عباس: «حماس» تعطل الحوار لصالح أجندات اقليمية
رام الله – كانت ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات الأسبوع الماضي مناسبة لإظهار الدرك الخطير الذي وصلت اليه الساحة الفلسطينية الداخلية التي باتت مفتوحة للتصادم بين الفصيلين الرئيسيين «فتح» و«حماس» وكشفت المناسبة أن المنزلق الذي وقع فيه الفلسطينيون قد يكون كارثياً.
من جهته، شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء هجوما غير مسبوق على حركة «حماس» التي اتهمها بانها «تعطل الحوار الفلسطيني لصالح اجندات اقليمية».
ويلاحظ أن هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها الرئيس عباس إلى منطق التخوين مع «حماس». فقد كانت مواقفه السابقة وكذا مواقف قيادة فتح ترى في سلوكيات «حماس» مزيجا من انعدام الخبرة أو قلة المسؤولية أو حتى الارتباط بمواقف إقليمية. لكن الخطاب الجديد يبين أن الرد على التخوين يتم بالتخوين. ومن البديهي أن خطاب عباس «التخويني» حظي على الفور برد حمساوي لا يقل حدة بلغ حدّ التكفير.
عباس قال خلال مهرجان احياء الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة بمدينة رام الله امام آلاف الفلسطينيين «لقد اضاعوا الفرصة للحوار وهنا اتحدث عن قيادة حركة حماس».
واضاف «ان حماس تعطل الحوار الفلسطيني لصالح اجندات اقليمية».
وطالب «العرب والجامعة العربية ان يقولوا كلمتهم حول من عطل الحوار» الذي كان من المفترض ان يجري في القاهرة.
وتاجل السبت الحوار بين الفصائل الفلسطينية الذي كان مقررا ان يبدأ الاثنين في القاهرة بعد قرار «حماس» مقاطعته احتجاجا على اعتقال القوى الامنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس المئات من عناصرها.
واكد عباس ان الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية «لا تعتقل اي انسان لانه يحمل افكارا ايا كانت او لانه ينتمي لحزب وحتى لو جاء للمقاطعة لسب السلطة»، مضيفا «لن نعتقل احدا لرأيه مهما كان السبب وانما العبث بالامن وتهريب الاموال وتبييضها جرائم لا نتساهل معها ولن نسمح لاحد ان يقترفها».
ووجه خطابه الى اهل قطاع غزة الذين لم يستطيعوا احياء ذكرى زعيمهم التاريخي ياسر عرفات بسبب سيطرة حركة «حماس» على القطاع، وقال «يا اهل الاباء والعزة والصمود صبرا اهل غزة لن نتخلى عنكم وعن قطاعنا الحبيب (…) ان موعدنا معكم قريب وقريب جدا».
واتهمت هيئة العمل الوطني الفلسطيني التي كانت ستنظم في غزة مهرجانا في المناسبة، الاثنين الماضي «حماس» بمنعها من اقامته.
وعرض عباس على «حماس» التوجه الى «انتخابات تشريعية ورئاسية او استفتاء اليوم قبل الغد»، لكنه اضاف «انا اعرف انهم سيرفضون لانهم يخافون الشعب».
ويرى المراقبون أن الوضع الراهن الذي وصلت اليه الصدامات الفتحاوية-الحمساوية، كلاماً عبر التصريحات النارية وفعلا عبر الإجراءات الأمنية في الضفة وغزة، يمكن أن يطول خاصة وأننا نقترب من نقطة مفصلية تتمثل في انتهاء ولاية الرئيس عباس. وحينها من المنطقي الافتراض أن «حماس» ستعلن انتهاء شرعية الرئيس، حتى لو لم تقم بتعيين بديل من رئاسة المجلس التشريعي.
ويصعب تقدير أن تقوم السلطة في رام الله بالإعلان عن انتخابات جديدة، ولذلك ستركز على شرعية بقاء الرئيس عباس حتى نهاية ولاية المجلس التشريعي. وخلال هذه الفترة ستشهد الصراعات بين حماس وفتح مدا وجزرا يصعب التكهن بنهاياتها. من هنا يبدو الحوار الداخلي الفلسطيني مستحيلا في هذه المرحلة.
Leave a Reply