واشنطن، وكالات – انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي.. هكذا توقع كاتب أميركي يهودي بارز تاريخ المنطقة العربية خلال العقود القادمة، حيث قال إن عهد الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى، وإن المنطقة مقبلة على صراع عربي فارسي، وقومي إسلامي، معتبرا أن الدول العربية انسحبت من الصراع مع إسرائيل لمواجهة خطر إيران وسوريا «وحلفائها» الممثلين في «حماس» و«حزب الله». ففي مقال بصحيفة «أوتاوا سيتيزن» الكندية، قال البروفيسور الأميركي الإسرائيلي باري روبين: «بعد عدة قرون، عندما تتم كتابة تاريخ الشرق الأوسط في هذا العصر، فإن الحرب الحالية في غزة سوف تُعتبر مناوشة في الصراع العربي الفارسي الكبير، والسني الشيعي، والقومي العربي ضد الإسلامي، والإيراني السوري ضد المصري السعودي».واعتبر روبين، أن هذا الصراع «سوف يكون الملمح الأساسي في المنطقة، وربما في العالم، خلال الفترة المتبقية من حياتنا».وقال روبين إن «الصراع العربي الإسرائيلي، الذي وُجد منذ 1984 حتى أواخر الثمانينيات أو بعدها، انتهى، ومهما قالوا في العلن، فإن الدول العربية، ماعدا سوريا، انسحبت بشكل أساسي من المشاركة الفعالة (في الصراع)».وأضاف الكاتب، وهو زميل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بجامعة جورج تاون: «لقد كانت المشاعر القوية في الأحاديث ووسائل الإعلام منذ وقت طويل بديلا عن الفعل؛ حيث وقعت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وربما لا تكون قد منحت بعد علاقات دافئة، لكنها بالتأكيد أنهت مشاركتها المباشرة في أي صراع».وعن تفسيره لهذا التحول قال روبين، الذي يعمل أيضا مديرا لمركز الأبحاث العالمية في الشؤون الدولية في إسرائيل، إن «جميع الدول العربية، باستثناء واحد هو سوريا، توصلت إلى أنها لا تستطيع هزيمة وتدمير إسرائيل».وأضاف روبين أن الحكومات العربية توصلت إلى أن «إثارة مشاعر الشعوب في صراع لا رابح فيه أكثر ربحا للحكام، لإلهائها بعيدا عن حكوماتها الدكتاتورية، لكن هزيمة من قِبل إسرائيل يمكن أن تُسقط أنظمتهم».وتابع روبين قائلا إن الدول العربية أصبحت مشغولة بمشكلات أخرى، فالدول التي لديها النفط، مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، مشغولة بجمع المال والتمتع بالحياة الجيدة، في حين أن الدول التي ليس لديها نفط، مثل مصر والأردن والمغرب، تكافح من أجل البقاء، وكلا الطرفين في حاجة للغرب.وأضاف روبين أن الدول العربية انتهت إلى أن الفلسطينيين ليسوا قادرين على هزيمة إسرائيل عسكريا أو صناعة سلام معها دبلوماسيا، إضافة إلى أن الدول العربية مشغولة بصراع جديد يستنزف الكثير من اهتمامها ومواردها وهو «التحدي الإسلامي الراديكالي للأنظمة القومية العربية» على حد تعبير.وأضاف روبين: «إن كل الدول العربية تكافح ضد أصدقاء «حماس» داخل حدودها، ففي لبنان يستقوي «حزب الله» الإسلامي الشيعي على منافسيه السنة المسلمين والمسيحيين والدروز، كما اندلعت حروب مدنية دموية بين الإسلاميين والقوميين في الجزائر ومصر، واكتسحت حملات إرهابية السعودية والعراق».وختم روبين بقوله إن الدول العربية «تواجه محورا إيرانيا سوريا، من بين عملائه «حزب الله» و«حماس» والمتمردون العراقيون، وهو خطر يتجاوز بكثير الخطر المصطنع إلى حد كبير الذي تمثله إسرائيل، والحكام العرب يعرفون هذا».
Leave a Reply