واشنطن – تواصل سوق بناء المنازل في الولايات المتحدة تدهورها مع تسجيل انخفاض اضافي في عدد الورش الجديدة في ايلول (سبتمبر) الماضي وصولاً الى ادنى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير) 1991، بحسب ارقام رسمية نشرت مطلع الأسبوع الماضي. وتراجعت سوق بناء المنازل في ايلول بنسبة 6,3 بالمئة عن آب (اغسطس) لتنخفض الى 817 الف وحدة بوتيرة سنوية، بحسب الارقام المصححة على ضوء التغييرات الموسمية والتي نشرتها وزارة التجارة الاميركية.
والواقع ان التراجع اكبر من النسبة المعلنة اذ ان ارقام الشهر السابق خفضت من 895 الف وحدة الى 872 الفاً. واشارت الوزارة الى انخفاض رخص البناء في ايلول بنسبة 8,3 بالمئة الى 786 الف رخصة بوتيرة سنوية مسجلة ادنى مستوياتها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 1981. وتتخطى هذه الارقام توقعات المحللين الذين تحدثوا بمجملهم عن تراجع المؤشر الى 840 الف رخصة. وتم تخفيض ارقام الشهر السابق بشكل طفيف الى 857 الف رخصة عوضاً عن 854 الفاً. ويرى امين تازي الخبير الاقتصادي في مصرف ناتيكسيس ان هذه الارقام تعبر عن «تدهور النشاط في قطاع البناء بوتيرة سريعة».
واعتبر ان «تشديد شروط الحصول على القروض وضعف سوق العمل وتدهور اوضاع العائلات، كل ذلك سيواصل الضغط على سوق المساكن في الاشهر المقبلة».
وبالمقارنة مع ايلول 2007، فان عدد ورش بناء المنازل تراجع بنسبة 31,1 بالمئة فيما تراجع عدد رخص البناء بنسبة 38,4 بالمئة بحسب ارقام الوزارة.
وهذه الارقام تأتي في اتجاه توقعات صندوق النقد الدولي وعدد من المسؤولين في الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الاميركي) الذين اعتبروا اخيراً ان سوق العقارات في الولايات المتحدة لم تتدهور بعد الى ادنى مستوياتها.
واشار يان شيفردسون الخبير الاقتصادي في معهد اتش اف اي الى ان الوضع قد لا يكون «سيئاً الى الحد الذي يبدو عليه» موضحاً ان تراجع عدد ورش المنازل في ايلول قد يكون ناتجاً ايضاً عن الاعاصير، ورأى ان «النشاط لا يمكن ان يتراجع اكثر من ذلك بكثير».
والواقع ان وتيرة انخفاض المؤشرين تباطأت حيث ان تراجع عدد الورش بـ6,3 بالمئة في ايلول يعقب نسبتي 8,5% و12,9 بالمئة في آب وتموز (يوليو) على التوالي، في حين ان تراجع عدد الرخص بنسبة 8,3 بالمئة سبقه تراجع بنسبة 8 و17,9 بالمئة في آب وتموز.
وعلى صعيد التوزيع الجغرافي، فان عدد الورش تراجع بصورة خاصة في ايلول في شمال شرق البلاد وغربها (-20,9 بالمئة و-16,8 بالمئة) مقابل ارتفاع في الوسط والجنوب (+5,6 و+0,5 بالمئة).
Leave a Reply