوى الفعلية.
واوضح حمد ان المصارف المعنية تضع اللوم في اجراءاتها على التوجيهات العامة الفدرالية وعلى عملية مبرمجة تتسبب في اقفال حسابات مصرفية، بناء على انشطة مالية لاصحابها مع دول اجنبية، وهذا ما يؤدي الى وضع علامة حمراء على تلك الحسابات.
وقال حمد «اننا نحاول مراجعة هذه الاجراءات مع المؤسسات المصرفية وتوثيقها للنظر فيما اذا كانت تستوجب رفع دعوى قانونية جماعية..». واضاف «ان هذه الاجراءات تؤذي الجالية وهي شكل من اشكال الفرز العرقي».
وعبر حمد عن خشيته من وجود العديد من الافراد الذين يواجهون اجراءات ظالمة بحقهم، في المصارف او ممن جرى احتجازهم دون وجه عدل لكنهم لا يقومون بالابلاغ عن حالاتهم، توخياً للحذر وللنأي بأنسفهم عن المشاكل. وعلق حمد بالقول: يتطلب الامر شجاعة ووحدة لمكافحة التمييز في الاوقات العصيبة». ويشتبه حمد «انه في الاسابيع الفاصلة عن موعد الانتخابات يتعرض ميزان المسؤوليات للاهتزاز فالمسؤولون منشغلون بالحملات الانتخابية والتهيئة للتغييرات الادارية المقبلة، مما يسمح ببروز فرص للقيام بمبادرات واجراءات لا يمكن السماح بها في ظروف طبيعية.
من جهته لم يجب مسؤول دائرة الامن الداخلي لشؤون الحقوق والحريات المدنية دانيال ساثرلاند على رسائل بريدية ارسلتها اليه «صدى الوطن» مع خروج هذا العدد الى الطباعة.
ويتوقع ان تكون هذه الاجراءات على اجندة الاجتماع المقبل لهيئة «بريدجيز» وهو لقاء منتظم يضم ممثلين عن الجاليات الشرق اوسطية ومسؤولين فدرالين في اجهزة تطبيق القوانين. ويعقد في 16 الجاري في مدينة ديربورن.
وفوق الاجراءات الحكومية العدائية، حذرت الـ«اي دي سي» من جهود اخرى جرت حديثاً على ايدي مجموعات غير حكومية «لاجل مضايقة الناس وخلق اجواء من العنف تستهدف العرب والمسلمين الاميركيين، مثلما تستهدف كل الاميركيين المتوجهين الى صناديق الاقتراع في نوفمبر القادم.
ففي شهر ايلول (سبتمبر) الماضي ثم ارسال 28 مليون نسخة من الاقراص المسجلة التي تحوي وسائل دعاية ترهيبية، بواسطة البريد الى ناخبين في ولايات متأرجحة.
ومولت هذه العملية من مجموعة مركزها نيويورك يلف الغموض خلفياتها المالية، ويطلق عليها اسم «كلاريون فاند».
وكما في الايام الفاصلة عن انتخابات العام 2006 النصفية وصفت الـ«اي دي سي» الفيلم التسجيلي: «هوس: حرب الاسلام المتطرف ضد الغرب» كجزء من «حملة كراهية» يهدف الى التأثير في نتائج الانتخابات. وعرض الفيلم اولاً على شاشة «فوكس نيوز» قبل ايام من الانتخابات النصفية لعام 2006. وخلص بيان الـ«اي دي سي» الى الدعوة من اجل التبرع لانشاء «وحدة حماية الناخب» التي ستشتمل على ثلاثة محامين، اثنان منهم في واشنطن العاصمة، وواحد في ديربورن، والتي ستبلغ كلفة القيام بأعمالها حوالي 15 الف دولار.
وقال حمد انه اللجنة تقوم بأفضل ما يمكنها القيام به بازاء الشكاوى التي تتلقاها لكنها تعاني من نقص في الموارد المالية.
ودعت اللجنة الراغبين بالتبرع او تقديم شكاوى الى الاتصال بمكتبها على الرقم 1021-185-313 او زيارة موقعها على الشبكة.
Leave a Reply