توليدو – أصدر قاض فيدرالي أميركي قرارا بمنع الحكومة الأميركية من وضع منظمة «القلوب الرحيمة» الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الداعمة للإرهاب، وذلك استجابة لطلب مقدم من منظمات حقوقية أميركية كبرى معارضة لوصم المنظمات الخيرية بالإرهاب اعتمادا على «أدلة سرية».
هذا وجاء حكم القاضي الأميركي جيمس كار كذلك بعدم المراجعة القضائية للقرار، وذلك استجابة لطلب مقدم من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، وهو أكبر منظمة حقوقية أميركية، وعدد من المحامين المعنيين بحقوق الإنسان، نيابة عن منظمة «القلوب الرحيمة»، وهي من أبرز المنظمات الخيرية الإسلامية التي استهدفتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ضمن حملتها ضد المنظمات الخيرية الإسلامية في إطار حربها على ما يُسمى بالإرهاب.
وحكم القاضي جيمس كار الخميس 9 تشرين أول (أكتوبر) 2008 بمنع الحكومة الأميركية من توصيف المنظمة كمنظمة إرهابية عالمية «من دون منح «القلوب الرحيمة» أولا الإجراءات القضائية المناسبة دستوريا» بما في ذلك إشعارها، وإعطاؤها الفرصة للاعتراض على هذا التوصيف.
وكان مكتب إدارة الأرصدة الأجنبية التابع لوزارة العدل الأميركية قد قام بتجميد أرصدة المنظمة منذ أكثر من عام ونصف، من دون إبلاغها أو عقد جلسة استماع، وذلك بناء على الزعم بأن المنظمة كانت «خاضعة التحقيق». وقد هدد المكتب فيما بعد بتوصيف المنظمة كـ«منظمة إرهابية دولية بشكل خاص» بناء على ما يُعرف بـ«الأدلة السرية»، من دون تقديم مبرر للمنظمة أو إعطائها الفرصة للدفاع عن نفسها، بحسب الاتحاد الأميركي للحريات المدنية.
وفي بيان قالت هينا شمسي، عضو مشروع الأمن القومي في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية «نحن نشعر بالامتنان لأن القاضي اعترف بأهمية المراجعة القضائية المستقلة لتصرفات الحكومة تجاه القلوب الرحيمة»
واعتبرت شمسي أن قرار القاضي «يخدم المصلحة العامة في ضمان أن تصرفات الحكومة، بما في ذلك ما يتم باسم الأمن القومي، يخضع للشروط الدستورية فيما يتعلق بالإجراءات القانونية اللازمة».
وقالت شمسي: «إن سلطة مكتب إدارة الأرصدة الأجنبية في إغلاق مؤسسة خيرية بناء على أدلة سرية، من دون إشعار بالخطأ، أو أي سبب محتمل، أو (إعطاء) أية فرصة في الدفاع عن نفسها، أو أية مراجعة قضائية، ينتهك الضمانات الأساسية للإجراءات القانونية».
كما أشارت شمسي إلى أن مؤسسة القلوب الرحيمة «لا تطلب أكثر من المثول أمام المحكمة قبل أن تقوم الحكومة بتصرفها الوحشي بتوصيفها من جانب واحد (كمنظمة) إرهابية وإنزال ضرر يتعذر إصلاحه على أثمن رصيد لدى المنظمة، وهو سمعتها».
وكانت مؤسسة «القلوب الرحيمة» قد تأسست عام 2002 بعد قيام الحكومة الأميركية بإغلاق العديد من المنظمات الخيرية الإسلامية في أعقاب هجمات 11 أيلول بزعم دعمها لأنشطة إرهابية، رغم فشل الحكومة الأميركية في تقديم أدلة ملموسة على مزاعمها، حيث اعتمدت في العديد من القضايا على ما يُسمى بالأدلة السرية.
Leave a Reply