مع اقتراب موعد الانتخابات وانتهاء المناظرات التلفزيونية الثلاثة المقررة بين المرشحين الرئاسيين، «صدى الوطن» اعتمدت دعم ترشيح الديمقراطي باراك أوباما للرئاسة، فيما يلي مقارنة بين المرشحين الرئاسيين الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما تتيح للناخبين العرب الأميركيين الإطلاع عن كثب على سجل ومواقف المرشحين وصولاً الى وجهة نظر كل منهما في كيفية التصدي للازمات التي تمر بها الولايات المتحدة.
ماكين
لم تلق حملة ماكين بالاً يذكر للاميركيين العرب، لكنه ينظر اليه في الاوساط الاميركية بطل حرب، ومشرع قوانين مخضرم امضى سني حياته السياسية مدافعاً بقوة وشرف عن التقارب الحزبي. ابتعد في الآونة الاخيرة عن خطه المعتدل في محاولة رص صفوف قاعدة الحزب الجمهوري من خلفه لدعمه في الانتخابات، وكان ذلك سبباً لمهاجمة الكثيرين له والنظر اليه كواحد من صقور الحزب، خاصة حين دعى الى توجيه ضربات صاروخية وجوية لايران، لكن خبرته الواسعة وتاريخه في الدفاع عن مصالح الحزب جعلت المعتدلين يقفون خلفه.
وبرغم ان ماكين داعم لسياسات ادارة الرئيس جورج بوش على مدى السنوات الثمانية الماضية، بما في ذلك اجتياح العراق، الا انه انتقد الاسلوب الذي سارت به الحرب، اضافة الى ممارسة التعذيب في السجون العراقية وغوانتانمو، ومسألة التغيرات المناخية واهدار المال الحكومي وموضوعات اخرى.
اوباما
استرعى باراك اوباما انتباه واعجاب العرب الاميركيين لاول وهلة، حين القى كلمة في المؤتمر العام للحزب الديموقراطي المنعقد في 2004، قال فيها «اذا اعتدى احد على عائلة عربية اميركية دون الاخذ بالوسائل القانونية، فذلك معناه تجريدي من حقوقي المدنية»، واستشهد اوباما بمقاطع من الانجيل المقدس تدعو البشر الى الحفاظ على حقوق وكرامة بعضهم بعضاً، معتبراً هذه المبادئ هي اساس المعتقدات الاميركية.
ومنذ ذلك الحين جاء اوباما على ذكر العرب الاميركيين في خطاباته مرات معدودة حين كان يدفع عن نفسه «كلمة» كونه عربياً او مسلماً، وكان دوماً ينأى بنفسه عن الارتباط بالعرب او المسلمين، كأنه بذلك يطلب ود الداعمين لاسرائيل للحصول على اصواتهم الانتخابية، لدرجة انه وعد هؤلاء بما ليس له حق فيه، كالتعهد بابقاء القدس عاصمة موحدة للدولة العبرية.
لم يسجل عن اوباما دفاعه عن العرب والمسلمين كلما كانت تلصق به ادعاءات زائفة بانتمائه اليهم، سوى مرة واحدة في لقائه بالمذيع التلفزيوني الشهير على قناة «سي ان ان» لاري كينغ، حيث قال «اود القول للذين يبعثون لي هذا الكم الهائل من الرسائل الالكترونية، بأن هذا سب للمسلمين، فهناك مسلمون اميركيون رائعون، يفعلون لاميركا اشياء رائعة…».
جدير بالذكر ان سيناتور الينوي محام في مجال الحقوق المدنية، وهو استاذ جامعي، وهو ذو شخصية جذابة لم يسبق للعرب الاميركيين ان احبوا مرشحاً رئاسياً مثلما احبوه، وهو لا يزال يمثل لهم املاً لحاضر ومستقبل اميركا.
الحقوق المدنية
ماكين
يدعم قانون الوطنية الاميركي «باتريوت آكت»، وهو يرفض تمديد امر مثول معتقلي غوانتانمو اما القضاء، برغم انه يطالب باغلاق هذا السجن، وكان انتقد في لقاء مع صحيفة بوسطن غلوب عام 2007 الادلة السرية القائمة على تسجيلات صوتية دون اخذ اذن من المحكمة، متهما الاجهزة الفدرالية والرئيس بخرق القانون، واعطى في الوقت ذاته الاجهزة الفدرالية امكانية التجسس على اتصالات دولية.
اوباما
انتقد بعض الفقرات في قانون «باتريوت آكت» لكنه صوت لصالحه، كما صوت لصالح قانون بانهاء التنميط العرقي عام 2007 ودعم تشريعاً من شأنه وضع قوانين لمكافحة جرائم الكراهية، وطالب باغلاق معتقل غوانتانمو.
العراق
ماكين
دعم شن حرب على العراق، لكنه انتقد طريقة تنفيذها وهو معارض لجدولة الانسحاب، ويقول ان العملية التي دعمها نجحت وعلى الاميركيين الاحتفاظ بقوات حفظ سلام دائمة هناك.
اوباما
عارض الحرب منذ بدايتها، لكنه لم يكن حينها عضواً في الكونغرس بعد، تعهد ان اصبح رئيساً ان يسحب الالوية الهجومية في غضون 16 شهراً، ويتصدى فوراً للمسائل الانسانية في العراق.
الهجرة
ماكين
رعى مشروع قانون عام 6002 الذي يسمح للمقيمين غير الشرعيين بتسوية اوضاعهم والبقاء في اميركا، بما في ذلك السماح لهم بالعمل وتقديم طلبات لاقامة دائمة بعد تمكنهم من تعلم اللغة الانكليزية ودفع غرامات وضرائب بأثر رجعي واجراء مسوحات امنية على تاريخهم. الآن يطالب بتشديد الامن على الحدود واقامة جدار امني على الحدود المكسيكية مع بلاده.
اوباما
صوت لصالح مشروع القانون للعام 6002 بمنح المقيمين غير الشرعيين وضعاً قانونياِ، مع ضرورة اتقان اللغة الانكليزية ودفع ضرائب وغرامات، وهو مع اقامة حاجز امني على الحدود.
إيران
ماكين
يعارض فتح قنوات اتصال مباشرة مع الرئيس الايراني احمدي نجاد واصفاً اياه «انه ليس غراً في السياسة وحسب وانما خطير ايضاً» وان ايران بامتلاكها سلاحاً نووياً ستمثل تهديداً على اسرائيل، وهو داعم لفرض عقوبات عليها، وفي احد المسيرات الانتخابية اخذ ماكين يغني «اقصف.. اقصف.. اقصف ايران» وحين سئل لاحقاً قال انه كان يمزح مع احد اقرانه.
اوباما
قال مرة انه مستعد للقاء نجاد دون شروط مسبقة، «احمدي نجاد هو الشخص الصحيح الذي يجب لقاءه الآن» معللاً ذلك بأن الدبلوماسية المباشرة ستتيح لاميركا مزيداً من المصداقية حين يتعلق الامر بفرض عقوبات على ايران. لكنه غير رأيه فيما بعد.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
ماكين
يعتبر التشدد الاسلامي في الشرق الاوسط هو التحدي الواجب على اميركا مواجهته وليس الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وهو داعم لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
اوباما
تعهد بالعمل منذ دخوله الى البيت الابيض مع الفلسطينيين والاسرائيليين، بهدف تحقيق سلام دائم قائم على دولتين متجاورتين تعيشان جنباً الى جنب في سلام وامن، وانتقد جيمي كارتر لتحدثه مع مسؤولين في حماس، وهو من المدافعين عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لبنان
ماكين
قال «هناك خط اساسي: من اجل تحقيق سلام دائم في اي وقت، لا مفر من تجريد حزب الله من سلاحه.
اوباما
دعا الى تجريد سلاح حزب الله، لكن باعتماد الاساليب الدبلوماسية وقال «علينا خوض المعترك الدبلوماسي للمساعدة في بناء توافق لبناني يعيد تشكيل الصيغة الانتخابية، ويضع نهاية للطبقة السياسية الفاسدة القائمة حالياً، وتطوير الاقتصاد.
سوريا
ماكين
يعارض المحادثات السورية الاسرائيلية، متعهداً بكف يد اميركا عن رعاية العملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وبحسب المقربين من ماكين فإن محادثات سورية اسرائيلية تعني اضطراب التوافق الهش في لبنان والذي ساهمت اميركا بجزء فيه.
اوباما
قال ان ادارته ستولي اهتماماً لتشجيع محادثات سلام اسرائيلية سورية واسرائيلية فلسطينية.
الضرائب
ماكين
قال «لا ضرائب جديدة» اذا ما انتخب رئيساً، واقترح خفض الضرائب على المؤسسات بمعدل 25 بالمئة، وتعهد بتعديل الموازنة في غضون ولايته الاولى (4 سنوات).
اوباما
سيسعى لخفض الضرائب على المؤسسات التجارية الصغيرة التي يقل دخلها عن 250 الف دولار، ومتعهداً برفع الضرائب على اثرياء اميركا والبالغة نسبتهم خمسة بالمئة من السكان، وانه سيوفر 80 مليار دولار من ضرائب المؤسسات لمساعدة العمال الاكثر فقراً والمسنين.
المراقبة على الأسلحة
ماكين
صوّت ضد تحريم بيع أسلحة ذات طابع هجومي، ولكنه مع عمل فحص أمني، وقد صوّت لقرار بحماية المصنعين والتجار من القضايا المدنية وهو يقول «أعتقد أن التعديل الثاني يجب أن يكون لا للمراقبة على السلاح».
اوباما
صوّت لترك المصنعين والتجار عرضة للمقاضاة وقد عارض تحريم الاتجار بالأسلحة شبه الأتوماتيكية وفرض قيود على مؤسسات بيع الأسلحة.
الإسكان
ماكين
مع مساعدة أصحاب المنازل على المحافظة على منازلهم من المصادرة إذا كانوا «مقترضين شرعيين» وليسوا مضاربين في السوق العقاري.
اوباما
مع إعطاء المعسرين مرتجعات ضريبية بنسبة 01 بالمئة من الدفعات السنوية للرهن العقاري، وتخصيص صندوق ضحايا الاحتيال العقاري وفرض غرامات جديدة على المحتالين، وتخصيص 02 مليار دولار لحكومات الولايات وتلك المحلية التي ضربتها الأزمة العقارية، تستخدمها لمساعدة أصحاب المنازل المعسرين.
احكام الاعدام
ماكين
يدعم توسيع الاحكام الفدرالية بالاعدام ووضع قيود على استئنافها.
اوباما
يدعم حكم الاعدام لجرائم رئيسية يتفق المجتمع على ادانتها، وهو كعضو في الكونغرس عن ولاية ألينوي وضع مسودة قانون يتيح تصوير التحقيقات بالفيديو في القضايا الرئيسة مع إجراء تعديلات على النظام المعمول به والذي أدى إلى بروز أحكام خاطئة.
ارتفاع حرارة الأرض
ماكين
اختلف تماماً مع جورج بوش حول هذه المسألة، قاد جهداً في الكونغرس لكبح مستوى الأدخنة الناشئة عن تدفئة المزارع المحمية، وهو مع فرض قيود صارمة على كفاءة احتراق الوقود، وهو داعم لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
اوباما
لديه خطة من عشر سنين بكلفة 051 مليار دولار لجعل المناخ صديقنا، وذلك عبر اعتماد أساليب جديدة تقل فيها نسبة العادم، وهو مع ماكين في دعوته لاصدار قانون بكبح غازات العادم الصادرة من البيوت الخضراء المحمية.
العناية الصحية
ماكين
تخصيص 0052 دولار مرتجعات ضريبية لكل شخص و 0005 دولار للعائلات لمساعدتهم في الحصول على بوليصة تأمين صحية مقدور عليها. وهو ضد إصدار مرسوم لتعميم التغطية الصحية. على أن لا يتاح للعمال بالاستفادة من مرتجعات ضريبية عن أموال للتغطية الصحية يدفعها عنهم أصحاب العمل.
اوباما
تغطية صحية إجبارية للآطفال دون البالغين، ومطالبة أصحاب العمل بتقديم تغطية صحية شبيهة بتلك المتبعة للعاملين في القطاع الفدرالي، وقال إن هذه الرزمة تكلف سنوياً 56 مليار دولار، مع الأخذ في الاعتبار تعديلات على النظام تتيح توفير جزء من هذا المبلغ، على أن تجمع ضرائب من الأكثر ثراء لدفعها.
الاجهاض
ماكين
معارض لحقوق الاجهاض، صوت لفرض قيود على الاجهاض وهو يفكر الآن بالانقلاب على ضمان حقوق الاجهاض، وهو لن يسعى لتعديل في الدستور يحرم الاجهاض.
اوباما
مع حقوق الاجهاض.
التعليم
ماكين
مع اختيار الأهل لمدراس أبنائهم، بما في ذلك مساعدة من يختارون مدراس خاصة بعد اعتمادها، وكذلك التعليم في المنزل، وهو ينوي زيادة المساعدات المالية للتعليم الجامعي.
اوباما
يطالب باقتطاع 81 مليار دولار لدعم العملية التعليمية من الأموال المخصصة لاستكشاف الفضاء، وهو يطالب بتغيير قانون «لا طفل خارج المدرسة» باعتبار أن الهدف ليس ازدحام الصفوف الدراسية، وتخصيص 4000 دولار لطلبة الجامعة من أموال الضرائب.
الضمان الاجتماعي
ماكين
سوف يأخذ في الاعتبار كل ما من شأنه المحافظة على الضمان الاجتماعي، لكنه لا يضع في الذهن زيادة الضرائب لهذه الغاية الآن.
اوباما
يقترح رفع الغطاء عن المبالغ التي يكسبها الأثرياء وتتيح لهم الافلات من دفع ضرائب للضمان الاجتماعي.
الزواج المثلي
ماكين
يعارض تعديلاً دستورياً لتحريم الزواج المثلي وهو مع دخول الأزواج من هذا الصنف في عقود قانونية تتيح لهم الاستفادة من التأمين والمزايا المشابهة الأخرى.
اوباما
معارض لتعديل دستوري يحرم هذا الزواج، وهو يدعم إقامة اتحادات مدنية، وهو يقول على الولايات اتخاذ قرارها في هذا الشأن.
التجارة
ماكين
من المدافعين عن التجارة الحرة
اوباما
يسعى لاعادة العمل باتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا وذلك بغية تقوية مراقبة معايير العمل والبيئة. في العام 4002 كانت هناك حملة في الكونغرس دعت إلى «تنفيذ الاتفاقيات التجارية الحالية وليس إلى تعديلها».
Leave a Reply