مثلي مثل غيري اشعر في قرارة نفسي اني لا أقدم ولا أؤخر في الانتخبات الاميركية، واحمل في جيناتي الوراثية عن السياسة الاميركية مثل ما احمله إرثا من موطني الغالي، اشياء مرعبة، سلاحنا الوحيد الدعاء. وهذه تقية سياسية كما ترى، الا انه من كوني معنيّ بشكل او بآخر بما يجري على صعيد الانتخاب، وأعني، بمعنى أنه غصبا عني، يطرق سمعي كل ما يجري من همروجة الانتخابات، من بداياتها ما قبل التصفيات النهائية، وما قيل فيها والى ما رست عليه من انحصارها بأوباما وماكين. وكوني من مسلمي اميركا، وحيث ان الاسلام دخل في الحملة الانتخابية كمفردة انتخابية غصبا عنه هو الاخر، ولكن رجله ورجل الارهاب، سوا، في الدخول في القاموس السياسي في السنوات الثمان الماضية العجاف. لابأس، ان هذا الخد تعود على هذه اللطمة.انما السؤال الذي يجول في خاطري؟ ألهذا الحد وصل القحط في هذه الامة العظيمة، كما يحلو لاهلها وسياسيها ان يسموها، و ما اوهمونا به، ونزل كما ذكرت في جيناتنا الوراثية، من خلال تدخلاتها في انتخابات العالم، فهي الناخب الاول قبل اي مواطن في بلده. متفاجئ انا من تمخض الجبل عن فأر! هل اصبحت البلاد العظيمة صاحبة اكبر مخزون استرتيجي في العالم من الادمغة واكبر مستورد لها على الاطلاق صارت بهذا الهزال! بحيث تنتهي التصفيات الى ما انتهت اليه! ولماذا يحجم اصحاب الفكر ورجال الدولة والاقتصاد والسياسة عن الترشح للاتنخابات ليكونوا على راس أعظم الدول، والعالم اليوم في وضع عام مفصلي دقيق وحرج، وأميركا معنية به بل لعلها هي محوره، لا بل هي من اسبابه.ماكين يمثل أسوأ خيار لاستمرار ما عليه الحال في أميركا والعالم، من وضع سياسي عسكري اقتصادي متأزم، وأكثر من خطير، إذ ليس لديه استراتيجية جديدة على الأقل لإدارة هذه الأزمة والصراع، بل إنه لا يرى أن هناك شيئا غير عادي.اما أوباما العظيم الذي سلط الضؤ عليه لثلاثة أسباب: أولها كونه أسودا، ثانيها: أبوه المسلم، ثالثها من كونه متكلم.التفاصيل: أسود، ذو أصل أفريقي تهمة مخيفه، يحاول أوباما وماكينته الانتخابية وخبراؤه أن يبعدوا هذه الصورة عن أعين وأذهان الناخبين بل وإنهم لايشيرون الى ذلك أبدا ولا يردون على من يشير الى هذا الامر من قريب أو بعيد، بالرغم من أنه يوجد في أميركا تمييز عنصري بنسب، خفيفة الى أعلى النسب، ويوجد في أميركا من لا يستطيع ان يبلع هذا الامر بشكل من الاشكال، رئيس اسود (صعبة). وبالرغم ايضا من ان التمييز العنصري آفة حقيقية موجودة ويجب معالجتها وكان بإمكانه على خلفية كونه اسودا، بان يكون عرقه من صلب برنامجه الانتخابي فيطرحها للمعالجة. هل تأتي بنتائج سلبية أم إيجابية بحاجة الى درس وتأمل، ولكن لينسجم مع نفسه على الاقل، استبعدت من البرنامج وطليت باللون الابيض وكأنه يسرق شأنا من شؤون البيض عساهم ان لا يلاحظوا اللون، ولن استفيض في الموضوع.الامر الثاني أبوه المسلم، أن يتبرأ منه ومن إنتسابه إليه هذا شأنه، فقد حلف ايمانا مغلظة أنه بريء من التهمة وما كان مسلما في يوم من الايام، وأشار الى عرابه القس الاسود وانتمائه الى كنيسته، وان تبين فيما بعد أن من سماه أباه الروحي في الكنيسه، حوله أكثر من علامة إستفهام كما ورد في الاعلام، وتبرأ منه الاخر.الذي أود الإشارة اليه ان ماكين حين اتهم! نعم اتهم اوباما بانه مسلم وراح اوباما ومن معه من ماكينة انتخابيه بنفي التهم، لا بل تبرأ بطريقة مهينه كما يتبرأ المرء اذا ما اتهم بأشنع التهم: مسلم معاذ الله. وكأن الاسلام تهمة شنيعة وباتفاق المرشحين تخرج عن الانسانية. كما كال للمسلمين الذم وأعطى ايران نصيبها المقسوم، مادحا في نفس الوقت اسرائيل، اذ ان الاسلام عدو السامية. لم يوجد من ملايين المسلمين الاميركيين من يقيم الدنيا على ذلك الامر، ناهيك عن مليار ونيف من المسلمين في العالم فكانت ردة فعلهم الخجل.معكم حق. فإن شتم أكثر من مليار مسلم ومسلمة جهارا نهارا وأكثر من مرة، واستمرار حملات العداء لما أسماها الرئيس دبليو بوش «الفاشية الإسلامية» ولم يلق الا بعض ردود خجولة، انه لأمر مخجل حقا ان تنتمي الى مثل هؤلاء .هل أصبح الإسلام يساوق الجرب؟ والانتماء اليه جريمة في حق الانسانية؟ ألم يعد يحسب لنا حساب اقلها من اننا اصوات ناخبه لها صوتها، وكأني في اهمال ولاية ميشيغن من التصويت لان فيها اكبر تجمع اسلامي في البلاد وحادثة منع فتاتين محجبتين ان تظهرا في الصورة مع أوباما في أحد حملاته خير دليل، الحزبان لا يريدانها وكأن لسان حالهما وبالناقص ولاية، ايضا امر مخجل ولن اطيل في الامر فاسرحوا بخيالكم الى حيث شئتم.. فهو صحيح.وحقيقة أخرى تشعر بالمرارة، لم يسجل حتى الآن حضوراً مؤثرا للجالية المسلمة والعربية في تاريخ الانتخابات الأميركية، فهم متوزعو الانتماء حسب ما حملوه معهم من صراعات وصرعات من أوطانهم التي نهجوا منها، مضافا لكونهم ليس لهم كبير نشاط سياسي فان وجد فلا يعطون بلادهم الأم أولوية. بل العكس، وهذا ما اظهرته استطلاعات رأي، طالب فيها عرب أميركا بتحسين التعليم والحقوق المدنية من صحة ووظائف وغيرها، ولم يأتوا على ذكر ما يجري في الشرق، وكان جنات عدن هناك، من دخلها كان آمنا.اما منقبته الاخيرة وهي التكلم التي سجلت له فنحن العرب فيها شركاء ومن اكثر الناس حبا بالكلام والتكلم والخطابة بل انه من مختصاتنا الاثيرة، وكان حري به ان يناسبنا من هذا الباب على الاقل، فلدينا سمة مشتركة. اخاطبكم، والشيء بالشيء يذكر- ابشروا يا مسلمي اميركا لقد فتح لكم بوش وأوباما الطريق الى البيت الابيض فلا يأس بعد اليوم.اما السؤال الكبير هل ننتخب؟ ام لا؟! وان كانت الاجابة نعم فمن؟ يبقى بحاجة الى جواب!؟ فيل يدعسنا، ام حمار يرفسنا؟
Mahdi62@hotmail.com
Leave a Reply