لا يدرك العديد من الأزواج ماذا تعني كلمة «شكراً» للزوجة. ربما لهذا السبب لا يتلفظون بها. لويعلم هؤلاء الأزواج ماذا تفعل هذه الكلمة لشريكة العمر والحياة وكيف تؤثر في نفسيتها وعلى جو الأسرة لرددوها دائماً على مسامع زوجاتهم.الظاهر.. أن معظم الرجال العرب يتمسكون بعادات وتقاليد يتوارثونها جيلاً بعد جيل، أينما عاش العربي أو تواجد، تترسب بعض الصفات الذكورية في نفسه.. كأن يكون «حمش». أي أنه لا يشكر الزوجة، ويعد للمئة قبل أن يقول كلمات الثناء على أفعالها وتصرفها، أو أن يمدح سلوكها وفهمها لبعض الأمور.هو ذلك يبتعد كل البعد عن واقع الرجل الغربي وقيم المجتمع الذي نعيش فيه كجالية عربية، حيث يستخدم الجميع كلمات الشكر والثناء والتقدير في تعاملاتهم اليومية، كأسلوب للتقرب وكسر حواجز الجفاء وسوء الفهم الذي قد ينتج بسبب مشاكل الحياة الكثيرة. واحترام الرجل الغربي للمرأة عموماً، وللزوجة بشكل خاص، أمر يمكن ملاحظته في كثير من الأحيان، وكثيراً ما نلمس ذلك في أماكن العمل أو من خلال العلاقات الشخصية مع بعض الأميركيين.ولقد لمست ذلك شخصياً من خلال تعاملي اليومي مع الأميركيين، وأعجبتني طريقتهم في قول كلمة «شكراً» والتي غالباً ما تكون نابعة من القلب وليس لمجرد رفع العتب. يقولونها.. لمجرد عمل بسيط، أو هدية صغيرة، كبطاقة معايدة مثلاً. كلمات قليلة.. ولكنها تعني الكثير.طبعاً.. الزوج لن يخسر شيئاً إذا شكر زوجته، ولن تنقص رجولته (وقوامته) بل على العكس، سيكسب محبتها ومودتها ستكون إلى إزدياد الأمر الذي يدعم الحياة الزوجية ويرسخ القيم العائلية.وأظن.. أن الرجل نفسه سيشعر براحة نفسية كبيرة لأنه جعل زوجته تشعر بتقديره ومحبته، وكل ذلك سيؤدي إلى نتائج إيجابية على الأسرة وأفرادها، فالابناء يتأثرون بمدى إستقرار العلاقة بين الأبوين وينعكس ذلك على تربيتهم ومزاجهم وسلوكهم.عندما تقول لزوجتك «شكراً» فأنت تشعرها بأنك تقدر تعبها في البيت وجهودها المبذولة لتلبية طلبات الأبناء والأقارب والأهل إذا كانوا يعيشون معك، أو قريباً منك، أو إذا كانت زيارات متبادلة بينك وبينهم، خاصة إذا كان لها عملها ووظيفتها. وفي هذه الحال.. ستقدر هي تعبك خارج المنزل لتلبية طلبات المعيشة وما أكثرها في الغرب.الشرقيون عموماً، والبعض من الأزواج، يعتبرون أن كلمة «شكراً» تقال فقط للأغراب، أو بقصد المجاملات، ولذلك فهم لا يقولونها لزوجاتهم على اعتبارها أقرب الناس إليهم.. وبالتالي لا مبرر لقولها بقصد التودد أو المجاملة أو بقصد الإعتذار، لاسمح الله!..ولكن هل تعلم أيها الزوج، ما نتيجة ذلك؟!إن المرأة حين تشعر أنها غير مقدرة، وأن ما تقوم به في البيت تجاه الزوج والأبناء هو مجرد واجب.. لا شكر عليه، كما يقول القول الشائع في ثقافتنا «لا شكر على واجب»، فإن ذلك قد يؤدي إلى إفراز مشاعر سلبية عندها، فتلجأ إلى مقارنة حالتها مع بنات جنسها ممن حظين بأزواج متفهمين ومقدرين، ما قد يسبب لها الكآبة والزعل، فتخاصمك أو أن تصبح لا مبالية.ولا شك أن زعلها سيؤثر على العلاقة الزوجية وعلى الأبناء، وعندها قد تتساءل-أيها الزوج- ما الذي غيرها وبدلها إلى زوجة نكدية، مكشرة، لا يعجبها العجب.. من دون أن تدرك أن حضرتك هو السبب!..ويسألون! لماذا الطلاق منتشر وإلى ازدياد في الجالية؟أشياء بسيطة ولكنها مهمة لتنشيط العلاقة الزوجية، وكلمات الشكر والثناء قد يكون لها مفعول سحري في تصحيح الأخطاء. والكلمات التي تخرج من القلب تذهب إلى القلب، الكلمات الصادقة المرفقة بالبسمات الشفافة والنغمات الرقراقة.. قد تكون أفضل من الهدايا الفاخرة والثمينة التي تقدم للزوجة من باب الواجب.الشكر صفة من صفات الله عز وجل، وما صلاتنا ودعاؤنا إلا شكر له، سبحانه وتعالى. فالآية القرآنية الكريمة تقول {لئن شكرتم لأزيدنكم}، وكذلك القول المأثور «وبالشكر تدوم النعم» الذي نعرفه جميعاً لكن القليلين يتخذونه مبدأً في حياتهم وعلاقاتهم اليومية.والأنبياء والأولياء كانوا دوماً حامدين شاكرين، لذلك إذا قال الرجل الشرقي لزوجته شكراً فذلك لن يمس كرامته ولن ينتقص من قوامته ورجولته، على العكس فذلك سيعكس مدى مروءته وشهامته اللتين تزيدان رجولته رجولة..
Leave a Reply