واشنطن – في ضوء الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، يبدو أن توقعات الاقتصاديين والخبراء باتت تتسابق في الوصول إلى آخر الأخبار المفزعة على صعيد العمل بالنسبة إلى الأميركيين، حيث تنبه الخبراء أخيرا إلى وجود مشكلة جديدة تفوق مشكلة ارتفاع نسبة البطالة في الولايات المتحدة.فقد توقع الخبراء أن تكون عملية إعادة توظيف 23 مليون عامل، من المرتقب تسريحهم خلال السنتين المقبلتين، أصعب مما تبدو مقارنة بعمليات إعادة التوظيف الحاصلة خلال الأزمات المالية السابقة.وسجلت التوقعات ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة إلى 8 بالمئة، بعد أن سجلت نسبة 6,5 بالمئة في تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام، ولكن عند النظر إلى هذه التوقعات من منظور تاريخي، نجد أنها ليست بهذه الدرجة من السوء، حيث أن ربع الناس خلال فترة الكساد الكبير كانوا عاطلين عن العمل، كما أن البطالة في فترة التسعينات سجلت ارتفاعا من 7,8 بالمئة إلى11 بالمئة.ولكن إعادة التوظيف خلال تلك الفترتين سارت بشكل طبيعي، وهو الشيء الذي يستبعده الاقتصاديون في هذه الفترة.وقال توماس لام، الخبير الاقتصادي الذي يعمل في البنك الفيدرالي في سنغافورة ويتابع الاقتصاد الأميركي، إن «المسألة ليست عبارة عن تغيير بسيط فينسبة البطالة، فهي مشكلة أصلا هيكلية في النظام الاقتصادي الأميركي، وهي مسألة تتطلب الكثير من الوقت لإعادة توظيف المسرحين من العمل».وعلى خلاف الخبراء الآخرين الذين يحسبون أعداد الأشخاص الغير عاملين، فإن لام ينظر إلى مفهوم التدفق العمالي، الذي يعكس أعداد الأشخاص الذين ينتقلون من وظائف مدفوعة بشكل منتظم إلى وظائف غير مدفوعة والعكس، ووجد أن الأشخاص غير العاملين لديهم فرصة لاتتعدى نسبة 22 بالمئة للعثور على وظائف خلال الشهر المقبل، وهذه النسبة هي التي تعد الأسوأ منذ الكساد الكبير.وتكمن المشكلة بحسب الخبراء، في سوء توزيع رأس المال البشري، وهي مشكلة واحدة ضمن مشكلات أخرى كان يناقشها الاقتصاديون على أنها بعيدة المدى.ولكن بحسب الخبراء، فإن الأمر المطمئن هنا، هو أن الشعب الأميركي قد مر بهذه التجارب سابقا، وهو الشيء الذي قد يسهل عملية الانتقال الوظيفي، بالنسبة لشعب ارتفعت نسبة المتعلمين فيه إلى 33 بالمئة من 22 بالمئة عام 1992، إلا أن المواجهة الأصعب هي بالنسبة لعمال البنوك الذين تعودوا على رواتب كبيرة.وقال المدير المشارك للفكر الليبرالي في مركز البحث الاقتصادي وبحث السياسة العامة في واشنطن إن «توقعاتي تشير إلى نمو في قطاع الصناعة، وهو تغيير في وجهة الاقتصاد الأميركي، ومن الواضح أن هناك بعض الأشخاص الذين سيفقدون رواتبهم الباهظة».
Leave a Reply