والمال قد يشتري كل شيء في الدنيا ما عدا بعض الأشياء الجوهرية التي يعجز عن تأمينها دفتر الشيكات. ولا شك أن الأولاد يكونون الخاسر الأكبر، عندما تنكسر النفوس بين أبوين مختلفي الطبع والمزاج، خصوصاً هنا في أميركا. حين تم الطلاق بين والدي جميلة، أحس والدها بالظلم والجور أن يدفع لطليقته نصف ما جناه من تعبه وعرقه وطموحه بدون أية مشاركة من الزوجة المنتمية لحزب «خربت.. عمرت.. طلعت.. نزلت.. حايد عن ظهري.. بسيطة
كالبعض من أبناء الجالية العربية، ولدت جميلة في ديربورن، لأب لبناني من الشرق وأم أميركية من الغرب. الأب يحمل طموح اللبناني المغامر، الدؤوب، المتطلع دائماً إلى الأفضل.. ليحقق لنفسه وأسرته الحياة الكريمة واللائقة، أما الأم فهي من النوع الأميركي الذي يعتقد أن الحياة لهو ولعب فقط. حياة تبدأ بالمأوى وإشباع الغرائز ومال ينفق على ألعاب البنغو وشراء الروايات العاطفية المدمنة على قراءتها كإدمانها على السجائر وشرب الكوكا كولا، وقد تحقق لها كل ذلك بالزواج من والد جميلة. كان زواج مصلحة، هي تعطيه حق البقاء الشرعي بالبقاء في أميركا وهو يعطيها المال لأجل متفق عليه.إن من أقسى أسباب الزواج هو الرغبة في المصلحة، لأن الزواج النفعي رهين دائماً بالغرض منه. غير أن تجارب الحياة تعلمنا أن معظم طالبي هذا الزواج قد خسروا سعادتهم الحقيقية وباءوا بالخسران المبين، ولم يجنوا من ورائه ولو حتى القليل.
Leave a Reply