شكل فريقه الاقتصادي.. وتعيينات جديدة بانتظار الأسبوع القادم
واشنطن – تعهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما بالتخلص من الديون والقضاء على الهدر في الانفاق في الموازنة الاميركية التي تعاني عجزاً، وذلك على رغم وعده بان يبذل ما في وسعه لانعاش الاقتصاد المتعثر في فترة قصيرة. ولئن أقر بأن خططه لضخ مليارات الدولارات لتحفيز الاقتصاد ستزيد عجز الموازنة، أكد الفوائد الطويلة الامد للاستثمار في البنى التحتية الاميركية المتعثرة وأنظمة الرعاية الصحية.وبعدما ظل بعيداً من الاضواء منذ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عاد أوباما اليها، بعقده مؤتمرين صحافيين خلال الأسبوع الماضي في اطار سعيه الى دفع برنامج ضخم للحوافز الاقتصادية، ومحاولته طمأنة الاسواق المالية الى أنه سيرأس فريقاً اقتصادياً كفوءاً مستعداً للتحرك سريعاً لانعاش الاقتصاد.وبعد ترشيحه مدير الاحتياط الفيديرالي في نيويورك تيموثي غايثنر وزيراً للخزانة ولاري سومرز رئيساً للمجلس الاقتصادي القومي، وكريستينا رومر أستاذة الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا كبيرة المستشارين الاقتصاديين في البيت الابيض.وسع فريقه الاقتصادي، مرشحاً بيتر اورزاغ رئيسا لمكتب الادارة والموازنة في البيت الابيض الذي ستقع على كاهله المهمة الصعبة للتخلص من الهدر الحكومي المقدر بمليارات الدولارات.وصرح في مؤتمر صحافي في شيكاغو بأن اورزاغ (39 سنة) خريج جامعة برينستون وكلية لندن للاقتصاد، سيضمن عدم ترك «جبال من الديون» للاجيال المقبلة. وبعدما لفت الى انه لا يتعدى على صلاحيات الرئيس بوش، أضاف أوباما ان الحال الاقتصادية الطارئة تتطلب وضوحاً في الاتجاه خلال السنوات المقبلة. لذا «سنراجع موازنتنا الفيديرالية صفحة صفحة وسطرا سطراً، للتخلص من البرامج التي لا نحتاج اليها، ونضمن ان تكون البرامج التي نشغلها منطقية وغير مكلفة».كذلك، رشح الرئيس المنتخب روب نابورز نائباً لاورزاغ. وهو يتولى حاليا منصب مدير الموظفين في لجنة المخصصات في مجلس النواب. وقال أوباما إن الرجلين «موظفان رائعان». وكان كل من سامرز وغايثنر عملا في الفريق الاقتصادي للرئيس السابق بيل كلينتون الذي عرف عن ادارته تمكنها من خفض العجز.وقطعت الحكومة حساباتها للسنة المالية 2008 التي انتهت في 30 أيلول بعجز قياسي بلغ 455 مليار دولار. ويتوقع محللون أن تنتهي السنة المالية الحالية بعجز كبير يقدر بتريليون دولار.وافاد اوباما ان خططه الفورية لايجاد 5,2 مليون فرصة عمل من خلال الانفاق على البنى التحتية، تتطلب خطة تحفيز ضخمة تقدر قيمتها بنحو 700 مليار دولار. وجدد تعهده خفض الضرائب على 95 في المئة من الاميركيين العاملين، وترك لنفسه هامشا للمناورة في شأن ما اذا كان سيستمر في سياسة بوش خفض الضرائب على الاثرياء بعد سنة 2010، قائلاً: «فور أن يبدأ الانتعاش الاقتصادي، علينا ان نضع خطة طويلة الامد لخفض العجز الهيكلي، ولنضمن ان لا نترك جبلا من الديون للجيل التالي».وينتظر ايضا ان يعلن الاسبوع المقبل ترشيحاته لمناصب في الامن القومي واختيار وزير للخارجية، ويرجح ان تتولى هذا المنصب منافسته السابقة هيلاري كلينتون.وبرز اسم سوزان رايس، مستشارة حملته الانتخابية والمساعدة السابقة لوزير الخارجية لشؤون افريقيا، مرشحة محتملة لمنصب مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة.وفي خطوة لم يسبق لرئيس منتخب أن قام بها، اعلن اوباما برنامجه الاقتصادي قبل ان يتولى منصبه بوقت طويل نسبياً، وذلك في محاولة منه لطمأنة المستثمرين في انحاء العالم.غيبس ناطقاً باسم البيت الأبيضكما اختار اوباما روبرت غيبس، مدير الاتصال خلال حملته الانتخابية، والسياسي الخبير في شؤون وسائل الاعلام، ناطقا باسم البيت الابيض. وينحدر غيبس من اركنسو مثل الرئيس الاسبق بيل كلينتون. وهو رجل براغماتي تولى هندسة الاعلام والتحدث باسم اوباما طيلة حملته الانتخابية. وقد رافق المرشح الديموقراطي في كل تنقلاته خلال الحملة، واضعا له استراتيجيات الاتصال.وعين أوباما إيلين موران في منصب مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض. وموران هي المديرة التنفيذية لقائمة «إيميلي» – وهي منظمة سياسية نسائية يسارية – كما عملت من قبل في أكبر اتحاد نقابات للعمال بالولايات المتحدة «أي أف أل-سي آي أو». أما دان فايفر مدير الاتصالات الحالي لفريق أوباما الرئاسي الانتقالي، فسيتم تعيينه في منصب نائب مدير الاتصالات بالبيت الأبيض.كلينتون للخارجية؟وأثارت إمكانية تولي كلينتون للخاجية حفيظة كثير من المراقبين، فتحت عنوان «في العالم العربي، قلة ثقة بهيلاري»، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» هيلاري بأنها الأكثر موالاة لإسرائيل. وأعادت إلى الأذهان حماستها لإسرائيل خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية، حين قالت إن الولايات المتحدة يمكن أن «تمحو إيران إذا شنت هجوماً نووياً على إسرائيل». كما قالت إن واشنطن لن تتفاوض مع حركة «حماس» ما لم تنبذ ما سمّته «الإرهاب».ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن هيلاري «هي أيضاً التي خالفت إدارة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في عام 1998»، حين قالت إنه يتعين أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة بهم، ما دفع البيت الأبيض إلى التوضيح بأن السيدة الأولى السابقة كانت تتحدث فقط عن رأيها.وعن مدى توافق المتنافسين السابقين في الانتخابات الرئاسية، أوباما وكلينتون، على الحكم، يقول مقربون من هيلاري إنها «غير بعيدة عن أوباما في نظرتها إلى السياسة الخارجية، وإن الاختلافات بينهما في هذا المجال طفيفة، فكلاهما يدعو إلى إعادة نشر القوات الأميركية في العراق والتركيز على أفغانستان، وضرورة انتهاج دبلوماسية قوية وانخراط مع إيران».
Leave a Reply