سبلاني: التغيير يبدأ من القاعدة إلى القمة.. ولا نقبل بإهانة وتهميش جاليتنا مجدداً
آنثوني: العرب والأفارقة الأميركيون في مركب واحد.. وأوباما هو: جاكي روبنسون السياسة
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أقامت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) احتفال العشاء السنوي الحادي عشر، مساء يوم الجمعة الماضي في قاعة نادي بنت جبيل في مدينة ديربورن. حضر الاحتفال حشد من أبناء الجالية العربية في منطقة ديترويت وتميز بحضور كثيف لمسؤولين منتخبين ومرشحين لمناصب سياسية وقضائية على مستويات محلية وعلى مستوى الولاية.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني الأميركي، ثم ترحيب من عريف الحفل الرئيس السابق لـ«أيباك» ومسؤول لجنة الدعم الفرعية المحامي عبد حمود. الذي شكر الحضور وأشار إلى أن «دعمكم للجنة لم يتغير» وأن اللجنة لم تتغير أيضاً.
عضو اللجنة المحامية مريم سعد بزي أذاعت على الحضور لائحة المرشحين المدعوين من اللجنة في انتخابات 4 اشرين الثاني (نوفمبر) القادم بعد أن شرحت آليات ومراحل اتخاذ القرارات داخل اللجنة.
وألقى رئيس اللجنة الزميل أسامة السبلاني كلمة استهلها بشكر الحضور في هذا المساء الماطر المزدحم بالمناسبات الأخرى.
وقال سبلاني: إن هذه الفترة هي مثيرة وحساسة في تاريخ السياسة الأميركية، فالتغيير يلوح في الأفق وأعتقد أن الجميع يقرون بالحاجة إليه.
وخاطب سبلاني الحضور قائلاً: ربما تتساءلون لماذا لم تعلن اللجنة دعمها لأي مرشح. وأوضح أن هنالك بنداً في النظام الداخلي يمنع تقديم الدعم لأي مرشح لا يتقدم بطلب خطي منها لأجل نيل دعمها وذلك حفاظاً على كرامة اللجنة والجالية وعلى ضوء تجارب سابقة تجرأ فيها مرشحون تحت ضغط اللوبيات المناهضة للعرب على إعادة تبرعات تقدم بها عرب أميركيون لحملاتهم، وهذا ما شكل إهانة كبيرة لنا كجالية عربية، ولن نقبل بتكرارها على الإطلاق.
وتطرق سبلاني إلى علاقة المرشحين الرئاسيين بالجالية العربية وقال: إنهما لم يدعوانا لنكون جزءاً من حملتيهما في هذه الانتخابات. وأضاف «إن الجو المعادي للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة وقف عائقاً أمام مشاركتنا الكاملة في هذه الحملات».
وتابع سبلاني: نقول للمسؤولين عن الحملتين الانتخابيتين، الديموقراطية والجمهورية: هذا أمر غير مقبول ونحن مواطنون فخورون بانتمائنا الأميركي ومنتجون في هذه البلاد العظمية ولسنا ذاهبين إلى أي مكان آخر. إننا هنا لنبقى وسنبقى لفترات أطول بكثير مما يستمر أي مرشح حالي في منصبه، وعاجلاً أو آجلاً سنجعل أصواتنا مسموعة.
وأشار سبلاني إلى أن من المهم التأكيد على حقيقة أن التغيير الحقيقي لا يتأتى فقط من انتخاب رئيس جديد، إنه عملية تبدأ من القاعدة إلى القمة. علينا انتخاب الأشخاص المؤهلين في مجالس التعليم والمجالس البلدية المحلية والمحاكم على مستوياتها المحلية والإقليمية. ولأجل ذلك نقوم بالكثير على السباقات المحلية بقدر تركيزنا على سباقات أخرى على مستوى الولاية والمستوى الوطني.
وقال سبلاني: إننا نجحنا على هذه المستويات ودعمنا وتفاعلنا مع مسؤولين منتخبين لأجل تحسين مدارسنا ومدينتنا وولايتنا.
وتابع سبلاني: إن التاريخ تجري صناعته في هذه الفترة فللمرة الأولى يفوز أفريقي-أميركي بترشيح حزبه للرئاسة وكل يوم يمر يبدو أن فوزه بالرئاسة أكثر احتمالاً، ونريد منكم أن تكونوا جزءاً من حركة التغيير هذه.
ورأى سبلاني أن العرب الأميركيين ربما من أكثر المجموعات الإثنية قرباً من الأفارقة الأميركيين، فقلوب العرب تقف مع إخوانهم الأفارقة الأميركيين في كفاحهم الطويل من أحل المساواة والعدالة.
وأكد سبلاني أن العرب والمسلمين الأميركيين بعد 11 أيلول شعروا بمرارة أن ينظر إليهم نظرة جهل وخوف وأن يجري التمييز ضدهم كنتيجة لذينك الجهل والخوف.
وختم سبلاني بالقول: «إننا نؤمن بأن التغيير ضروري في سياساتنا الداخلية والخارجية والاقتصادية والصحية والتعليمية وفي طريقة تفاعلنا مع الشعوب الأخرى».
ثم قدم سبلاني المتحدث الرئيس في الاحتفال رئيس فرع ديترويت في الجمعية الوطنية الأميركية للملونين القس ويندل آنثوني بصفته واحداً من زعماء حركة الحقوق المدنية البارزين.
ويندل آنثوني
وألقى آنثوني كلمة مطولة قاطعها الحضور مرات كثيرة بالتصفيق واستهل القس المفوه كلمته ممازحاً: أعرف أن هنالك عشاء ولا أدري لماذا وضعتم كلمتي قبل الطعام مباشرة، وأردف إنه من دواعي سروري أن أكون جزءاً من هذا الاحتفال الحادي عشر للجنة العربية الأميركية للعمل السياسي وأعرف الكثير من الوجوه والأصدقاء والقادة السياسيين الحاضرين هنا الليلة.
وانتقل أنثوني إلى الحديث عن الانتخابات الرئاسية فقال «إننا في الجمعية الوطنية الأميركية للملونين لا نقدم الدعم للمرشحين لإننا منظمة لا تختص بالعمل السياسي ولكن هذا الأمر لا ينطبق على ويندل أنثوني الشخص وأريد شاهداً على ما أقول» (..).
وشدد آنثوني في سياق كلمته على أهمية التنظيم الذي يعتبر المفتاح لأي نجاح مشيراً إلى منظمة سوف تحتفل العام القادم بمرور مئة سنة على تأسيسها وقال: بعد مئة سنة لا زلنا موجودين وفاعلين بسبب تنظيمنا الذي هو سر قوتنا واستمرارنا.
وأعلن آنثوني وسط إهتمام الحضور وانتباهم الشديد إن هنالك معادلة يجب اتباعها وتفيد: قاتل من أجل حقوقك بيد، وصوّت باليد الأخرى. أضاف لا يزال هنالك جهل في هذه البلاد يعمل على تقسيم الناس وشرذمتهم والأسوأ هو أن يكون المرء فوق جهله متعجرفاً.
وتطرق آنثوني إلى العلاقة بين العرب والأفارقة الأميركيين فقال: رغم كوني إفريقيا-أميركيا وكونكم عرباً أميركيين إلا أنناجميعاً في مركب واحد، لأنكم جميعاً تتعرضون للتجارب ذاتها التي تعرضنا لها ولا نزال. وكما قال مارتن لوثر كينغ: «لا يزال الظلم يحيق بالكل وفي كل مكان». أضاف: «إحدى النساء في حشد انتخابي فريد (للمرشح الجمهوري) ماكين قالت له: لا يمكنني أن أثق بأوباما.. سمعت بأنه عربي»، وعلق آنثوني بالقول: إذا لم يكن هذا الأمر محزناً فإنه مُسلّ، وإذا لم يكن مأساوياً فإنه مثير للضحك «الحقيقة المرة هي أنها ليست الشخص الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة». أضاف آنثوني: «ليس عيباً أن تكون عربياً.. ولا عيب في أن تمارس الإسلام كديانة، ألا ينزف العرب دماً حين يُجرحون؟!».
وشبه آنثوني المرشح الديموقراطي باراك أوباما بلاعب البيسبول الإفريقي الأول الذي ينتمي إلى رابطة رياضية وطنية جاكي روبنسون وقال إنه (أوباما) جاكي روبنسون السياسات الرئاسية، الذي تحمل الكثير من أجل الصمود في هذا الموقع.
ورأى آنثوني أن باراك أوباما ليس أفضل سياسي إفريقي إميركي وليس أذكى إفريقي أميركي وليس أفضل شخص يمكنه القتال من أجل العدالة الاجتماعية، لكنه الشخص الذي أُختير لهذه اللحظة، وهنالك أمور يريد العرب الأميركيون أن يقوم بها لكنه لا يقدر بسبب الطبيعة العنصرية لهذه البلاد، لذلك علينا أن ننظر أبعد من قضايانا الشخصية ونعمل على انتخاب أوباما.
وختم: «إن (وزير الخارجية الأسبق الإفريقي الأميركي) كولن باول يمكنه أن يقوم بما قام به (دعم أوباما) فقط لأنه يمثل ما يمثل.. يجب أن يكون داخل البيت لكي يتناول أخطاء البيت، داعياً إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 4 تشرين الثاني للتصويت».
تكريم
وفي ختام الحفل كرمت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي كل من رئيس مجلس نواب ولاية ميشيغن آندي ديلون وشريف محافظة أوكلاند العربي الأميركي مايكل بوشارد الذين متحتهما ومنحتة «جائزة الخدمات العامة، كما اختير رون أمين عضو «أيباك» للعام 2008.
كما تم تكريم مها مصطفى التي نالت جائزة «ناشطة العام».
Leave a Reply